شبابنا بين الفيس والمقهاية !! .... بقلم سالم باراس سالم باراس الأسرة كيان اجتماعي وعالم متكامل من الحب والحنان والعطف ولا يسود ذلك إلا باجتماع الاسرة كلها مع بعضها البعض تحت سقف واحد وفي مكان واحد وضمن عائلة واحدة ، وهذا ما لم يتحقق هنا في مكلانا الحبيبة في الفترة الاخيرة منذُ زمن بعيد عرفت المكلا بمقاهيها وأسواقها العامرة في الليل والنهار وحب اهلها الى السمر الى ساعات متأخرة من الليل ، في المقهى او على كورنيشها الجميل والمرء لا يعدم اماكن السمر في المكلا فهي متعددة وكثيرة وآخرها صديق الكل الضيف الجديد " الفيس بوك " و" الوآتس آب " والتانقو وغيرها من وسائط التواصل الاجتماعية التي شغلت الكبار والصغار في البيت والعمل في المنزل والسيارة وفي الطريق وحتى على الارصفة ولم تسلم منها حتى مساجدنا التي هي اماكن حصرية للعبادة وطلب العلم . يقضي المكلاوي يومه صباحاً في العمل وبعيداً بالطبع عن اسرته وأولاده طلبا للعش وهنا اعتبره من المجاهدين ، فترة الغداء هي الوحيدة تقريباً التي من الممكن ان تقضيها بعض الاسر مجتمعة اذا اكرمهم ابيهم ورب اسرتهم بهذه الفرصة السانحة ، بعد الظهيرة ينصرف بعض التلاميذ من الاسرة الى مدارسهم ولم تسمح لهم مواعيدهم بالجلوس مع ابيهم لساعات معدودة ، الذي لم يسمح وقت الأب المشغول من الجلوس مع اسرته حتى في هذا الوقت المحدود فهو مغرم ومهووس بالفيس بوك ومطالعة الاخبار على الانترنت . الفيس هو الآخر منافس شرس للزوجة المسكينة في زوجها المشغول وفي ابنها الضائع بين الشارع والمقهى والانترنت ، اذان العصر تعتبره الزوجة المسكينة جرس الخروج لزوجها المشغول صباحاً ومساءاً فظروفه المادية تحتم علية العمل في الفترة صباحاً ومساءاً حتى يفي بمتطلبات البيت والأسرة في ضل غلاء متصاعد لا يرحم لا فقير ولا مسكين وفي ظل اوضاع اقتصادية سيئة للغاية تمر بها البلد . هرول الزوج للعمل وهرولت الزوجة لشؤون حياتها المعتادة من المطبخ وتنظيفه الى لقاء الجارات وقضاء الواجبات النسوية في تكرار روتيني كل يوم ، في هذه اللحضة الأب وأبنائه خارج البيت بالطبع فهي فترة التمشية المكلاوية كما يقولون . العمل في الفترات المسائية ينتهي في الثامنة على المعتاد بعدها اتجه الزوج كعادته الى المقهاية فالسمر عادة قلما يقطعها الرجل المكلاوي ، النكت والإخبار والطرائف المقهى مصدر اساسي لها وشرب الشاي والجلوس على مقعد خشبي زينة وإدمان للرجل في حضرموت ، في هذه الاثناء الزوجة المسكينة وأولادها قد يذهبون الى النوم بعد ان اوصى الرجل احد الصبية لإيصال الروتي للبيت والزوجة . بعد انقضاء السمرة ذهب الأب الى البيت فلا زوجة ولا اطفال الكل في عالم النوم غرقان وان بقي احد فهو يصارع سلطان النوم ف للنوم سلطان ، ساعة تنظرها الزوجة لتجلس مع زوجها ان عاد باكراً من مقهاه وينافسها في ذلك فيسٌ وتويتر وبرامج لا عد ولا حصر لها وقنوات ومسابقات للغنى والرقص يحبها الزوج ولا تحبها الزوجة فزوجها عالمها الذي تنظره يعود او لا يعود ، تستمر المأساة وتحرم الزوجة من زوجها في عادة مكلاوية سيئة هي ادمان المقهى وإدمان الفيس بوك فتصبح للزوجة زوجات ليست من بشر وإنما هي مقهى وانترنت وفيس بوك ومثيلاتها من عصر التكنولوجيا الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم