قال الناشط والمعارض البحريني، طالب الشايب، أن زيارة وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان لمدة شهرين لا تكفي لتوثيق الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها النظام ضد المتظاهرين، مطالباً مفوضية حقوق الإنسان بفتح مكتب دائم لها في البحرين. المنامة (فارس) وأبدى الشايب في حوار مع وكالة أنباء فارس، خشيته من أن يكون هدف زيارة الوفد للحبرين هو لنقل صورة مضللة للخارج عن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، مبيناً أن النظام يسعى خصوصا مع اقتراب موعد سباق الفورمولا لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي. وبشأن أن يسمح النظام بفتح مكتب للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في المنامة، قال الناشط طالب الشايب "ان إمكانية فتح مقر دائم في البحرين هو أمر مستبعد، فالنظام البحريني نظام قائم على القمع والتنكيل، لا يمكنه ان يورط نفسه بالسماح لمكتب مثل المفوضية السامية ان يفتح مكتب في البحرين". وأضاف الشايب "المعادلة واضحة جدا فوجود قمع مستمر في البحرين لا يمهد فتح مكتب دائم للمفوضية"، مؤكداً أن النظام لا يلتزم بتطبيق قوانين حقوق الإنسان ويمارس الانتهاكات بشكل يومي علناً من دون حياء. وفيما يلي نص الحوار؛ فارس: كيف تنظرون الى زيارة وفد من المفوضية السامية لحقوق الانسان في البحرين؟ طالب الشايب: بداية نرحب بزيارة وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فاهتمامهم بالوضع الحقوقي في البحرين له دلالات عدة من أهمها تدهور الأوضاع الحقوقية في البحرين، والزيارة الذي سوف تستغرق شهرين على الاقل أيضا ً تؤكد على أن المسألة ليست بتلك البساطة التي يمكن أن تنتهي المفوضية من انجازها في فترة قصيرة. نحن دائما ندعم الوضع الحقوقي في البحرين ونؤكد على أهميته، وذلك لأن النظام الخليفي قد سلب حقوق المواطنين من جميع النواحي سواء كان من قبل الثورة او من بعدها، فمن حق الإنسان ان يعيش فوق خط الفقر على سبيل المثال في بلد نفطي مثل البحرين، ولكن للأسف فالنسبة جداً كبيرة للناس الذين هم دون خط الفقر، ومن حق الانسان ان يعيش بعدالة اجتماعية ومن دون تمييز إلا ان الوضع في البحرين يختلف والتمييز قائم جملة وتفصيلا، وأهمها الكرامة والعزة التي فعلا يفتقدها الشعب البحريني بسبب آل خليفة، فعند الحديث عن الحقوق فنحن نتحدث عن باب ضخم جداً لا يمكن حصره في تقرير واحد فقط. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يقوم بها الوفد بزيارة البحرين، إلا ان النظام لا يلتزم بتطبيق قوانين حقوق الإنسان ويمارس الانتهاكات بشكل يومي علناً من دون حياء. قد وصل الوفد قبل أيام وهناك خطة مرسومة مبدئية للزيارات التي سوف يقوم بها الوفد طوال هذه الفترة من اجتماعات ولقاءات مع جهات حكومية وجمعيات المجتمع المدني وذلك من اجل تحقيق وتعزيز العمل الفني في مجال حقوق الانسان. نحن ندعو ونؤكد على الوفد اهمية زيارة سجناء الرأي (الرموز) في سجونهم والحضور المباشر في القرى البحرينية لمشاهدة كيفية انتهاك حقوق الانسان بالقمع الممنهج من قبل السلطات الخليفية، كما ندعو الوفد بتوثيق اهم الانتهاكات وإصدار تقارير تدين النظام الخليفي. أنا اعتقد ان الزيارة ايجابية ويجب استغلالها بقدر الإمكان، فالحكومة تسعى بكل جهودها من اجل التضليل بشأن الانتهاكات التي تقوم بها وهي تراهن على الحصول على أفضل التقارير من المفوضية السامية. ومن جانبنا يجب ان نكشف الحقيقة والواقع الأليم الذي يعيشه الشعب البحريني. في رأيي الشخصي ان الزيارة لمدة شهرين لا تكفي لتوثيق الانتهاكات الصارخة ضد حقوق الانسان والذي قام بها النظام الخليفي، وأخشى ان يكون الهدف هو من اجل نقل صورة مضللة للخارج في هذا التوقيت الحساس لاقتراب موعد سباق الفورمولا، فدائما يسعى النظام لتحسين صورته امام المجتمع الدولي كلما اقتربت فعالية سباق الفورمولا. انا على يقين تام بأن الثوار في البحرين سوف يستمرون في الحراك السلمي بشكل مكثف واكثر لكي تصل رسالتهم للمفوضية السامية من اجل مستقبل حقوقي افضل. فارس: هل تطالبون بفتح مكتب دائما للمفوضية في البحرين من أجل رصد الانتهاكات؟ طالب الشايب: للمفوضية السامية العديد من المكاتب الدائمة في مختلف الدول وأكثرها في أوروبا والولايات المتحدة، إلا ان إمكانية فتح مقر دائم في البحرين هو أمر مستبعد، فالنظام البحريني نظام قائم على القمع والتنكيل، لا يمكنه ان يورط نفسه بالسماح لمكتب مثل المفوضية السامية ان يفتح مكتب في البحرين. والدليل على ذلك قام النظام الخليفي بإغلاق مركز البحرين لحقوق الإنسان وذلك لأنه فقط يقوم برصد انتهاكات النظام. بالطبع من أهدافنا تعزيز حقوق الإنسان في الوطن، والثورة ما قامت إلا مطالبة بالحقوق المشروعة، لذلك نرغب في ان يكون مكتب دائم للمفوضية السامية لحقوق الإنسان. لا اعتقد بأن النظام يرغب في دعم حقوق الانسان، والسماح لزيارة الوفد هي لأهداف اخرى تتزامن في الوقت الحالي مع الإدعاء المزعوم بحوار ولي العهد اضافة إلى اقتراب وقت الفورمولا، وذلك لإخراج صورة البحرين أمام المجتمع الدولي أنها دولة حقوق وعدالة. ولكن على أرض الواقع، لا زلنا حتى هذه اللحظة نشهد القمع والتنكيل الممنهج على قرى البحرين والإفراط في استخدام الغازات السامة، إذ وصلت خباثة مرتزقة آل خليفة بإطلاق عبوات الغاز السامة على أحد دور العبادة أمس في البحرين، كما تم استهداف أحد الأحرار بطلقة مباشرة في الرأس إذ يرقد الآن في العناية المركزة بسبب نزيف داخلي. لذلك المعادلة واضحة جدا فوجود قمع مستمر في البحرين لا يمهد فتح مكتب دائم للمفوضية. /2336/ 2926/ وكالة انباء فارس