قال الناشط والمعارض البحريني، طالب الشايب، أن السعودية تعيق أي حل في البحرين، مؤكداً أن "الحل في البحرين هو في زوال النظام، وإن كان غير ذلك فهذا ليس بحل". المنامة (فارس) وبيّن الشايب في حوار مع مراسل وكالة أنباء فارس أن "تدخل قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية هو لإخماد الثورة والمطالب الشعبية، وهذا يعد عرقلة لجميع الحلول بل وتدخل رسمي واحتلال للبحرين". ولفت الناشط البحريني إلى أن التقارب الأميركي الإيراني له تأثير على الإقليم، وخصوصا على سوريا، البحرين واليمن، إلا انه لا يمكن القول بأن الأرضية تمهدت للحل". وبشأن اعتداء رجال الأمن على النساء البحرينيات، قال الناشط طالب الشايب "هؤلاء وحوش لا يعرفون معنى الإنسانية". وفيما يلي نص الحوار؛ فارس: كيف تفسر تعدي قوات النظام على النساء في عالي؟ الشايب: المرأة البحرينية أثبتت صمودها وقوتها في مواجهة الطغيان، وسطرت اروع الملاحم في مواجهة الظلم بكل ثبات وإصرار، ووقفت لتساند الثوار في الصفوف الخلفية وتدفعهم للأمام، المرأة البحرينية هي التي ضحت بكل ما تملك لنصرة الشعب المظلوم ووقفت في وجه الظالم. تفاجأ النظام منذ اندلاع الثورة بقوة حرائر البحرين وصمودهن، فقد حاول مرارا وتكراراً كسر هذه العزيمة، إلا ان جميع محاولاته فشلت، فكل ما يقمع نساءنا .. كلما زدن تمسكا وإصرارا على مطالبهن. إعتداء النظام على النساء ليس بالشيء الجديد، فعندما خرج آية الله الشيخ عيسى قاسم قبل عام تقريبا صارخا "من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة، فاسحقوه"، ذلك بعد أن رأى تجاوزات النظام التي طفح الكيل لها وتجاوزت جميع الخطوط الحمراء. في مشهد تقشعر له الأبدان، وانتهاك لحرمات المنازل، هجمت مليشيات مسلحة كعادتها فجراً لترويع الآمنين، وقد اقتحموا منزلها، هي أخت لشهيد أسمه عبدالنبي العاقل ووالدة لأحد رجال الله المطاردين، إذ انهالوا عليها بالضرب الشديد والتنكيل بها على الرغم من أنها امرأة، وهم أشباه رجال ولا يمتون للرجال بصلة، فقاموا برش مادة سامة على وجهها، وركلها بالإضافة إلى الضرب على الرأس. هؤلاء وحوش لا يعرفون معنى الإنسانية، فهم يتلقون أوامرهم من الطاغية حمد، منتهك الحرمات، وأصحاب قلوب ميتة لا رحمة لها. من وجهة نظري أن هذه التصرفات ليست بتصرفات شخصية، كما يدعي النظام عادة، فهي احد أساليب التعذيب الممنهج ضد ابناء هذا الشعب وهدفها واضح هو كسر ارادة المرأة البحرينية وإذلالها. إذا كان النظام يعتقد بأن القمع والتعذيب سيكسر عزيمة الشعب فهو مخطئ، بل عكس ذلك يزيدهم إصرارا وتمسكا بالمبادئ التي خرجوا من اجلها ولن يصمتوا حتى ينالوها. في رأيي أن نظاما كالنظام البحريني، وبعد هذه الإنتهاكات التي قام بها، من المستحيل أن نقدم له الثقة ولو كانت بسيطة، وكل هذه التخبطات التي يقوم بها ما هي إلا تعزيز لمطلب إسقاط النظام. فارس: هل الأرضية الإقليمية والدولية بدأت تمهد للحل في البحرين؟ الشايب: قد يكون التقارب الأميركي الإيراني له تأثير على الإقليم، وخصوصا على سوريا، البحرين واليمن، إلا انه لا يمكن القول بأن الأرضية تمهدت للحل، فالحل في البحرين هو في زوال النظام، وإن كان غير ذلك فهذا ليس بحل. النظام غير قابل للإصلاح في البحرين، تلطخت يده بدماء شهدائنا الأبرار واعتدى على مساجدنا وهتك حرمات منازلنا واعتقل رموزنا وشعبنا، كيف لنا اليوم ان نصدق مكره وخبثه ونعتقد بحل معه لمجرد بعض الاتفاقات الدولية والإقليمية. لو كان النظام يرغب بحل، لما قام بهذه الانتهاكات الصارخة، فلم يتوقف النظام عن ممارسة الإجرام ليوم واحد، ولم يمهد الأرضية لا مع الحوار ولا بدون حوار، فهدفه الرئيسي كسر إرادة الشعب من اجل إخماد صوتهم وحسهم الثوري المطالب بزواله. لا زلنا نصر ونؤكد بأن حلا مشتركا مع النظام هو ليس الهدف الذي قدم وضحى الشعب من اجله، فللشعب حق تقرير مصيره وهو سيد الكلمة في الموقف. شخصيا لا أرى أي تمهيد، فاعتقال النشطاء والحقوقيين مؤخرا كالحقوقي حسين برويز واستهداف مركز البحرين لحقوق الإنسان لأنه طالب بالعدالة والقصاص من المجرمين، إضافة لاعتقال آباء الشهداء واستمرار القمع ما هو إلا تأزيم للوضع. علمتنا الثورة بأن لا نفكر مرة أخرى بالعودة للمربع الأول، فإن عدنا يعني انهزمنا، وإن واصلنا لتحقيق أهدافنا يعني أننا انتصرنا. فارس: البعض يرى أن الحديث عن إعاقة سعودية للحل في البحرين قد لا يكون واقعيا؟ ما ردكم؟ الشايب: الجميع له وجهة نظر حول السعودية، البعض يرى أنها لا تعيق والبعض يرى هي أساس المشكلة، فعند الحديث عن الواقعية، فلنستذكر تاريخ 14 مارس، هو اليوم الذي عبرت مدرعات من الجيش السعودي الإماراتي، ما يسمى ب «درع الجزيرة» عبر جسر الملك فهد، فمنذ دخول هذه القوات التي ارادت إخماد الثورة والمطالب الشعبية، يعد عرقلة لجميع الحلول بل وتدخل رسمي واحتلال للبحرين. ودخلت قوات درع الجزيرة البحرين من أجل إخماد المظاهرات التي كانت قد اندلعت في العديد من المدن البحرينية وعلى رأسها العاصمة المنامة التي شهدت اعتصامات بميدان اللؤلؤة، الذي كان قد تحول إلى رمز للحراك البحريني المطالب بمزيد من الإصلاحات السياسية من أجل تحقيق الديموقراطية. إذن السعودية تعيق ولا زالت تعيق لأنها ما زالت تتواجد على الأرض، فمجرد التواجد العسكري هو دليل بأن البلد اصبح تحت إدارة دولة أخرى. السعودية لا تريد تمرير اي سلسلة من الإصلاحات في البحرين لكي لا ينعكس الأمر عليها وتضطر لعمل إصلاحات أيضا، فما زالت الأنظمة القمعية تراهن على الحل القمعي من اجل اخماد الثورة. ولكن بحمد الله الشعب البحريني صمد وثبت في الميادين وما زال يكافح ويناضل من اجل ان ينال الحرية والكرامة، وثقتنا بالله كبيرة وكما قال الإمام علي عليه السلام "ما ضاع حق وراءه مطالب". /2336/ 2926/