أكد ناشط بحريني معارض، ان الثوار لا يؤمنون بعملية إصلاح النظام البحريني، مشدداً في الوقت نفسه على أن "الحركات الثورية في البحرين لا تحاور النظام لأنها تعلم بأنه لا يمكن إصلاحه". المنامة (فارس) وقال الناشط الدكتور طالب الشايب في حوار مع مراسل وكالة أنباء فارس "لا يمكن للسفاح ان يتحول بين عشية وضحايا الى حمامة سلام وداعية من دعاة الديمقراطية" في إشارة إلى إمكانية إصلاح نظام البحرين عبر طاولة الحوار. وأوضح الشايب أن "محطة 14 أغسطس هي إحدى المحطات المهمة في حياة ثورة البحرين"، مضيفاً أن هدف "تمرد البحرين هو تحقيق أهداف الثورة بالتغيير الجذري والتحوّل نحو الديمقراطية وسيطرة الشعب على مقاليد الأمور". * وهنا ما جاء في المقابلة: فارس: ما هو الهدف من حملة تمرد البحرين؟ الشايب: منذ ان انطلقت الثورة في البحرين في الرابع عشر من فبراير 2011 كانت ولا تزال تشهد منعطفات ومحطات يستمد منها الثوار دفعات روحية ومعنوية يستعينون بها على تجديد النشاط و العهد بثورتهم المظفرة، ويعلنوا من خلال تحركاتهم المستجدة وفائهم لدماء الشهداء والاهداف التي سالت دمائهم الزكيّة لأجلها، ومحطة 14 اغسطس هي احدى هذه المحطات المهمة في حياة ثورتنا، وقد حملت اسم "تمرّد" اقتباسا من التسمية التي انطلقت في مصر لغرض اعادة الثورة الى مسارها، فحملة تمرّد تهدف الى تجديد الحراك الميداني واعطائه زخما ودفعة ميدانية يبرز من خلالها شعب البحرين حبه للديمقراطية واصراره على تحقيق اهداف الثورة بالتغيير الجذري والتحوّل نحو الديمقراطية وسيطرة الشعب على مقاليد الامور. فارس: هل هدفكم الضغط على النظام للدفع بحوار جاد يحقق مطالب الشعب؟ الشايب: نحن كقوى ثورية لا نحاور النظام ولا نسعى للجلوس معه على مائدة، لعلمنا المسبق ان هذا النظام غير قابل للإصلاح، فلا يمكن للسفاح ان يتحول بين عشية وضحايا الى حمامة سلام وداعية من دعاة الديمقراطية، ولا امل لدينا في اصلاحه، اضافة الى ان البلد لم تعقم لكي لا تلد الافذاذ الذين يستطيعون ادارة شؤون الحكم بعيدا عن هذه الاسرة والقبيلة المتعجرفة والتي منذ ان غزت البحرين قبل مئتي عام وسيطرت بدعم من القوى الغربية على مقاليد الامور وهي لم تكف عن قتل الناس والاعتداء عليهم وزجهم في السجون وتعذيبهم اضافة الى هتكهم للحرمات والاعراض واعتداءاتهم المتكررة على مقدسات المسلمين ومساجدهم، فكل حوار جُرِّب سابقا كان نتيجته الفشل والالتفاف على المطالب، وفي اعتقادنا ان الحوار الوحيد الجاد الذي يمكن ان يفضي الى حق تقرير المصير والذي لا يوافق عليه الخليفيون بحال من الاحوال، فمطالب الشعب العادلة اليوم تنحصر في حق تقرير المصير وانتخابه بشكل عادل لنوابه والمساواة بين جميع المواطنين في الواجبات والحقوق، فآل خليفة ليسوا أبناء للسماء لكي تنحصر السلطة فيهم، وخصوصا بعد ان تلوّثت ايديهم بالاعراض والمقدسات والدماء، فالحل الوحيد ينحصر في رحيلهم ومحاكمتهم على ما قاموا به من جرائم ضد ابناء الشعب. فارس: واقع حقوق الانسان مقلق في البحرين، ما السبب لوقف حجم الانتهاكات؟ الشايب: البحرين الى الآن لم تسمح لا لوسائل الاعلام المستقلة بتغطية الاحداث التي تجري في البحرين، ولم تسمح لمنظمات حقوق الانسان للدخول والتحرك بحريّة، كما لم تقبل حتى الان بزيارة اي مقرر خاص، وخصوصا مقرر الاممالمتحدة الخاص بالتعذيب في السجون، لذلك فحكومة آل خليفة تعيش انحدارا رسميا فاقعا على المستوى الاقليمي والدولي، وجرائمهم لا تقل عن جرائم ضد الانسانية والتي اقل ما يمكن ان يكون الحساب فيها الاعدام، ومع بقاء هذه السلطة الغاشمة لا يمكن وقف الانتهاكات المستمرة والمتكررة والممنهجة، وخصوصا ان من يشارك في مثل هذه الانتهاكات بشكل مباشر ابناء طاغية البحرين حمد بن عيسى، فقد شوهد ناصر بن حمد يمارس التعذيب في السجون ويقود حملات القمع على القرى والبلدات في البحرين، كما هدّد وبشكل علني ابناء البحرين الذين يطالبون باسقاط النظام ويرفعون شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" هددهم في التلفزيون الرسمي بانّه سيسقط الاسقف على رؤوس من يرفع هذا الشعار. فارس: ما السبب وراء الصمت الدولي إزاء ما تقوم بها السلطة البحرينية ضد المتظاهرين خصوصا مع قرب 14 أغسطس؟ الصمت الدولي رهن بسيطرة دول مجلس الامن دائمة العضوية على القرار الدولي والذين يملكون حق الفيتو والنقض ضد اي قرار يمكن ان يجمع عليه العالم، وبمشاهدة سريعة على الوضع في البحرين نجد ان حلفاء البحرين الاستراتيجيين هم امريكاوبريطانيافامريكا تملك قاعدة للاسطول الخامس في البحرين ولا يمكن ان تفرط فيها لاجل حكم لا تضمن انه يمكن ان يسمح لها البقاء، كما ان بريطانيا تربطها بالبحرين صفقات بمليارات الدولارات للاسلحة والتدريب وتبادل الخبرات ، لذلك من الصعب جدا ان يتعاطف هؤلاء مع مناداة الشعب للديمقراطية رغم ادعاء هذه الدول الكبرى بمساندتهم للديمقراطية وحق الشعوب في التحرر ولكن عندما تتعارض هذه المبادئ بمصالحهم الخاصة الامر مختلف تماما، فمصالحهم مقدّمة على حريّة وديمقراطية الشعوب، لذلك تجد الصمت الدولي المطبق بل ادانة للثوار في احيانا كثيرة رغم ان الثوار الى الان منهجهم سلمي ولم يلجأوا الى العنف، فالعنف موجّه من الدولة ضد الابرياء والعزل لا العكس. فارس: هل انتم تعولون على الحوار مع النظام، أم ان الحوار ورقة انتهت وأصبحت من الماضي؟ الشايب: كما ذكرت سابقا، لا يوجد اساسا حوار، فالحكومة لم تطرح اي مشروع للحوار، فضلا كون هذا الحوار منتج او لا، كل ما طرح هو نوع من اللقاءات التخذيرية التي لا يمكن ان تعيد بحال من الاحوال للشعب حقوقه المسلوبة، فهذه اللقاءات عبارة عن اعداد من المرتزقة والمتنفّذين واعوان النظام والمطّبلين له، وقلّة من اعضاء الجمعيات المعارضة الذين لا يشكّل وجودهم اي رقما في المعادلة، لذلك نعتبر الحوار المزعوم ما هو الا ورقة للتلاعب الاعلامي امام الرأي العام العالمي والغربي للخروج امامهم بمظهر المحب للحوار والسلام، ومع ذلك نحن لازلنا مصرون على ان الحوار يحتاج الى ارضية والى اشتراطات ومقدمات لانجاحة، وهذا النظام غير مستعد لتحقيق ادنى تلك الدرجات ولذلك نقول انه لا يمكن ان ينجح اي نوع من الحوار معه بل سيبقى مضيعة للوقت واعطاء النظام جرعة ليسترد انفاسه وينقض بشكل اقوى على الشعب. فارس: إلى أين تسير البحرين في ظل الأوضاع الحالية؟ الشايب: البحرين رغم القمع الحكومي، وتحويلها الى ثكنة استخباراتية للدولة، واستباحة الوطن من قبل الغزاة والمحتلّين من آل سعود، الاّ انّ الحراك لازال مستمرا ومتجددا، والمقاومة المدنية لازالت على اشدّها، واننا سنشهد في الايام القليلة القادمة مع اعلان "تمرّد" حراكا نوعيا متجددا، وقد استعدت السلطة لقمعه بشتى الوسائل، ولكن ارادة شعبنا صلبة وفولاذية ولن نستكين لكل ما يحاك خلفنا في الظلام، ومن المتوقّع ان ترجح الكفّة في الايام الاولى للسلطة بسبب القمع الوحشي، ولكن بلا شك فان استمرار الشعب في نضاله سيفشل جميع المخططات وسيجعل المجتمع الدولي في حرج وهرج ومرج ليضطروا بعد ذلك في اعلان وقوفهم الرسمي والعلني الى جانب شعب البحرين الابي، وما النصر الا من عند الله. /2336/