لم تعد شبكات الكمبيوتر الاحترافية حكراً على المكاتب والشركات وقطاع الأعمال فقط، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى المنازل، لتصبح جزءاً أساسياً منها، لا يمكن قبول فكرة عدم توافرها لدى كثير من الأشخاص، ولم تعد مثل هذه الشبكات الرقمية خياراً يمكن التخلي عنه بسهولة في معظم الشركات الحديثة صغيرها وكبيرها، وأصبحت تمديداتها جزءاً لا يتجزأ من تمديدات الكهرباء وخطوط الهاتف الرئيسة لأي مبنى جديد يشيد، وعلى المستويات كافة، وحتى المباني القديمة، فتمديد شبكة كمبيوتر خاصة بداخلها، بات اليوم بحاجة إلى فنيين مؤهلين ومهندسين أكاديميين ذوي شهادات جامعة تؤهلهم لتصميم هذه الشبكات بجودة احترافية عالية، تأتي بنتائج إيجابية لمستخدميها. (دبي) - انعكس التطور التكنولوجي الهائل والسريع، الذي نعيش أيامه حالياً، على طبيعة وظروف الأعمال على اختلاف أنواعها ومستوياتها، وهي النتيجة الحتمية التي ألقت بظلالها على متطلبات الشركات والمكاتب الخاصة وحاجاتها، التي باتت اليوم كثيرة ومتنوعة، ولا تقبل سوى بالأفضل والاحترافي في كل ما يتعلق بشبكات الكمبيوتر الرقمية الحديثة. فأصبحت الحاجة إلى أمن وأمان الشبكات الداخلية، هاجساً يطارد مستخدميها كافة، وعلى المستويين الشخصي ومستوى قطاع الأعمال، وأصبحت الرغبة في الحصول على أفضل أداء وسرعة في نقل البيانات لهذه الشبكات مطلباً رئيساً لا يقبل بأقل منه الكثير من المستخدمين، وباتت تقنيات وتكنولوجيا هذه الشبكات والقطع الفنية والتقنية المستخدمة بها تنافس بأسعارها وابتكاراتها، التقنيات الأخرى المختلفة كافة. استهلاك الخدمات حول التغيرات التي من المتوقع أن تطرأ على قطاع الخدمات في المستقبل القريب، فيما يتعلق بتصميم وبناء وإدارة وصيانة البنى التحتية القائمة على الشبكات، يقول زياد سلامة، مدير إدارة الخدمات لدى شركة سيسكو في الشرق الأوسط، وتركيا، وباكستان وأفغانستان، إن المؤسسات والشركات حول العالم تخضع إلى ضغوطات ناتجة عن ارتفاع مستوى تطلعات العملاء، وتزايد التنافسية، وانخفاض الميزانيات التشغيلية، والحاجة المستمرة للأشخاص المؤهلين لصيانة الشبكات الآخذة بالتطور وتعزيز الخدمات. وتتفاقم هذه القضايا بفعل الزيادة الهائلة في بيانات الاتصالات المتنقلة وحركة استخدام الفيديو عبر بروتوكول الإنترنت (IP)، ما يتسبب بأزمات لاستيعاب حركة البيانات، ومشاكل في الأداء، بل والتعطل في بعض الأحيان. ونظراً لهذه التغيرات الجذرية، يمر سوق الخدمات الشبكية الاحترافية بمرحلة إعادة تنظيم واسعة، من المتوقع أن تؤثر على طريقة شراء الخدمات من قبل المؤسسات. وتبعاً لتوقعات مؤسسة IDC المتعلقة بخدمات الدمج والاستشارات الخاصة بالشبكات للفترة ما بين 2011 و2015، يوضح سلامة أن سوق خدمات الدمج والاستشارات الشبكية وصل إلى 22 مليار دولار في 2011، ومن المتوقع أن يحقق معدل نمو سنوي مركّب يبلغ 9,6% خلال الفترة التي تشملها التوقعات (2011 - 2015) ليصل إلى 31,2 مليار دولار بحلول 2015، منها نسبة 60 بالمائة تقريباً تضم أنشطة خدمات الدمج، وهي ما تشكل الخدمات اليدوية مثل: التطبيق والتحول إلى التقنيات الجديدة وتطبيق أنظمة الأمن الإلكتروني والاختبار والمعالجة وخدمات تهيئة الأنظمة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة ما بين 2011 و2015 تحولاً من أنشطة الدمج اليدوية إلى خدمات أكثر استراتيجية واستناداً إلى الاستشارات، وذلك نتيجة استخدام ميزات التشغيل الآلي والتقنيات الذكية التي تكتسبها الأجهزة والشبكات. وتشتمل عملية التحول هذه على إزالة العمليات والمواقع البعيدة التي "تستلزم عدداً كبيراً من الأشخاص" من نموذج تقديم الخدمات واستبدال هذه العناصر ببرمجيات. وإن تحقيق التحول من الخدمات البسيطة القائمة على الاستجابة للمتطلبات إلى الخدمات الاستباقية الشاملة القائمة على التوقع يتم من خلال الاستفادة من موارد المزودين الفكرية وتعزيز أواصر العلاقات مع العملاء عبر الشركاء، الأمر الذي يسمح بإعادة توزيع الموارد النادرة على التزامات أعلى قيمة. ... المزيد