شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، مساء أمس الأول، افتتاح الدورة الثالثة من اجتماع الأعمال العربي العالمي، الذي تنظمه شركة هوراسيس (Horasis)، وهي منظمة دولية مستقلة، تعمل على تحديد الرؤى لخلق مستقبل مستدام، وفق بيان صدر عن الاجتماع الموسع، الذي تستضيفه هيئة رأس الخيمة للاستثمار، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة . حضر الافتتاح المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة، والشيخ طارق بن كايد القاسمي رئيس جامعة الاتحاد، والشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة وعدد من المسؤولين والسفراء والقناصل المعتمدين لدى الدولة . وألقى صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة كلمة في افتتاح المؤتمر، أكد فيها أن رأس الخيمة حريصة على أن تشكل حاضنة لرجال الأعمال، وتقدم مختلف الإمكانات الممكنة لدعم الاقتصاد واستقطاب المستثمرين الجادين، إيماناً بأهمية الدور الكبير الذي يلعبه الاقتصاد، في نمو المجتمعات وتقدم الأوطان وتوطيد العلاقات بين الدول، فيما تحتضن الإمارة العديد من الاستثمارات من مختلف دول العالم في شتى القطاعات، لاسيما القطاع الصناعي . ولفت صاحب السمو حاكم رأس الخيمة إلى أهمية دور التعليم في منظومة البناء والتنمية والتطوير في الدولة، والتركيز على تطوير البنى التحتية، والعمل الدؤوب على تعزيز الاستثمارات، مشدداً على تركيز اقتصاد رأس الخيمة على القطاع الصناعي . وأكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي أن رأس الخيمة تتميز بتنوع استثماراتها الصناعية، كصناعات الأسمنت ومواد البناء والسيراميك والأدوية وسواها، وأثبت اقتصاد الإمارة قوته وقدراته على مواجهة الأزمات الاقتصادية، بفضل نجاح استراتيجية الإمارة في الاعتماد على القطاع الصناعي كقاطرة للتنمية الشاملة والمستدامة في ربوعها . واختتم الاجتماع مساء أمس، بعد أن أرسى بين الحضور أجواء محفزة ومفعمة بالتعاون والاستعداد للمضي في مشاريع واستثمارات مختلفة، وفق المنظمين . وبحسب المنظمين أيضاً، شكل اجتماع الأعمال العربي العالمي فرصة لتعزيز قنوات التواصل الفعّال، واستكشاف آفاق الأعمال والاستثمار وبحث الرؤى والخطط الرامية إلى بناء مستقبل مستدام . وسلط الضوء على مجموعة من أبرز الفرص الاستثمارية الواعدة في رأس الخيمة، التي تسهم في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة استثمارية رائدة في المنطقة . وأكدت جويس موجورو، نائبة رئيس زيمبابوي، في كلمتها خلال حفل الافتتاح، أهمية بحث فرص التجارة وعقد الشراكات وتعميق العلاقات بين إفريقيا والعالم العربي، مشيرة إلى أن انضمام الإمارات للاتحاد الإفريقي (AU)، كعضو مراقب عام ،2011 يعكس جهود الطرفين لترسيخ العلاقات الاقتصادية بينهما، معتبرة أن الإمارات أصبحت الدولة الخليجية الأولى وثاني دولة عربية تنضم إلى الاتحاد الإفريقي، وهذا تطور سياسي يضع أساساً متيناً للتجارة المتصاعدة بين المنطقتين . وقال عبدالناصر القصير العضو المنتدب مدير عام غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة: إن الاجتماع رفيع المستوى، الذي يواكب النمو المطرد للاقتصاد والفرص الاستثمارية المتزايدة في المنطقة، يؤكد بحجم حضوره الواسع، من كبار الشخصيات الاقتصادية، الآمال الكبيرة، التي يعقدها قادة الأعمال في المنطقة، على توطيد أواصر التعاون والتواصل وتبادل الخبرات والمعرفة بينهم . وأشار القصير إلى أن رأس الخيمة شهدت خلال الثمانية أعوام الماضية نمواً اقتصادياً لافتاً، مؤكداً أن قطاعي الصناعة والسياحة هما القوة الدافعة لاقتصاد الإمارة، فيما باتت رأس الخيمة من أكثر الوجهات جذباً للاستثمار في العالم، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لإمارة رأس الخيمة بنسبة 8% عام ،2011 وهو في تصاعد مستمر . وأضاف مدير عام غرفة رأس الخيمة أن الإمارة تزخر بمقومات جاذبة، وتتمتع بأسعار إنتاج منخفضة وبنى تحتية جيدة، وبموقع استراتيجي وطبيعة خلابة، وهي معطيات جعلتها وجهة مفضلة للأعمال والعيش على حد سواء . وأكد أن غرفة رأس الخيمة ملتزمة بخدمة قطاعي الأعمال المحلي والدولي، عبر العديد من المبادرات، التي تقوم على مد شبكات تواصل واسعة للأعمال ومساعدة المستثمرين في إقامة مشاريعهم ومواكبتها وتقديم كافة التسهيلات في العلاقات التجارية لجميع الشركاء الاقتصاديين على الصعيدين المحلي والدولي، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية ودفع اقتصاد رأس الخيمة والعمل على نموه المستدام، مشدداً على رغبة الغرفة في دعم كل ما من شأنه أن يخدم المصالح الاقتصادية المشتركة، وتبادل الأفكار الخلاقة في مجال الأعمال، وهو ما شهدته الدورات السابقة من اجتماع الأعمال العربي العالمي . وقال د . فرانك جرغن ريختر رئيس مجلس إدارة "هوراسيس": إن المنظمة تواصل التزامها بتسليط الضوء على الفرص والتحديات الإقليمية، في محاولة للتقدم نحو مستقبل أكثر ازدهاراً . ونتطلع بتفاؤل، مع اختتام الاجتماع، إلى فجر جديد من النجاحات والإنجازات في المنطقة . محاور الاجتماع وبحث رجال الأعمال المشاركون قضايا متعلقة بمناخ الأعمال العربي، من بينها معاينة التغيير المنافسة بمنظور جديد، في ظل التغييرات الاقتصادية والسياسية الأخيرة التي يشهدها العالم العربي، وناقش المشاركون العوامل الرئيسة، التي تدفع إلى المنافسة في المنطقة على الأمد الطويل . وتناولت إحدى جلسات الاجتماع المغلقة قضايا عدة، تحت عناوين مختلفة، منها نظرة على الاقتصاد، الاستثمار في الشرق الأوسط، الشركات العربية المستثمرة في الخارج، التمويل الإسلامي طريق نحو الأمام، توسيع آفاق العلامات التجارية العربية، تطوير السياحة الإقليمية، المناطق الحرة كوجهة حاضنة للعمليات التجارية، والتجمعات التكنولوجية في الشرق الأوسط . وأقيم حفل عشاء ختامي في فندق قصر الحمرا برأس الخيمة، حمل عنوان "العالم العربي على مفترق طرق"، تطرق خلاله الحضور إلى أهمية التركيز على النمو الاستراتيجي والمهارات في الأعمال، لدفعها خطوات واسعة إلى الأمام .