يتمتع مدير مركز دبي لأمن الطيران المدني التابع لشرطة دبي المقدم الدكتور محمد المنصوري بخبرة واسعة وقدرات عالية، مسهماً في تأهيل المنتسبين ورفع جاهزيتهم، ضماناً لسلامة المجتمع من مرور المواد الممنوعة والمحظورة عبر مطارات الدولة. أوضح في حواره مع «الرؤية» أن الخطة التدريبية الجديدة للمركز تستند إلى تقنيات متطورة ووسائل ذكية، إلى جانب القاعات الحديثة الخالية من الوثائق الورقية، مضيفاً أنها ترمي أيضاً إلى تطوير التدريب الإلكتروني. وأفاد بأن المركز يضم أجهزة إلكترونية تمكن المتدرب من التدرب في أي مكان، عبر اسم خاص بالمستخدم ورقم سري، لافتاً إلى ارتفاع الدورات 20 في المئة العام الماضي مقارنة بعام 2012. وأكد المنصوري أن الحصول على الاعتماد الدولي لا يمثل تشريفاً للمركز فحسب، بل يُعتبر تكليفاً عالمياً، لتنفيذ السياسة الدولية في أمن الطيران المدني، ونشر الوعي القانوني العام. وأردف أن المركز يُعد الجهة المسؤولة عن إبلاغ القرارات الدولية إلى بلدان الشرق الأوسط، ومتابعة تنفيذها، فضلاً عن تأهيل وتدريب موظفي مطارات الدولة، ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، ودول أفريقية وآسيوية. وأبان المنصوري أن المركز يزخر بنخبة من المدربين المؤهلين والأكفاء في شتى المجالات الأمنية وجميع التخصصات، وهم معتمدون من قبل منظمة الطيران المدني وشركة «سميث ديتكشن»، مشيراً إلى أنهم يُشاركون في جميع البرامج التطويرية والدورات التدريبية على المستوى الدولي. وحدد نسبة التوطين في المركز ب 98 في المئة. وأوضح المنصوري أن المركز يعتزم التعاون مع طيران الإمارات في المستقبل، لتنفيذ برامج تدريبية مشتركة، متطرقاً إلى إبرام اتفاقية في هذا الشأن، حتى يُصبح طيران الإمارات، الراعي الرسمي لمركز دبي لأمن الطيران المدني. وأفاد بأن المركز يعتمد نظاماً يُعرف بنظام المحاكاة، ويستعين بثلاثة مختبرات ذات تقنية عالية داخل المركز، ذاكراً أنه يوفر أجواءً عملية للمتدرب، تحاكي البيئة المهنية على أرض الواقع. وتالياً نص الحوار: ÷ فيمَ تتمثل مهام مركز دبي لأمن الطيران المدني؟ - يستهدف المركز تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية لإدارة وحماية منشآت المطارات من أي تدخل غير مشروع، معتمداً الاتفاقيات الدولية لأمن الطيران المدني. ويسعى المركز إلى الارتقاء بمُستوى جودة الخدمات المُقدمة في مجال التدريب والتكوين والاستشارات الأمنية، حسب خطط منسقة ومدروسة تلبي احتياجات ومتطلبات النمو المتسارع في منطقة الشرق الأوسط، رجوعاً إلى المكانة الإقليمية للمركز، إذ يتولى تأهيل وتدريب عناصر أمنية من خارج الدولة، ويعكف دائماً على تطوير محاور دوراته ومضامين برامجه تحقيقاً لأهدافه المرسومة. ÷ ما الآلية التمثيلية للمركز في الشرق الأوسط؟ - يعمل المركز تحت لواء القيادة العامة لشرطة دبي، ويُعدّ المركز الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، والمسؤولة عن الطيران المدني في العالم، من نواحي تنظيم المطارات والتراخيص والنواحي الأمنية والتدريب والملاحة الجوية. وتبوّأ المركز مكانة إقليمية، بفضل دعم الدولة الموصول، إذ يحظى بميزانية جيّدة وخدمات مُتميزة، فتوسعت مهماته لتشمل الدول الأفريقية الناطقة بالعربية، وإيران وباكستان والهند، وبعض دول شرق آسيا. وأضحى مركز دبي لأمن الطيران المدني يكتسب بعداً جغرافياً واسعاً مثل مركز نيوزيلاندا الإقليمي. ÷ ما أبرز الخطط المستقبلية للمركز؟ - نعتزم التعاون مع طيران الإمارات في المستقبل، لتنفيذ برامج تدريبية مشتركة، ومن المنتظر إبرام اتفاقية في هذا الشأن، حتى يُصبح طيران الإمارات الراعي الرسمي لمركز دبي لأمن الطيران المدني. وتشمل الخطة التدريبية للعام الجاري فئات الموظفين كافة، ابتداءً بالمستويات القيادية، ووصولاً إلى الموظفين التنفيذيين، ما يُسهم في تحقيق الهدف المنشود على مُستوى تأهيل المنتسبين، ورفع كفاءاتهم باستمرار، في مواجهة الطوارئ، فضلاً عن الارتقاء بالخدمات وإرضاء المتعاملين. وتستند الخطة التدريبية الجديدة إلى تقنيات متطورة ووسائل ذكية إلى جانب القاعات الحديثة الخالية من الوثائق الورقية. وترمي أيضاً إلى تطوير التدريب الإلكتروني، إذ يُوفر المركز أجهزة إلكترونية تمكن المتدرب من التدرب في أي مكان، عبر اسم للمستخدم ورقم سري، ويتيح التقدم إلى الامتحانات إلكترونياً، ما يُساعد المشاركين من خارج الدولة في الاستفادة من الدورات. ÷ كيف أسهم الحصول على الاعتماد الدولي من قبل «الإيكاو» في تطوير دور المركز؟ لا يُمثل الحصول على الاعتماد الدولي تشريفاً للمركز فحسب، بل يُعتبر تكليفاً عالمياً لتنفيذ السياسة الدولية في أمن الطيران المدني، ونشر الوعي القانوني العام، وتحسين مستويات العمل الأمني في المطارات. ويُعد الحصول على الاعتماد الدولي ثمرة للجهود التطويرية المبذولة في المركز، ما جعله من الجهات المسؤولة عن إبلاغ القرارات الدولية إلى بلدان المنطقة، ومتابعة تنفيذها، فضلاً عن تأهيل وتدريب موظفي مطارات الدولة، ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، إلى جانب الواجبات المكلف بها من قبل القيادة العامة لشرطة دبي. ÷ كم بلغ عدد منتسبي المركز؟ وما نسبة التوطين فيه؟ - يزخر المركز بنخبة من المدربين المؤهلين والأكفاء في شتى المجالات الأمنية وجميع التخصصات، وهم معتمدون من قبل منظمة الطيران المدني وشركة «سميث ديتكشن»، ويُشاركون في جميع البرامج التطويرية والدورات التدريبية على المستوى الدولي. ويبلغ عدد المدربين الموجودين في المركز حالياً 93 مدرباً، إذ يتضمن المركز أربعة مدربين لأمن الطيران، و17 مدرباً دولياً لأمن الطيران، و25 مدرباً محلياً لأمن الطيران، وخمسة مدربين لأجهزة التفتيش، فضلاً عن تسعة مدربين معتمدين للأجهزة. ويشمل المركز أيضاً ستة مدربين معتمدين في البرمجة اللغوية العصبية، و27 مدرباً معتمداً للمواد الخطرة. وتُقدر نسبة التوطين في المركز ب 98 في المئة، ونستعين في السياق ذاته بمدربين دوليين معتمدين من منظمة ال «إيكاو». ÷ بمَ يتميز نظام «المحاكاة» المُعتمد من قبل المركز؟ - يعتمد المركز نظاماً يُعرف بنظام المحاكاة، ويستعين بثلاثة مختبرات ذات تقنية عالية داخل المركز، وتوفر أجواءً عملية للمتدرب، تحاكي البيئة المهنية على أرض الواقع. ويوجد مركز آخر في قرية الشحن يتبع لمركز دبي للطيران المدني، ويُجرى فيه تدريب خاص يختلف تماماً عن التدريب الخاص بالمسافرين، إذ يتعلق بتفتيش الشحنات. وهناك مركز آخر في المبنى الثالث للمطار، ويُعتبر متكاملاً للتدريب، وفي السياق ذاته نظمت 25 دورة تدريبية لمطارات الدولة داخل المطار، و100 دورة أخرى داخل مركز دبي للطيران المدني. وشمل التدريب أيضاً برامج خاصة بمفتشي الجمارك والموانئ، والفنادق، وبعض الشركات ك «إعمار»، وكل نقاط التفتيش الموجودة في الدولة. وتُعقد هذه الدورات بالتعاون مع الهيئة العامة لأمن المنافذ والحدود في المناطق الحرة. ÷ بمَ يتميز التدريب في مركز دبي لأمن الطيران؟ - تُقيّم كفاءة المُتدرب عبر اختباره بتمرير أكثر من 300 حقيبة تحمل ممنوعات ومواد محظورة، ومعاينة قُدرته على اكتشافها وضبطها. ويخضع الموظف لتدريبات دقيقة ومُكثفة صقلاً لمهاراته، ويجتاز جميع الدورات المُتخصصة، فضلاً عن التقييمات الإضافية لجاهزيته ورفع أدائه قبل حصوله على ترخيص العمل ومُباشرة مهامه. وبالنظر إلى خطورة العمل، الذي يفترض الكثير من الانتباه واليقظة الدائمة، فرضت القيادة العامة لشرطة دبي عقوبات شديدة في حال ثبت أي تقصير أو تهاون، إذ يخضع الموظف إلى محاكمة عسكرية، ويعاد تدريبه وتأهيله مرة أخرى. ويوفر المركز كل سبل الراحة والوسائل والمعدات التقنية الحديثة التي تساعد على نقل وفهم المادة التدريبية للمدربين والمتدربين. ويشمل قاعات دراسية متطورة ومزودة بأحدث الوسائل والأجهزة (السمعية والبصرية)، فضلاً عن مختبر تقني بأحدث التجهيزات والبرامج التدريبية. ويحرص المركز على تقديم خدمات الضيافة أثناء انعقاد الدورات (الوجبات والمشروبات)، بحسب وقت الدورة، ويُؤمّن المواصلات للزيارات الميدانية. ويطرح خدمات إلكترونية تضمن سهولة التواصل، وتعتمد شبكة إنترنت داخلية ودولية، تُسهل المشاركة في برامجه، أو رفع الملاحظات والاقتراحات لتطوير وتحسين مستوى المناهج التدريبية في المركز. ويشمل مركزاً للخدمات الطبية العاجلة، وممرضاً في قسم الترحيل المجاور. ويُعتبر أمن المطارات مُرتبطاً بالأمن العام للدولة واقتصادها، وتُشكل المواد الممنوعة والمُسرّبة من مطارات الإمارات، ضربة موجعة للقطاع، باعتباره يشهد منافسة قوية من المطارات العالمية مثل «هيثرو» و«ميونخ» وغيرهما. ÷ ما أهم الدورات التدريبية المُنعقدة في المركز؟ - يقدم المركز دورات في جميع التخصصات للمتدربين في المجال الأمني، وتتمثل أهم تلك الدورات في «أمن الطيران الأساسي»، و«مشرفي أمن الطيران المدني»، و«أمن البريد والشحن الجوي»، و«مدربي أمن الطيران المدني»، فضلاً عن «إدارة الأزمات في المطارات»، و«أساسيات التدقيق الأمني على المطارات». ويعقد المركز أيضاً دورات «تقييم وتحليل أخطار الطيران المدني»، و«إدارة أمن الطيران المدني»، و«التفاوض مع خاطفي الرهائن»، و«تصميم المطارات للأمن والتسهيلات»، إلى جانب «المفتشين الوطنيين في المطارات». ويُنظم المركز أيضاً برامج تدريب إضافية منها دورات «مكافحة جرائم التفجيرات ضد الطيران المدني» و«أسلحة الدمار الشامل»، و«المواد الخطرة، التأسيسية والمتقدمة»، و«ثقافة ولغة المطارات»، فضلاً عن «ثقافة الجودة»، و«ثقافة التغيير في المطارات»، و«التعامل مع ضغوطات العمل». ومن الدورات الإضافية أيضاً «لغة الجسد في المطارات»، و«التفتيش الأمني لذوي الاحتياجات الخاصة»، و«التعامل مع الدبلوماسيين وأهل الحصانة»، وبرنامج «المصطلحات المستخدمة في المطارات»، وهي محاضرات دورية. ÷ كيف تتعاملون مع الممنوعات من الأدوية القادمة من الخارج؟ - يحرص المفتش من التأكد من الوصفة الطبية المصاحبة للدواء، على أن تكون مختومة ومعتمدة من دولة القدوم، وأستشهد في هذا السياق بمثال الترامادول، إذ يستعمل كعلاج في بعض الدول. ولابد أن يُثبت المسافر القادم من دولة أخرى صحة مرضه، وإلا يقع ضمن طائلة المتعاطين. ÷ كيف تُقيمون الدورات التدريبية في العام الماضي؟ - تجاوزت نسبة الدورات 20 في المئة في العام الماضي، مُقارنة بعام 2012، مع ارتفاع مستوى التقييم العام لبرنامج التدريب عشرة في المئة. ونظم المركز العام الماضي دورات مهمة دولياً، منها ورشة عمل «برنامج أمن المطارات»، و«دورة إعداد مدربي أمن الطيران المدني»، و«دورة المفتشين الوطنيين» المُنعقدة تحت إشراف مباشر من منظمة «الإيكاو»، و«برنامج التفتيش الأمني لذوي الاحتياجات الخاصة في المطارات»، والعديد من الدورات القياسية التي لاقت إقبالاً كبيراً من داخل الدولة وخارجها. سيرة ومسار ولد المقدم الدكتور محمد سعيد دعفوس المنصوري في الجميرا في دبي، ويعمل حالياً مدير مركز دبي لأمن الطيران المدني منذ 1992. وهو أستاذ القانون التجاري والبحري المساعد في أكاديمية شرطة دبي، منذ فبراير 2006، وحاصل على ليسانس علوم قانونية ودبلوم شرطة في الأكاديمية عام 1996، وماجستير في القانون الخاص في جامعة القاهرة المصرية عام 1998. ونال المنصوري دكتوراة في القانون التجاري والمقارنة في الشريعة الإسلامية لموضوع الاعتمادات المستندية في جامعة القاهرة كذلك عام 2004. اختير كأفضل موظف حكومي في شرطة دبي لعام 2009، ويُعد مدرباً دولياً معتمداً من منظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو»، ومدربَ مدربين معتمداً من الأكاديمية البريطانية لتطوير الموارد البشرية. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية بين 1997 و2009، وحصل على شهادات وأوسمة كثيرة تقديراً لجهوده المهنية المتميزة. نبذة أنشئ المركز في مايو 2002 واعتمده سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مطارات دبي، ونائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم. ويعتبر المركز إدارة فرعية ضمن الوحدات التنظيمية للإدارة العامة لأمن المطارات، ويضم ثلاثة أقسام رئيسة، تتمثل في قسم التخطيط والتطوير، والتدريب الأمني والتقني، والتدريب الدولي. اعتمد المركز من قبل الهيئة العامة الاتحادية للطيران المدني في 2008، ومن قبل منظمة الطيران المدني الدولي ممثلاً لدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط في العام ذاته. The post تأهيل المتدربين بالمحاكاة .. والوثائق الورقية إلى غير رجعة appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية