مواضيع ذات صلة تجتاح باريس التي تشهد اجراءات تقشفية في ميزانيتها موجة من الاعتداءات في الشارع وعمليات السطو الخطيرة فيما ذهب لصوص الى حد استخراج رفات موتى لسرقة ما قد يعثرون عليه من ذهب ومجوهرات. اعتقلت شرطة العاصمة الفرنسية مؤخرا ثلاثة اشخاص في إطار التحقيق في عملية سطو خطيرة. وأعرب أهل باريس عن غضبهم بعد ان قتل شخصان مقنعان عامل معادن ثمينة في الثانية والخمسين من العمر عندما حاول منعهم من سرقة لدائن ذهب من معمله في منطقة لو ماريس الراقية وسط باريس. وقالت الشرطة ان ارتفاع اسعار المعادن الثمينة يشجع اللصوص على السرقة دون اعتبار لأرواح الأحياء أو الأموات. وفي مقبرة بانتان شمالي باريس نُبشت مؤخرا عشرات الجثث لسرقة أسنان الذهب والمجوهرات من أصحابها. وقالت مصادر الشرطة ان ثلاثة اشخاص اعتُقلوا قبل أيام كانوا حفاري قبور يعملون في مدافن المدينة. وفي تشرين الثاني(نوفمبر) ألقت شرطة باريس القبض على أربعة رجال ثلاثة منهم يعملون في مقبرة بانتان نفسها وأخضعتهم للتحقيق بتهمة السرقة والسطو وانتهاك حرمة الموتى. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر قريب من التحقيق ان الرجال الأربعة كانوا يجردون الموتى المدفونين حديثا من متعلقاتهم فاتحين قبورهم تحت جنح الظلام. وضُبط اثنان منهم يرتدون خوذ وقفازات عمال المناجم وكان تراب جديد يغطي جزمهم. وعُثر على عشرة أضراس ذهبية بحوزة أحد المتهمين. وأعرب عمدة باريس برنار ديلانو عن سخطه بعد الاعتقالات الأولى واصدر اوامر الى سلطات المدينة بتكثيف عمليات المراقبة والحراسة في المقابر. وفي مكان قريب من وسط المدينة قُتل عامل معادن رميا بالرصاص عندما قاوم لصوصا يرتدون خوذا على دراجة نارية حاولوا السطو على ورشة لإعادة تصنيع الذهب يعمل فيها منذ 36 عاما. وقالت إمرأة تسكن بجوار الورشة إنها سمعته يصرخ "ليس لدي المفاتيح" قبل ان يطارد المهاجمين الذين قتلوه باطلاق النار عليه. واعترف وزير الداخلية مانويل فالس خلال زيارته مكان الجريمة بأن هناك مشكلة مع الورشات غير القانونية التي تقوم بإعادة تدوير الذهب الذي كثيرا ما يكون مصدره سرقات وأعمال سطو على محلات لبيع المصوغات. وتشكل سرقة المعادن الثمينة تجارة كبيرة في فرنسا. ونفذت ادارة السكك الحديد الفرنسية في وقت سابق من العام حملة أمنية لمكافحة سرقة اسلاك النحاس التي أدت الى تأخيرات طويلة على خطوطها. وشهدت باريس ، مثلها مثل مدن فرنسا الأخرى ، زيادة في عمليات السطو على محلات بيع الذهب بالارتباط مع ارتفاع اسعاره ، كما قال ستيفان غوود الذي يقود وحدة خاصة لمكافحة سرقة المعادن الثمينة والمجوهرات. وفككت وحدته مؤخرا شبكة لإعادة بيع الذهب تعمل من محطة سان دنيس شمالي باريس. وقال غوود لصحيفة الديلي تلغراف ان الشبكة كانت سوقا مفتوحة للذهب المسروق وان اللصوص من سائر انحاء العاصمة كانوا يأتون إليها لبيع بضاعتهم نقدا. وأضاف غوود ان كميات كبيرة من غنائم اللصوص ينتهي بها المآل في بلجيكا لأن قوانينها متساهلة. ولاحظ غوود ان باريس شهدت انفجارا مفاجئا في انتشار متاجر شراء الذهب وبيعه. وقال ان السلطات تفعل كل ما بوسعها لضبط هذه المتاجر والتوثق من عدم استدراجها الى بيع ذهب من مصادر مشبوهة. وقال غوود ان المجرمين يتكيفون مع الوضع المتغير باستمرار. وهم يستغلون ارتفاع اسعار الذهب والمعادن الثمينة استغلالا بشعا.