السبت 08 مارس 2014 08:25 مساءً ما أكتب هنا -قد يكون جديداً بعض الشيء لإننا لم نتعود ممارسة النقد- ليس من باب جلد الذات ولا من باب زرع الإحباط ولا مجرد تأفف من الوضع الذي نحن فيه فكلنا ثقه بشعب الجنوب العظيم .. ما أحاول أن أكتب هنا هو حرص على الرقي بثورتنا الجنوبيه ، ولا يكون لها رقي إلا بإن نرتقي نحن بأنفسنا وعقلياتنا وفكرنا الجنوبي .. ثورتنا الجنوبيه التحرريه في تطور ملحوظ ومستمر ، وإهتمام دولي وسياسي وإعلامي متزايد -لا أحد يشكك في ذلك طبعاً- ... هناك في الجانب الآخر إخفاق شديد ممن سيطر وأستحوذ على المشهد الثوري الجنوبي سياسياً وإعلامياً ، سواء قيادات كبار أو قيادات وسطيه أو ناشطين في الثوره ، ليس هناك أي إنتصارات ملموسه على الواقع المحلي والدولي . فقد كان بالإمكان أن نكون أفضل بكثير ؛ مما نحن عليه الآن !!! ما سبب ذلك الإخفاق الحاصل ؟!! ما سبب التأخير وعدم الإسراع بركب الثوره الجنوبيه في عالم كل شيء حولنا يتطور ويتغير ونحن أسرى لا نبارح أماكننا ؟!!! هناك أسباب كثيره ، بعضها خارجيه ، ومعظمها بل أغلبها تسكن فينا نحن الجنوبيين ، بالأصح ممن سيطر وأستحوذ على المشهد الجنوبي وتمادى في تحقيق أي نصر ملموس يُذكر... من أهم الأسباب الجنوبيه هي العقليات القديمه" الديناصورات" تلك العقليات التي ضيعت الجنوب ورمت به في أحضان صنعاء سابقاً في فتره ما ... عندما أقول العقليات القديمه يتبادر إلى ذهن القارئ أنهم من يقُال عنهم قيادات الجنوبيه التاريخيه ، لا .. ليسوا هم فقط ... هم عنوان بارز لتلك العقليه القديمه المهترئه التي أستشرت في كل مفاصل الثوره الجنوبيه ، مايقُال عنه الحراك الجنوبي .. كل الود والإحترام لأشخاصهم جميعاً ، أن أنتقد عقليتهم وفكرهم العقيم فلا يعني ذلك أننا نكن لهم العداء ، لا بالعكس لهم كل الحب والإجلال ولا يعني إن ننكر جهودكم ونضالهم وحنينهم إلى عهد دولة الجنوب سابقاً .. لكن أن يكونوا أوصياء ويمثلوا ويسيطروا على ثورة وتضحيات شعب ، ودماء وأرواح الآف الشهداء والأبطال -التي هم بالأساس مسؤولون عنها- والآم آلاف الجرحاء والمعاقين والمعتقلين ، بعد كل الذي رآينا منهم من فشل وتخبط وخلاف ..فلا وألف لا ... حرام أن تنكسر كل تضحيات وأحلام وتطلعات شعب عظيم أمام شيخوخة هؤلاء العجاوز والموميات ،، والمأساه أن تصيب شبابنا عدوى تلك العقليه العقيمه التي أصبحت عاجزه عن أن تنتج أي شيء غير الإخفاق والفشل .. هم كوادر دولة الجنوب السابقه ، نعم ، لكن المشكله في عقليتهم وأفكارهم وتصوراتهم التي عفا عنها الزمن وأكل منها الدهر وشرب ، من يحمل شهادات دكتوراه في ذلك الزمن أو أية درجه علميه أكبر منها ، أصبح الآن قديم وماضي سحيق ... في عالم اليوم كل شيء حديث وحداثي وجديد ، لا مكان للقديم والضعيف فيه .. بالله عليكم أي واحد من هذه العقليه القديمه لا يتقن الحديث السياسي والإعلامي حتى من خلال تصريح أو أي حوار مع أية وسيله إعلاميه .. تلك العقليه هي التي خلقت وشكلت كثيراً من التناقضات في المفاهيم والمسميات الأساسيه للثوره .. لم تستطع بعد تسمية ثورة شعب الجنوب بإسمها الحقيقي فلا زالت حراك .، وفي الوقت الذي كان مطلوب منها التمسك بإستعادة الدوله ما قبل 1990م بوضوح ، والتحرر والإستقلال بأقصر السُبل ، وبعد ذلك لنا مانريد من تسميه وهويه ، خلقت عائق لنا ، وهو هوية الجنوب العربي -لست هنا ضد هوية الجنوب العربي من حيث المبداء- لكن ليس وقته الآن .. السبب في ذلك إن الفشل في إحراز إي تقدم لإستعادة الدوله والتحرر والإستقلال من الإحتلال الشمالي ، جعل تلك العقليه الفاشله تخلق لشعب الجنوب متاهات وخلق شرعية هويه .. ليس إلا تضييع للوقت والجهد .. وهي التي -تلك العقليه- مزقت جسد الثوره ، وهي التي فرقت أبناء الشعب فصائل وتيارات ومسميات مختلفه . ولم تستطيع تحقيق إي نجاح سياسي ودبلوماسي إمام النجاح الثوري والشعبي للثوره ... والكثير من المساوى والسلبيات لتلك العقليه لا مجال هنا لذكرها.. مثلما أراد الإحتلال الشمالي للجنوب "إفراغ الشعب من محتواه" بتجهيل الشعب .. تريد هذه العقليه "إفراغ الثوره من محتواها "بتعطيل عقلية شباب الثوره وشباب الجنوب .. من خلال دس الكثير والكثير من الأفكار السلبيه الهدامه في عقلية جيل اليوم .. لست أقول هذا من باب فك الإرتباط من قادة الجنوب ، والتي نرى دعوات هنا وهنا من عقليات قديمه -هي جزء من تلك العقليه- تريد التحرر من الأقدم ، ليس إلا مضيعة للوقت والجهد . نريد شباب حداثي وعقليه جديده وهمه وحيويه ونشاط الشباب الفعّال المبادر .. ودماء شابه جديد ، نريد فكر جديد ، كل هذا الذي نتحرر به لا بأمنيات وحنين العجاوز القداماء والجدات . إننا هنا نوجه صرخه مدويه في سماء الجنوب ، ونحذر شباب الجنوب من تلك العقليه التي تربت في أحضان الحزب الإشتراكي وأحضان كل ماهو قديم - هناك إستثناءات نادره جداً- فقد أصابتها الشيخوخه والضعف وأصبحت تقليديه وبائده أكثر من اللازم .. الشيء المؤسف والذي أردنا من خلال حديثنا هنا تلافيه ، هو إن تفسد هذه العقليه القديمه شباب وجيل الثوره مثلما أفسدت نجاح ثورتنا ، فنجد مرات كثير إنجراف شباب يعوول عليهم بتهور وراء أوهام وتخاريف تلك العقليه أي شخصيات كانت كباراً أو صغار .. إننا نوجه رسالتنا إلى الشباب ، الفاهم الواعي المتنور أن يكون لهم حضور طاغي في ثورتنا ، ليس الحضور بالصياح والهتاف واللياح بل فكرياً وثورياً ، نريد روح المبادره ، وهمة الثوار ، ونشاط وحيوية الشباب ، نريد دماء جديده تضخ في عقليتنا الجنوبيه التي أسأت لها تلك العقليه القديمه المهترئه . لا للإنعزال الكامل عنها ، التوافق مطلوب ، لكن نريد حضور شبابي . نريد ثوره تحرريه حقيقيه في العقل والأرض والوطن الجنوبي ، نريد ثوره شعلتها تنير سماء الكون ، الثوره ليست ثوره إلا أن تقوم ضد كل ماهو قديم وكل ما هو تقليدي وبالي .. إننا بحاجه مآسه اليوم أكثر من أي وقت مضى ، إلى مراجعة أولويات وأبجديات وثقافة وعقلية ثورتنا ، حتى نستطيع إيصال فكرتنا إلى الآخر ، وحتى نزرع فكره واضحه في عقول وقلوب النشيء من أبناء الجنوب إن لم نستطع التحرر بهذا الجيل القديم .. وبحاجه أن نعيد تقويم نضالنا الثوري جذريا وكليا ، أن نغوص فيه ونستبصر العوائق التي كانت سببا في اخفاقنا ,, والايجابيات التي من شأنها التعزيز من نجاح ثورتنا ,,, أن نستوعب ثورتنا بكل جوانبها ونتمثلها تحليلا ونقدا. بنظره جديده . عدن الغد