ابوظبي:- بدأ الاحد في ابوظبي منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" بهدف نشر "فقه السلم" وتشكيل جبهة اسلامية من العلماء والمفكرين لمواجهة الفكر المتطرف. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين عدد من كبار العلماء المسلمين المعتدلين، لاسيما شيخ الازهر احمد الطيب والعلامة عبدالله بن بيه الذي يعد من اكثر العلماء تأثيرا. ويرأس بن بيه اللجنة العلمية للمنتدى. واكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الذي افتتح المؤتمر ان هذا التجمع الكبير من علماء المسلمين "يمثل محاولة اولى على المستوى العالمي لرسم خارطة طريق نحو الامام للمجتمعات الاسلامية من اجل العيش بسلام وتناغم وحسب المبادئ الاسلامية الجوهرية التي تتناغم مع المفاهيم العالمية". وشدد الشيخ عبدالله على ان الايديولوجيات المتطرفة في العالم الاسلامي "اشعلت الصراع الطائفي وتسببت في تصاعد الارهاب والتحريض المتزايد على العنف ... وشوهت صورة الاسلام". وبثت خلال المنتدى صور للعنف في مختلف انحاء العالم الاسلامي، لاسيما في سوريا والعراق. وقال الداعية عبدالله بن بيه انه يجب "احياء فقه السلم" في العالم الاسلامي وثقافة الازدهار، في مواجهة الافكار المتطرفة. واعتبر ان نشر ثقافة السلم "امر في غاية الاهمية في ظل ما تعيشه بعض المجتمعات العربية من احداث جسيمة وانقسامات وافكار متطرفة وعنف وحروب اهلية". اما شيخ الازهر فشدد على تجذر ثقافة السلم في الشريعة الاسلامية، مشيرا الى ان كلمة السلام مذكورة اكثر من اربعين مرة في القرآن الكريم بينما كلمة الحرب وردت اربع مرات. الا ان شيخ الازهر حمل بشدة على النظام العالمي ومجلس الامن الدولي ولاسيما حق النقض، معتبرا ان الفيتو الاميركي الذي لطالما صب في مصلحة اسرائيل مسؤول جزئيا عن انتشار التطرف في العالم. وبحسب المنظمين، فان المنتدى يهدف الى "تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالجهاد والممارسات المرتبطة بتلك المفاهيم"، وسيناقش "دور الفتاوى وشروط وقيود اصدارها والمؤهلات الشرعية والضرورية لاصدار الفتاوى". ويشارك في المؤتمر بعض رجال الدين الشيعة لاسيما عضو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان السيد هاني فحص. وغابت عن المؤتمر الشخصيات الدينية المقربة من تيار الاخوان المسلمين. ايلاف