فتحت السلطات الماليزية أمس، تحقيقاً في عمل إرهابي محتمل، وراء اختفاء طائرة ركاب تقل 239 شخصاً، يرجح أنها سقطت قبالة سواحل فيتنام فيما كانت تقوم برحلة من كوالالمبور إلى بكين السبت (للمزيد). وأعلن مسؤولون في هانوي إثر حملة للبحث عن حطام الطائرة في البحر، أن «طائرة فيتنامية أبلغت بأنها عثرت على قطعتين يبدو أنهما تعودان إلى الطائرة المنكوبة» في المياه قبالة جزيرة ثو شو. لكن حلول المساء، حال دون القيام بأي عملية انتشال، وسترسل سفن إلى المكان اليوم. ووسط تكهنات عدة بملابسات اختفاء الطائرة، برزت فرضية تعرضها لعمل إرهابي وسط شكوك بأن الطائرة قد تكون خُطفت أو فُجِّرت، خصوصاً بعد اكتشاف أن عدداً من الركاب، سافر بجوازات سفر مسروقة أو انتحل صفة أشخاص آخرين. واستعان محققون ماليزيون بخبراء من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (إف بي آي)، للتحقق من هوية 4 ركاب هم مسافران يحملان جوازَي سفر أوروبيين وقد يكونان أوكرانيين، واثنان آخران يحملان جوازَي سفر نمسوي وإيطالي. وأشار مسؤول في كوالالبمور إلى أن المحققين عاينوا الأفلام التي سجلتها كاميرات الأمن، واستجوبوا مسؤولي الهجرة والجوازات الذين مرّ عبرهم المسافرون». وقال المسؤول إن «ثمة مؤشرات أولية إلى وجود ثغرة أمنية». وقال رئيس هيئة الطيران المدني في ماليزيا أزهر الدين عبدالرحمن: «إن المحققين تعرّفوا إلى اثنين من «منتحلي صفة» مرا عبر موظفي الجوازات وبوابة المغادرة، فيما أعلن وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين أن المحققين يبحثون عن 4 مسافرين، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن الماليزية بدأت التحقيق في فرضية عمل إرهابي، وهي على اتصال مع وكالات مكافحة الإرهاب في كل الدول المعنية». وضمّت لائحة الركاب اسمَي نمسوي يدعى كريستيان كوزيل وإيطالي يدعى لويجي مارالدي، لكن مسؤولين قالوا إن الرجلين لم يكونا على متن الطائرة وأبلغا عن سرقة جوازَي سفرهما عامي 2012 و2013. لكن مسؤولاً بارزاً في وزارة الأمن الداخلي نبّه إلى أن «مجرد وجود جوازَي سفر مسروقين، لا يعني أن المسافرين كانا إرهابيين»، مشيراً إلى أنهما قد يكونان «مجرد سارقين». وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن صينياً أُدرج رقم جواز سفره على لائحة ركاب الطائرة، لم يكن على متنها، بل هو في إقليم فوجيان حيث يقيم، ويؤكد أن جواز سفره لم يُسرق أو يُفقد. كما لا يتطابق اسم صاحب جواز السفر مع اسم الشخص الذي أدرج اسمه على اللائحة، مع رقم هذا الجواز. وأكدت الشرطة الدولية (إنتربول) أن جوازَي سفر على الأقل، أحدهما نمسوي والآخر إيطالي، مسجلان في قاعدة بياناتها على أنهما مفقودان أو مسروقان، واستُخدما بواسطة راكبين على متن الطائرة المفقودة. وأضافت «إنتربول» أنها «تفحص جوازات سفر إضافية مشتبهاً بها». وأعربت الشرطة الدولية عن «قلق كبير لتمكّن أي راكب من أن يستقل طائرة في رحلة دولية، مستخدماً جواز سفر مسروقاً مدرجاً في قواعد بيانات إنتربول». وكانت الطائرة التابعة للخطوط الماليزية، وهي من طراز «بوينغ 777 - 200 أي آر»، أقلعت السبت من كوالالمبور، وعلى متنها 227 راكباً من 14 جنسية، إضافة إلى طاقم من 12 شخصاً. وبين الركاب 20 من موظفي شركة «فريسكيل» المختصة في صنع الموصلات الكهربائية، ومقرها ولاية تكساس الأميركية، هم 12 ماليزياً و8 صينيين. وأعلنت الخطوط الماليزية أن الطائرة لم ترسل نداء استغاثة، وقُطع الاتصال بها في مكان بين شرق ماليزيا وجنوب فيتنام. وأشارت السلطات الفيتنامية إلى أن الطائرة وجب عليها إجراء اتصال ببرج المراقبة في مطار هوشي منه، لكنها لم تظهر، بل اختفت عن أجهزة الرادار بعد حوالى ساعة على إقلاعها من كوالالمبور. موقع قناة عدن لايف