عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم افتتاح ميناء خليفة.. قاطرة مهمة لنمو اقتصاد أبوظبي والإمارات - البيان الإماراتية - أبوظبي- عبد الحي محمد
نشر في الجنوب ميديا يوم 12 - 12 - 2012


أبوظبي- عبد الحي محمد
تشهد إمارة أبوظبي اليوم حدثا تاريخيا يسهم بشكل جذري في تنويع اقتصادها، حيث يجري اليوم الافتتاح الرسمي لميناء الشيخ خليفة بن زايد في منطقة الطويلة. ويعد الميناء يعد واحدا من أضخم وأطول الموانئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتم إنجازه في 49 شهراً بهدف توفير محرك قوي وقاطرة جديدة لحركة النمو في أبوظبي والإمارات عموما.
وبعد أن خدم ميناء زايد إمارة أبوظبي على مدار أربعين عاما، يأتي ميناء الشيخ خليفة بإمكانية استقبال أضخم السفن في العالم، فعمق حوض الميناء يبلغ 16 مترا، كما يصل عمق قناة مدخل الميناء إلى 16.5 مترا وبعرض 250 مترا، بالإضافة إلى التسهيلات التي تمكن شركات النقل البحري والبري من نقل البضائع والحاويات من وإلى الميناء دون تأخير وبسهولة وسرعة كبيرتين، بالإضافة إلي قدرة الميناء على استيعاب البضائع العامة والشحنات المدحرجة وشحنات المشاريع المتخصصة.
ويأتي ميناء خليفة ليكمل مسيرة البناء الاقتصادي في الدولة ككل وفي إمارة أبوظبي بشكل خاص، فمع إضافة القدرة الاستيعابية الكبيرة لميناء خليفة لباقي موانئ الإمارة تضاعفت قدرة موانئ أبوظبي السنوية في التعامل مع الحاويات والشحنات والبضائع أربعة أضعاف مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال التجارة البحرية.
سياحة بحرية
وتسعى شركة أبوظبي للموانئ لتفعيل دور السياحة البحرية والعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على زيادة إسهامها في الاقتصاد المحلي، وضمن هذا الإطار تعمل الشركة على تحويل ميناء زايد إلى ميناء سياحي بإنشاء محطة مسافرين جديدة وحديثة مزودة بالمرافق الترفيهية والسياحية، بحيث يكون الميناء وجهة سياحية ونقطة جذب للرحلات السياحية البحرية.
محطة متكاملة
ويقدم ميناء خليفة لقطاع الأعمال محطة عمل متكاملة توفر لهم كل ما يحتاجونه لإنجاز أعمالهم بالسهولة والسرعة اللازمة (بإمكانه استقبال أكبر السفن الرافعات) فهو يضم محطة الحاويات شبه الآلية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبهذا تتمكن سفن الحاويات والشحن من تحميل وتفريغ الحاويات والبضائع بوقتٍ أسرع، مما يعني وفراً في التكلفة كما أن المورد أو المصدر بإمكانه إنجاز كل ما يحتاج من معاملات ضمن مجمع الميناء، حيث تتوافر كافة الخدمات من كل الجهات الحكومية التي يحتاج للتعامل معها، وبالإضافة إلى ذلك يمكن إنجاز قسم كبير من هذه المعاملات إلكترونياً دون الحاجة للأعمال الورقية المعتادة التي تستنزف الوقت الثمين للشركات والأعمال.
كما أن قربه من مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) يسهل عمل الشركات والمؤسسات الموجودة فيها ويجعلهما فعلياً كياناً واحداً متكاملاً. ولا تقتصر ميزة موقع الميناء على قربه من (كيزاد) فموقعه المتوسط يجعل من السهل على المؤسسات والشركات الوصول إلى المطارات الرئيسية والمناطق الصناعية في الدولة.
6 رافعات
المرافق الموجودة في الميناء تجعله الأكثر تطوراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فهو يضم محطة الحاويات شبه الآلية الوحيدة في المنطقة، وهذا يعني سهولة وسرعة أكبر في مناولة الحاويات ووقتاً أقصر للسفن عند الدخول للميناء والبقاء فيه.
كما توجد في الميناء ست رافعات عملاقة للمناولة بين السفينة والميناء، هي الأضخم من نوعها في العالم إضافة إلى عشرين حاملة لنقل الحاويات من الرصيف إلى ساحة تخزين الحاويات ونحو 30 رافعة تكديس آلية تعمل على ترتيب الحاويات بشكل آلي بالكامل.
وتصل القدرة التشغيلية لمحطة الحاويات في ميناء خليفة 2.5 مليون حاوية نمطية سنوياً، بالإضافة إلى 12 مليون طن من الشحنات العامة، بما في ذلك 4 ملايين طن سنوياً من مرسى شركة الإمارات للألمنيوم (إيمال) والذي افتتح في أواخر العام 2010.
حيد مرجاني
وتستوعب البنية التحتية الراهنة للميناء أكثر من 5 ملايين حاوية نمطية سنوياً، كما يضم الميناء عدداً من المعالم الهامة، من بينها أطول جسر في الدولة (جسر شركة الإمارات للألمنيوم الذي يمتد لمسافة 1.6 كيلومتر)، وكاسر الأمواج البيئي الحائز عدة جوائز والذي يشكل ذراع حماية تلتف حول الميناء على امتداد ثمانية كيلومترات لحماية الحيد المرجاني الفريد في رأس غنادة، والذي يعتبر الوحيد من نوعه في الخليج العربي، كما يجري العمل وفق خطة استراتيجية لزيادة وتوسعة طاقة الموانئ في أبوظبي لمواكبة النمو الاقتصادي والتجاري والعمراني الذي تشهده الإمارة.
وتصل مساحة الميناء الحالية 9.1 كيلومترات مربعة (المساحة البرية والبحرية)، كما تم إنشاء جزيرة الميناء على بعد 5 كم من اليابسة في عمق البحر من المواد المجروفة من حوض الميناء الحالي وذلك بغرض حماية الحيد المرجاني في منطقة رأس غناضة، وهو من أهم الشعاب المرجانية في دولة الامارات ومنطقة الخليج العربي، ومثل ذلك تحدياً من الناحية الإنشائية واللوجستية.
إنجاز
وتم إنجاز مشروع الميناء قبل موعده بثلاثة أشهر على الأقل، حيث بدأ تشغيله في الأول من سبتمبر الماضي، ولم يكن إنجاز ميناء خليفة ليكتمل قبل الوقت المحدد في البرنامج الزمني للمشروع لولا التوجيهات السديدة والدعم الكبير الذي قدمته قيادة إمارة أبوظبي إضافة إلى الدور الكبير الذي قامت به شركة أبوظبي للموانئ وشركة مرافئ أبوظبي اللتان أظهرتا التزامهما بأداء الدور المنوط بهما ضمن رؤية أبوظبي 2030.
وتم تخطيط ميناء خليفة بحيث يكون قابلاً للتوسع والنمو إن دعت الحاجة، وجرى تصميم التكنولوجيا والبنية التحتية بشكل مبتكر بحيث تكون مرنة وقابلة للتطور بما يسهم في خفض تكاليف التوسع مستقبلاً. وفي هذا الإطار، تم حفر قاع الميناء بعمق أكبر من الحاجة الفعلية الحالية كي يتمكن من استقبال السفن الكبيرة الموجودة حالياً في العالم، بل وحتى مع السفن الأضخم التي سوف تبنى مستقبلاً.
ورست في الميناء خلال الفترة الماضية عدة سفن عملاقة أبرزها السفينة (م.إس. سي باري)، التي تعد واحدة من أضخم سفن شحن الحاويات في العالم وأحدثها، حيث يبلغ طولها 366 متراً وعرضها 51 متراً وهي قادرة على نقل 14 ألف حاوية بقدرة إجمالية تبلغ 153 ألف طن.
إدارة محطة الحاويات
ويقع في قلب ميناء خليفة مبنى إدارة محطة الحاويات والذي يضم أحدث التقنيات المستخدمة للتحكم بمختلف نواحي العمليات في الميناء الضخم. وبفضل قرار القيادة الحكيمة في أبوظبي بالاستثمار على المدى البعيد في مزايا متطورة مثل البنية التحتية الرقمية لميناء خليفة، يمكن لإمارة أبوظبي أن تقدم خدمات الإمداد الاستراتيجية لشركات الشحن والنقل بسهولة أكبر وفي وقت أقصر وبتكاليف تنافسية. كما يمتاز ميناء خليفة بغرفة عمليات للتحكم المركزي، تعد الأحدث من نوعها في المنطقة، إذ تتم كافة عمليات دخول وخروج سفن الشحن والحاويات بطريقة آلية «أتوماتيكية» بحتة. ويتواجد في الغرفة فريق صغير من الموظفين يتابعون دخول سفينة الشحن إلى الميناء بحاوياتها إلى أن تنتهي عملية تنزيل الحاويات.
عمل اتوماتيكي
ويعد ميناء خليفة من أوائل الموانئ في المنطقة التي تعمل بشكل أتوماتيكي كامل ولا وجود للعنصر البشري إلا بصورة محدودة. ويختصر النظام الأتوماتيكي لعمل الميناء بشكل كبير من إجراءات دخول وتخليص وخروج السفن بصورة كبيرة. ويصل متوسط المدة التي تقضيها السفينة في ميناء خليفة حاليا 20 دقيقة، بينما كانت في ميناء زايد تصل إلى ساعة، أي تم اختصار ثلثي الوقت المحدد.
500 شاحنة
ويستقبل ميناء خليفة اليوم أكثر من 500 شاحنة في اليوم الواحد، وتستغرق عمليات وتخليص الشاحنات في الميناء مدة لا تزيد على 45 دقيقة، بينما كانت تلك العمليات تنجز في أكثر من ساعة ونصف الساعة في ميناء زايد القديم. ويستقبل ميناء خليفة حاليا سفناً تزيد حمولتها على 14 ألف طن لكل سفينة. كما يمتاز ميناء خليفة بطول الأرضية التجارية له مقارنة بميناء زايد، ويستقبل ميناء خليفة اليوم خطوط الشحن والسفن من كافة أنحاء العالم ويتميز بكونه فريداً من نوعه ضمن دائرة نصف قطرها 5000 كيلومتر تقريباً.
ويتم التصدير من الميناء إلى مختلف أنحاء العالم، أما بالنسبة للواردات فهي بغالبها موجهة للسوق الداخلي في إمارة أبوظبي وبشكل خاص لمدينة خليفة الصناعية والمواقع الصناعية الأخرى في إمارة أبوظبي . وقد بدأت أعمال الإنشاء في مشروع ميناء خليفة عام 2008 وانطلقت الأعمال التشغيلية التجارية في محطة الحاويات في سبتمبر من العام الجاري، وقبلها كان المرسى المخصص لشركة الإمارات للألمنيوم بميناء خليفة قد بدأ العمل فيه منذ نوفمبر 2010. وسيكون ميناء خليفة البوابة الرئيسية للتجارة في إمارة أبوظبي مع اكتمال عملية نقل حركة الحاويات من ميناء زايد إلى ميناء خليفة والتي يتوقع أن تنتقل بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.
مرحلة أولى
والمشروع المنجز حالياً هو المرحلة الأولى من مشروع الميناء ومدينة خليفة الصناعية (كيزاد) وفي هذه المرحلة تبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 2.5 مليون حاوية نمطية سنوياً وقابلة للزيادة إلى 5 ملايين حاوية، بالإضافة إلى 12 مليون طن من الشحنات السائبة سنوياً وعند الحاجة يمكن التوسع في مراحل جديدة من الميناء، أما فيما يتعلق بخطوط الشحن فتعمل شركة مرافئ أبوظبي وهي الشركة التي تشغل محطة الحاويات في ميناء خليفة على التنسيق مع مختلف خطوط الشحن ليصبح ميناء خليفة على خارطة تحركات خطوط الملاحة ومحطة أساسية على طريق سفن الشحن المختلفة، بالإضافة إلى نقل حركة الحاويات التي تدخل إمارة أبوظبي حالياً من ميناء زايد إلى ميناء خليفة.
حاويات
ورفع التشغيل المبكر لميناء خليفة في شهر سبتمبر الماضي عدد الحاويات التي سيتم مناولتها حتى نهاية الشهر الجاري إلى 800 ألف حاوية لعام 2012 مقارنة بنحو 767 ألف مناولة العام الماضي، ومن المتوقع زيادة هذا العدد خلال الأعوام المقبلة، حيث إن ميناء خليفة قادر في الوقت الحالي على إنجاز إجراءات 220 حاوية في الساعة الواحدة وذلك في حالة عمل جميع الرافعات.
انتقال
وخلال الأيام القليلة الماضية تمكنت شركة أبوظبي للموانئ من نقل جميع حاويات ميناء زايد إلى ميناء خليفة الجديد وبلغ عدد الخطوط الملاحية التي تم نقلها حاليا إلى 24 خطا ملاحيا تشكل كل الخطوط الملاحية لميناء زايد، وتم إتمام مهمة النقل بنجاح وقبل الموعد المحدد من قبل شركة أبوظبي للموانئ بنحو اربعة أشهر، خاصة وأن المعدل العالمي لفترة انتقال ميناء بكل إمكانياته اللوجستية إلى ميناء آخر تستغرق من ستة أشهر إلى سنة.
وشملت عملية النقل نقل الحاويات وأماكن الوكالات التجارية والتجار ومستلزمات الملاحة وكافة أمور الدعم اللوجستي والوظيفي والتكنولوجي، علماً بأن كافة عمليات المناولة في ميناء خليفة الجديد آلية مئة في المئة، ويرجع النجاح في عملية النقل بسرعة وكفاءة عالية إلى التخطيط المسبق والتحدي الذي اتصفت به كوادر شركتي أبوظبي للموانئ ومرافئ أبوظبي، خاصة أنه يتواجد لدى الشركتين كوادر متميزة للغاية وهناك فريق كامل تولى نقل المسارات البحرية الخاصة بقدوم السفن إلى الموانئ البحرية في أبوظبي وتحويلها إلى وجهتها الجديدة في ميناء خليفة، كما اضطلع الفريق بتنسيق الحركة في المسارات البحرية ما بين سفن الحاويات المتجهة إلى ميناء خليفة وسفن البضائع والسفن السياحية المتجهة إلى ميناء زايد.
من ناحية أخرى أكدت مصادر شركتي أبوظبي للموانئ ومرافئ أبوظبي أن تكلفة إنجاز الميناء كانت أقل مما تم رصده له في بداية الإعلان عن تنفيذه.
الرؤية الحكيمة
وأكد الكابتن محمد الشامسي نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ أن اليوم موعد التشغيل الرسمي لميناء خليفة وهو يعد من الأيام التاريخية في حياة إمارة أبوظبي، حيث يتماشى الميناء مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.
وقال في تصريحات ل»البيان الاقتصادي» إن ميناء خليفة يعد من أكثر الموانئ تطوراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وجاء تشييده تتويجاً لنحو خمس سنوات من التخطيط الدقيق والجهود الحثيثة، ويعتبر ميناء خليفة أحد أبرز المشاريع العملاقة الرائدة التي جرى إنجازها بفضل الرؤية الحكيمة والسديدة للقيادة الرشيدة، والتي ستسهم في تحقيق رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، كما أن الميناء يشكل محركاً اقتصادياً جباراً يسهم في دفع نمو اقتصاد أبوظبي، ويمثل الميناء خطوة نوعية في المجال التقني بحيث يقدم لعملائنا أكفأ الخدمات العالمية وأكثرها تنافسية، ونحن مسرورون لقيامنا ببث الحياة في هذا الإنجاز الهندسي مع انطلاق العمليات الرسمية اليوم.
المرحلة الثانية
ونوه الشامسي إلى أن المرحلة الثانية والتي سيبدأ العمل بها مباشرة، ستتضمن تطوير محطة حاويات أخرى ذات طاقة مماثلة لمحطة حاويات المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن الميناء قابل للتوسع عندما تستدعي الحاجة ولن يكون الانتظار طويلاً، ووفق الخطة الحالية هناك خمس مراحل لنمو ميناء خليفة، بحيث تضمن نمو وتوسع الميناء وفق الاحتياجات المطلوبة، بينما نمضي قدماً باتجاه أهدافنا في الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030.
حلم كبير
وأضاف الشامسي قائلاً: ميناء خليفة كان حلما كبيرا وها هو يتحقق اليوم على أرض الواقع ليحدث تغييرا جذريا في حركة الاستيراد والتصدير من وإلى أبوظبي، مضيفا أن إنجاز الميناء لم يكن واقعا على الأرض ويتم اكتماله قبل الوقت المحدد في البرنامج الزمني للمشروع لولا التوجيهات السديدة والدعم الكبير الذي قدمته قيادتنا الرشيدة، وهذا اليوم مدعاة فخر واعتزاز لشركة أبوظبي للموانئ التي أظهرت التزامها بأداء الدور المنوط بها ضمن رؤية أبوظبي 2030.
بنية تحتية غير مسبوقة
ويشدد الشامسي على أن ميناء خليفة يتميز ببنية تحتية متكاملة غير مسبوقة في المنطقة تستهدف دعم عمله، ففي الميناء توجد أضخم رافعات جسرية في العالم لمناولة الحاويات بين السفن والرصيف، بالإضافة إلى حاويات الرص الآلية التي تعمل على ترتيب الحاويات في ساحة حاويات الميناء، وتبلغ المساحة المخصصة للمستودعات بميناء خليفة 755133 قدما مربعا.
ويرتبط الميناء بمدينة خليفة الصناعية وبالطرق الرئيسية بشبكة طرق حديثة متكاملة تمكن شركات النقل البري من نقل الحاويات والبضائع، كما وضع في الحسبان عند إنشاء البنية التحتية للمشروع أن تكون جاهزة للربط مع مشروع قطار الاتحاد، وبذلك يكون الميناء الأول في المنطقة الذي يوفر إمكانية النقل البري للبضائع عن طريق القطار.
وبالإضافة إلى الخدمات التي ذكرناها آنفاً توجد كافة التسهيلات التي تحتاجها الشركات لإنجاز أعمالها، حيث تتوفر الخدمات المتعلقة بالأمن والسلامة وحتى العيادات.
وتتواجد في الميناء كافة الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية التي تتعامل معها الشركات العاملة في مجال النقل والاستيراد والتصدير كخدمات الجمارك والتخليص والتفتيش، بالإضافة إلى الدفاع المدني ووزارة البيئة والمياه وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.
انترنت
وأشار الشامسي إلى أن الميناء يتميز بإنجاز كافة معاملات عملائه عن طريق الإنترنت ولدى الميناء شركة متخصصة في وسائل التقنية الجديدة، وتشمل أهم الخدمات الأساسية التي تقدمها الشركة نظام التنبيه الإلكتروني للشركات الذي يرسل التنبيهات إلى العملاء المميزين عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية حول وصول السفن وتخصيص المراسي ومعدلات أوقات دخول السفن وخروجها، بالإضافة إلى معلومات أخرى متعلقة بحركة السفن، وقد استفاد ميناء خليفة من أحدث التقنيات التي تشمل مركز بيانات ميناء خليفة والذي أعيد تصميمه من قبل شركة أبوظبي للموانئ ليلبي أحدث المعايير العالمية وبهدف الحصول على شهادة مركز بيانات من المستوى الرابع، كما يدعم البنية التحتية للحوسبة السحابية ويضمن التحويل الافتراضي لكافة الحلول المقدمة.
وتوجه ببالغ الشكر والتقدير لحكومة أبوظبي وشركاء الشركة من المستثمرين والاستشاريين والمقاولين، ولكافة موظفي شركة أبوظبي للموانئ وشركة مرافئ أبوظبي الذين عملوا على مدار الساعة طوال العامين الأخيرين لإنجاز المشروع.
إجراء آلاف الاختبارات قبل بدء التشغيل
شهد ميناء خليفة خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري وقبل تشغيله في الأول من سبتمبر الماضي آلاف الاختبارات التي شملت كل جزء من الميناء للوقوف على مدى استعداد المشروع بشكل كامل لاستيفاء معايير وحدود التشغيل المقررة، ومدى مطابقة أدائها لمعايير الجودة التي تطمح إليها الجهات القائمة على المشروع وعلى رأسها مجلس أبوظبي التنفيذي.
نتائج
وفاقت نتائج الاختبارات كل التوقعات التي وضعتها شركة أبوظبي للموانئ في خطة عمل المشروع، وتجاوزت معدلات جودة الأداء مستويات الجودة المقررة من جانبها، وهو ما يعكس مؤشرات الثقة في أن يمثل ميناء خليفة الجديد علامة فارقة على خريطة الصناعة البحرية والتجارة الدولية في المنطقة، كما تم خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري تدشين مئات العمليات التي اختبرت كافة المباني التشغيلية ومدى مطابقتها لمعايير البناء المناسبة لعمليات الميناء وأنشطته التشغيلية.
اختبار
كما تم اختبار كافة الأرصفة البحرية وأرصفة التشغيل وعلى رأسها رصيف مناولة الحاويات الرئيس، والمستقبل لحركة السفن والبوارج وناقلات الحاويات، إلى جانب اختبار مناطق التشغيل على الأرصفة والمحيطة بالرافعات العملاقة التي تجري فيها أنشطة المساعدة لأعمال الرافعات من التفريغ والمناولة للحاويات والبضائع، وسهولة رصها في مناطق التفريغ المبدئي أو نقلها من خلال الرافعات الأوتوماتيكية المساعدة إلى مناطق الفرز والنقل الخارجي.
أو نقلها إلى مستودعات التخزين الخاصة ببعض الشركات، كما تم اختبار الرافعات الثقيلة الرئيسة ودخلت عملية التشغيل الكامل إلى جانب معدات النقل الأوتوماتيكي الرابطة بين عمليات التفريغ ومناطق النقل والتخزين، إضافة إلى اختبار المرافق والطرق والجسور ومرافق الحركة وعمليات الانسياب بين كافة ومناطق الميناء، وبكل تأكيد فإن الميناء الجديد سيكون علامة فارقة في حركة ونشاط الموانئ في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
حيث سيعنى بكافة أنشطة المناولة والتفريغ والشحن للحاويات النمطية المتعارف عليها والسوائل السائبة وتشمل في ذلك الوقود والزيوت النباتية باختلاف أنواعها إلى جانب السوائب الجافة كمواد الألمنيوم والاسمنت والحبيبات، إضافة إلى انشطة مناولة وتفريغ البضائع بجميع اشكالها سواء البضائع السائبة أو البضائع المدحرجة.
كما انتهت كافة البنود الرئيسية للعقود الرئيسية للميناء ومازالت هناك مراجعات قليلة لبعض الأعمال التشطيبية وهي أعمال لا تؤثر على الحركة التشغيلية الكاملة للميناء.
تطوير ميناء زايد الى تجاري وسياحي
خدم ميناء زايد أبوظبي على مدار أربعين عاماً وبعد إنجاز شركة أبوظبي للموانئ ومرافئ أبوظبي لعملية نقل العمليات اللوجستية من ميناء زايد إلى ميناء خليفة سيتم تركيز جهود الشركة على تطوير ميناء زايد كميناء تجاري وسياحي معاً، حيث من المقرر القيام بإعادة هيكلة الميناء وتطويره تكنولوجياً ليتماشى مع ميناء خليفة، وسيتم زيادة مساحة البضائع المتعددة فيه ليستقبل البضائع المتعددة والمدحرجة، كما سيتم تخصيص جهة في الميناء إلى ميناء سياحي وسيتم إنشاء مبنى متكامل فيها لخدمة السياح القادمين إلى الإمارة لتسهيل عمليات دخولهم وخروجهم، كما ستتواجد في هذا الجزء أماكن خدمية للمسافرين مثل مطاعم ودورات مياه ومبنى للركاب.
وسيتم ربط الميناء لاحقاً بميناء خليفة وموانئ الإمارة في شبكة إلكترونية واحدة سيكون مقرها مركز رئيسي في ميناء خليفة لإقامته بميناء خليفة كمركز رئيس لأنشطة البحرية وعمليات الموانئ في الإمارة، ومن خلال ذلك المركز سيقوم مسؤولو عمليات الموانئ بمراقبة كل الحركات البحرية إلى موانئ أبوظبي الثلاثة وهي ميناء المصفح وميناء زايد وميناء خليفة الجديد.
كما يشتمل ميناء خليفة وموانئ الإمارة على أجهزة للمحاكاة البحرية يتم من خلالها التحكم في الحركة البحرية ابتداءً من ميناء قناة المصفح، مروراً بميناء زايد، وصولاً إلى ميناء خليفة الجديد في منطقة الطويلة. وجرى تجهيز وإعداد طاقم إرشاد على مستوى عالٍ من الخبرة للقيام بكل مهام الإرشاد البحري، وتسهيل دخول وخروج السفن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.