كييف: لن تتدخل اوكرانيا في شبه جزيرة القرم الانفصالية لمنع استفتاء الاحد حول ضمها لورسيا، لكنها تامل في ان ينجح الغربيون في اقناع فلاديمير بوتين بالتراجع عنه. وقبل اربعة ايام من الاستفتاء الذي تنظمه السلطات الانفصالية الموالية للروس في شبه الجزيرة الاوكرانية حيث يقيم مليونا شخص بينهم اقليات، يبدو ان لا شيء قادرا على منع الحاق هذه المنطقة بروسيا. وحذر مسؤولون في الدول الغربية من مجموعة السبع ان استفتاء في القرم حول التحاقها بروسيا "لا قيمة قانونية له" وطالبوا موسكو بوقف دعمها لهذه المبادرة "فورا". وقالت مجموعة السبع (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا) في بيان نشره البيت الابيض "نظرا الى قلة التحضيرات المناسبة والوجود الكبير للقوات الروسية، ستكون عملية غير قانونية لن يكون لها اي قيمة معنوية. لهذه الاسباب كلها لن نعترف بنتيجتها". وذكر نائب بارز في البرلمان الروسي الاربعاء ان روسيا ستفرض على الاتحاد الاوروبي العقوبات نفسها التي يمكن ان يفرضها على منح نواب البرلمان الروسي تاشيرات، وذلك على خلفية الازمة في اوكرانيا. وقال اليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب (الدوما) ان روسيا سترد على الاتحاد الاوروبي بالعقوبات نفسها بعد ان اقترح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان يفرض الاتحاد الاوروبي قيودا على حركة السياسيين من الحزب الحاكم في روسيا احتجاجا على تدخل موسكو في شبه جزيرة القرم. واستقبل رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الاربعاء في البيت الابيض من قبل نظيره الاميركي باراك اوباما وسيطلب منه زيادة الضغط على موسكو. لكن تصريحات الرئيس الاوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف لفرانس برس تؤكد على ما يبدو ان كييف رضخت لوضع التخلي عن القرم لروسيا وباتت قلقة من تدخل محتمل عند حدودها الشرقية حيث يعيش العديد من الاوكرانيين من اصل روسي. وصرح تورتشينوف قائد الجيوش الاوكرانية لفرانس برس "لا يمكننا خوض عملية عسكرية في القرم لانه لن يعود هناك قوات على الحدود ولن تكون اوكرانيا محمية وهذا ما يراهن عليه الجنود الروس". واضاف "عند الحدود الشرقية لاوكرانيا تنتشر وحدات كبيرة من المدرعات". واكدت اجهزة الاستخبارات الاوكرانية انها اوقفت في منطقة خيرسون قرب القرم "دورية استطلاع للجيش الروسي" اتت للتجسس على عملية انتشار وحدات الجيش الاوكراني. والرئيس الاوكراني الذي سيتولى مهامه حتى الانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو ولن يترشح اليها، انتقد الاستفتاء "الذي كتب الكرملين سيناريو" تنظيمه. وقال ان الاستفتاء في منطقة يسيطر عليها منذ نهاية الشهر الماضي الاف الجنود الروس "مهزلة" قررها "مكتب الكرملين". وباتت شبه جزيرة القرم مقطوعة عن باقي اوكرانيا لان القوات الروسية تسيطر على النقاط الاستراتيجية فيها. وتم التحضير لحصول عملية التحاق سريعة اذ ان سكان القرم وعددهم مليونا نسمة رأوا القنوات الروسية تحل مكان القنوات الاوكرانية. ويفتش عسكريون المسافرين القادمين الى سيمفيروبول من الشمال ووحدها الرحلات القادمة من موسكو يمكنها الهبوط فيه. ومنع المسؤولون والمراقبون الدوليون من الوصول الى المنطقة. والاربعاء اعلنت حركات معارضة روسية تنظيم "مسيرة سلام" السبت في وسط موسكو للاحتجاج على "انتهاك موسكو لسيادة اوكرانيا واجتياح القرم". وتوجه رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي الاربعاء في الساعة 14,45 (18,45 ت غ) في المكتب البيضاوي "لايجاد حل سلمي للتدخل العسكري الروسي في القرم سيحترم سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا"، بحسب البيت الابيض. والثلاثاء تبنى مجلسا الكونغرس الاميركي نصين يدينان التدخل الروسي في اوكرانيا وهي اشارة رمزية ولكنها قوية وذلك عشية زيارة رئيس الوزراء الاوكراني الى واشنطن. واقر مجلس النواب بشبه اجماع (402 مقابل 7) قرارا يدين "انتهاك القوات العسكرية للاتحاد الروسي لسيادة واستقلال ووحدة اراضي اوكرانيا". ويدعو القرار غير الملزم الحكومة الاميركية الى "فرض عقوبات مالية وتجارية وعقوبات اخرى خصوصا عدم منح تأشيرات دخول، ضد كبار المسؤولين في الاتحاد الروسي وعقوبات على المصارف والمنظمات التجارية التي تشرف عليها الدولة وكذلك على وكالات عامة اخرى". وسيلتقي رئيس الوزراء الاوكراني مسؤولين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ثم سيتوجه الى نيويورك حيث ستكون الازمة الاوكرانية الخميس على جدول اعمال مجلس الامن الدولي. والاربعاء اعلن وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو امام الكونغرس الاميركي ان صندوق النقد الدولي قد يقدم مساعدة لاوكرانيا "تفوق 15 مليار دولار". واتخذت السلطات الموالية لروسيا خطوة اضافية نحو الانفصال بتبني اعلان استقلال" ما سيتيح للقرم بطلب الانضمام لروسيا بعد اعلان نتائج الاستفتاء المعروفة اصلا. وبرر البرلمانيون خطوتهم بسابقة كوسوفو في حين يرى الغربيون ان الاستفتاء غير مشروع ولا قيمة له. وعلى الفور وصفت روسيا اعلان استقلال القرم ب"الشرعي تماما". والاربعاء وعد النواب الروس بان البرلمان الروسي سيضمن حقوق التتر في القرم الاقلية المسلمة التي تمثل 12 الى 15% من سكان القرم. وسوء الفهم تام بين الروس والغربيين. وتحادث وزيرا الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف هاتفيا الثلاثاء للمرة الثالثة منذ الجمعة بحسب المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي. وأعلن كيري الاربعاء أنه سيلتقي نظيره الروسي في لندن الجمعة ليبحثا مرة جديدة خطة للخروج من الأزمة الأوكرانية. وقال كيري أمام نواب في البرلمان أنه بطلب من الرئيس باراك أوباما سيغادر واشنطن مساء الخميس للاجتماع مع لافروف في اليوم التالي في العاصمة البريطانية في لقاء هو الخامس بينهما حول الأزمة الأوكرانية. وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء نظيره الروسي من ان ضم القرم الى روسيا سيكون "غير مقبول"، كما جاء في بيان للرئاسة. وذكر البيان ان هولاند دعا الرئيس بوتين اثناء محادثة هاتفية الى "بذل كل ما في وسعه لتجنب ضم القرم الى روسيا، الذي سيكون غير مقبول بنظر المجتمع الدولي". واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء في زيارة الى وارسو عن امكان توقيع الشق السياسي في اتفاق الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي في الاسبوع المقبل. وصرحت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك "لقد قررنا توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة في اسرع وقت ممكن، على الارجح في اثناء قمة الاتحاد الاوروبي المقبلة" المقررة في بروكسل في 20 و21 اذار/مارس. وفي موسكو وقع اكثر من مئة فنان روسي بينهم قائد الاوركسترا فاليري غيرغييف رسالة دعم لبوتين في هجومه على منطقة القرم في اوكرانيا. ايلاف
