اعلن الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورشنيوف ان بلاده لن تتدخل عسكريا لمنع ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وذلك بعد أن تبنى برلمان شبه الجزيرة إعلان الاستقلال عن أوكرانيا.. مؤكد رفض زعماء روسيا كل أشكال المفاوضات مع نظرائهم الأوكرانيين. واضاف تورشنيوف أن الجيش الاوكراني لن يتدخل في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها القوات الروسية لعدم تعريض الحدود الشرقية مع روسيا للخطر، وذلك بعد إعلان برلمان القرم الاستقلال عن أوكرانيا. وانتقد تورتشينوف، وهو أيضا قائد الجيش الأوكراني، على أثر اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع، الاستفتاء حول الانضمام إلى روسيا الذي تنظمه الأحد السلطات الانفصالية في القرم معتبرا أنه "مهزلة" تقررت في "مكاتب الكرملين". وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر البرلمان في كييف "لا يمكننا أن نقوم بعملية عسكرية في القرم لأننا نعرض بذلك الحدود الشرقية للخطر ولن تكون أوكرانيا محمية، والعسكريون الروس يراهنون على ذلك". ووصف الاستفتاء الذي سيجرى يوم الأحد في القرم - ويقرر فيه الناس في شبه الجزيرة أن يصبحوا جزءا من روسيا من عدمه - بأنه "استفزاز"، وسوف يقاطعه معظم الناس. وأضاف تورتشينوف الذي سيتخلى عن منصبه بعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو "إنها مهزلة و أن "العسكريين لا ينوون تنظيم استفتاء، سيكتفون بوضع أرقام مزورة في الصناديق" داخل مراكز الاقتراع. وعبر تورتشينوف عن أسفه لرفض المسؤولين الروس إجراء أي اتصال بنظرائهم الأوكرانيين. و تبنى 78 من 81 نائبا في برلمان القرم "إعلانا للاستقلال"، علما بأن الناطقين باللغة الروسية هم الأغلبية في هذه المنطقة التي أرسلت موسكو إليها آلاف الجنود. وتحدث النواب خصوصا عن سابقة استقلال كوسوفو الذي اعترفت به الأممالمتحدة لتبرير مسعاهم. وجاء في الإعلان أن "جمهورية القرم ستكون دولة ديمقراطية، علمانية ومتعددة القوميات وتتعهد بالحفاظ على السلام والوفاق بين الإتنيات والطوائف على أراضيها". ومن المقرر إجراء استفتاء ابتداء من الأحد بشأن الالتحاق بروسيا، ثم تتوجه القرم إلى "روسيا الاتحادية لقبولها بناء على اتفاق مناسب بين الحكومتين بصفتها عضوا جديدا في الاتحاد". وكان تورشينيوف قد دعا الثلاثاء إلى تشكيل سلاح للحرس الوطني للدفاع عن البلاد وتقديم العون ل 6 آلاف فقط من القوات المستعدة للقتال. وقال إن القوة المقترحة سوف تضم متطوعين لهم خبرة عسكرية يتولون حماية البلاد من الاعتداء الخارجي والداخلي. جاءت تصريحات الرئيس الأوكراني بينما أعلنت موسكو إجراء تدريبات عسكرية أخرى يشارك فيها 4 آلاف من قوات المظلات، وستكون هي الأكبر خلال 20 عاما. من ناحية أخرى، يتوجه رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك إلى الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس باراك أوباما. و من المحتمل أن يبحث ياتسينيوك تفاصيل برنامج معونات بقيمة 35 مليار دولار أمريكي يقول إن اقتصاد أوكرانيا المتردي يحتاجه للبقاء وافقا على أقدامه خلال العامين القادمين. وقبل ساعات من سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما, قال رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك إن بلاده لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مع روسيا لبناء علاقة جديدة تعترف في إطارها موسكو باستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها. واتهم ياتسينيوك مجددا موسكو بتقويض نظام الأمن العالمي عبر تدخلها بالقرم. على صعيد نفسه أعلن رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك أن الاتحاد الأوروبي سيفرض بدءا من الاثنين مزيدا من العقوبات على روسيا. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون هدد موسكو بعقوبات قاسية, بينما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن عقوبات قد تفرض على روسيا خلال هذا الأسبوع. وفرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي مؤخرا عقوبات تمهيدية على روسيا تشمل منع سفر وتجميد أرصدة مفترضة لمسؤولين روس, ووقف محادثات بشأن تأشيرات الدخول, بينما حذرت روسيا من أن أي عقوبات سترتد على الغرب. وأعلنت سويسرا تجميد أرصدة مزيد من المسؤولين الأوكرانيين السابقين, بينهم أحد أبناء الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وكانت الخارجية الأميركية قالت إنها تنتظر رد موسكو على عرض بإجراء محادثات مع السلطات الانتقالية بكييف. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل ذلك أن مجلس الأمن القومي الروسي سيقدم مقترحات للأميركيين لإنهاء الأزمة، مضيفا أن نظيره الأميركي جون كيري -الذي أرجأ زيارة لموسكو كانت مقررة - قدم لروسيا رؤية غير ملائمة لحل الأزمة. وفشل مجلس الأمن أمس في الضغط على روسيا مع اقتراب الاستفتاء بالقرم، وأكد المجلس أمس -بعد اجتماع مغلق هو الخامس خلال عشرة أيام- ضرورة الالتزام بضبط النفس في أوكرانيا، والسعي لإيجاد حل للأزمة وفقا لمبادئ الأممالمتحدة. وفي مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية, وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أزمة أوكرانيا بأنها أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ الحرب الباردة