توسعت أعمال البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة أمس الجمعة، لتشمل المحيط الهندي وذلك بعد ورود "معلومات جديدة" نقلها البيت الأبيض تحمل على الاعتقاد بأن الطائرة واصلت التحليق لساعات عدة بعد اختفائها عن شاشات الرادار قبل ستة أيام . بيد أن جامعة في الصين أعلنت أمس الجمعة أن باحثيها رصدوا "حدثاً في قاع البحر" قبل فجر يوم السبت الماضي على بعد 116 كلم من المنطقة التي رصدت فيها الطائرة آخر مرة، ما قد يكون مؤشراً على سقوطها في البحر . ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن المجموعة البحثية لدراسة الزلازل والفيزياء الداخلية للأرض بإشراف جامعة "العلوم والتكنولوجيا" الصينية، القول إن المنطقة تقع على مسافة 116 كلم شمال شرقي المنطقة التي سجلت آخر اتصال بالطائرة البوينغ ليست من المناطق الزلزالية . وقالت المجموعة البحثية: "الحدث الذي وقع في قاع البحر ربما نجم عن سقوط الطائرة في البحر" . وجرى تحديد موقع الحدث استناداً إلى سجلات جهازين لقياس الزلازل في ماليزيا . وأضافت المجموعة "إذا كانت البيانات متعلقة بالطائرة المفقودة، فإن قوة الموجة الزلزالية تشير إلى أن السقوط كان كارثياً" . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "بحسب ما فهمته واستناداً إلى معلومات جديدة قد لا تكون حاسمة بل جديدة فقط، فإن منطقة البحث اتسعت لتشمل المحيط الهندي" . وأوردت وسائل إعلام أمريكية عدة نقلاً عن مسؤولين كبار أن طائرة البوينغ 777 المفقودة، واصلت بث إشارة تصدر تلقائياً لساعات عدة بعد اختفائها عن شاشات الرادار . وحاولت أجهزة البث على متنها الاتصال بشكل مستمر بالأقمار الاصطناعية . وأعلن مسؤول كبير في البحرية الأمريكية أن بلاده أرسلت سفينة وطائرة إلى المنطقة . وأوضح أن السفينة "كيد" تعبر مضيق ملقة في طريقها إلى المحيط الهندي"، في إشارة إلى إحدى مدمرتين تشاركان في عمليات البحث إلى جانب "بينكني" . وبعد أسبوع تقريباً على اختفائها لا يزال الغموض كاملا حول مصير الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 370" بين كوالالمبور وبكين وعلى متنها 239 شخصاً . وصرح رافيكومار مادفارام خبير الملاحة الجوية لدى "فروست اند ساليفان ايجا باسيفيك" "لا اذكر حادثة أخرى من هذا القبيل كان لدينا فيها مثل هذا القدر الضئيل من المؤشرات عما حدث" . وتركزت أعمال البحث في البدء على بحر الصين الجنوبي شرق ماليزيا على طول مسار الرحلة . والموقع الاخير المحدد لها هو في الوسط تقريباً بين سواحل ماليزيا وفيتنام . ومع التوسع نحو المحيط الهندي المحيط الثالث في العالم من حيث المساحة والذي يبلغ معدل عمقه 3900 متر فإن منطقة البحث باتت هائلة . وقال القومندان وليام ماركس من الأسطول الأمريكي السابع ان "الأمر اشبه بالانتقال من طاولة شطرنج إلى ملعب كرة قدم" . وأضاف ان البحرية الأمريكية تواصل التعاون بتنسيق مع ماليزيا . وصرح مسؤول عن العمليات لوكالة فرانس برس ان الحكومة الماليزية على اطلاع بمعلومات البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية وتقوم بتحليلها دون إعطاء تفاصيل أخرى . وأثار غياب أي آثار وسوء إدارة الأزمة الغضب ثم الحزن في ماليزياوالصين التي كان 153 شخصاً من رعاياها على متن الرحلة . وشددت الحكومة الماليزية على الطابع "الاستثنائي" لاختفاء الطائرة وأن كل الأدلة التي تبين حتى الخميس أنها خاطئة أدت إلى تحول أعمال البحث من الشرق ثم إلى غرب البلاد . واختفى اثر الطائرة بعد ساعة على اقلاعها عند الساعة 40 .00 السبت من كوالالمبور . والأحوال الجوية كانت جيدة ولم يصدر عنها اي نداء استغاثة . وصرح وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين الخميس ان "(البيانات) الأخيرة التي صدرت عن الطائرة كانت عند الساعة 07 .01 وكانت تشير إلى ان كل شيء على ما يرام" . ويحير اختفاء الطائرة الخبراء والسلطات بينما تكثر المعلومات المتناقصة والشائعات المبالغ بها أحيانا حول مصيرها . وتتراوح التفسيرات بين حصول انفجار على متن الطائرة وتعرضها للاختطاف أو لمشاكل تقنية كبيرة أو إصابتها بصاروخ أو حتى انتحار الطيار . وتعتبر طائرة بوينغ 777 من أكثر الطائرات أماناً في العالم . وإذا واصلت الطائرة التحليق فعلاً لمدة اربع ساعات فإنها ستكون اجتازت 2200 ميل اضافي وبلغت المحيط الهندي أو باكستان أو حتى بحر العرب، اذا ما استندنا إلى سرعة التحليق . الا ان غيري سوغاتمان المحلل في قطاع الملاحة البحرية يشك في ان تحلق الطائرة فوق المحيط الهندي لفترة طويلة كهذه دون ان تظهر على شاشات الرادار نظراً إلى عدد الرادارات العسكرية التي تنشرها في هذه المنطقة ماليزيا والهند وتايلاند وإندونيسيا . وأوردت شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الأمريكية أن جهاز تسجيل البيانات والبث الذي يحدد الموقع خلال التحليق للرادارات على الأرض وغيرها من الطائرات القريبة توقفا عن العمل بفارق 14 دقيقة بينهما . وأضافت أن هذا الفارق يوحي بأن التوقف كان يدوياً . إلا أن سوغاتمان استبعد ذلك وقال "هناك حالات حرائق داخل قمرة القيادة توقفت فيها الأجهزة الواحد بعد الآخر" . وإن وجود فارق في الوقت بين توقف الأجهزة ليس معناه أن الأمر كان طوعياً . (وكالات) الخليج الامارتية