الدوحة - قنا: بدأت اليوم أعمال المؤتمر السنوي الدولي الثاني بعنوان "الأخلاق في عالم متغير: رؤى معاصرة " والذي ينظمه مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، عضو كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ، في جامعة "جورجتاون" على مدى يومين. وقال السيد شوقي الأزهر نائب مدير المركز في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر، :" إن التطور الكبير الذي يشهده العالم اليوم حدث خارج أطر الأخلاق في جوانب كثيرة".. مشيرا إلى أن التطور والرقي في حياة الإنسان والذي رفع من عيشه المادي رافقه تقلص في جوانب أخلاقية عديدة، مما يهدد توازن الحياة برمتها ويجعل من الأخلاق مسألة بقاء أو فناء للبشرية. ونوه إلى أن الحضارة الحقيقية هي التي تحقق التوازن بين الروح والمادة وبين براعة العقل والاختراع وأخلاقيات الغاية والمآل، موضحا أن الحضارة الإسلامية فقدت توازنها عندما تخلت عن مراعاة العلاقة بين العلم والضمير وبين المعطيات المادية والبعد الروحي، فضلا عن التخلي عن مراعاة الأسباب والسنن الكونية، كما فقدت الحضارة الغربية الإحساس الروحي وأصبحت على حافة الهاوية. وأضاف "أنه رغم كل ذلك فلا نلقي باللوم على هذا الطرف أو ذاك، خاصة وأن الأزمات مشتركة ولا تختص بجهة واحدة، مما يوجب أن تكون الحلول مشتركة". وبين أن من أزمات الإنسان المعاصر أنه أتقن الأسباب والكيفية بطريقة بارعة وأغلق باب المآلات، وكان من المفترض عليه أن يوجه هذه المهارات من قبل فطرته التي جبرت على الأخلاق، لافتا إلى أن العصر الحديث رغم ما حققه وأنجزه من تقنيات، فإنه تخلف في جوانب كثيرة عن الإنسانية. وذكر أن التخصصات المهمة في مثل هذه الجوانب الأخلاقية مهمة لذلك اختار المركز اثني عشر تخصصا يتم التركيز على مجالات بحثية منها في كل مؤتمر، منها ما يعنى بالبيئة ومنهجية الأخلاق والأسرة والإعلام، وغيرها. وأوضح السيد شوقي الأزهر أن التخصص الدقيق لا يعني الانغلاق، لذلك ركز المركز على إنشاء مقاربة متعددة التخصصات تسمح بدراسة مختلف القضايا ومنها تلك التي يناقشها هذا المؤتمر، لافتا إلى أن كل محور من المحاور الأربعة للنقاش يجمع علماء متخصصين في مجالات الفكر المختلفة، بجانب ناشطين ومفكرين وأكاديميين وغيرهم. واستعرض أنشطة المركز البحثية السنوية ، ومنها عقد أربع ندوات متخصصة لدراسة الإشكالات الكبرى في مجالات البحث، إضافة إلى ندوات مفتوحة كل شهر حول مختلف القضايا الأخلاقية ذات الصلة بالمجالات البحثية. وذكر في سياق متصل أن المركز بدأ في الإعداد لجمع وتوثيق إصداراته ومخرجات مؤتمراته المحلية والدولية وإجراء دراسات بحثية، فضلا عن مشاريعه البحثية في مجالات عمله المختلفة، وذلك لبناء منظومة أخلاقية وتشريعية في كل مجال بحثي تصبح مرجعا للمتخصصين وخدمة للبشرية جمعاء. جريدة الراية القطرية