قال الدكتور عماد عبد اللطيف، مدرس تحليل الخطاب والبلاغة، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، إن جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين للاستفتاء على المسودة النهائية للدستور يرجون للتصويت عليه بنعم بأربع حجج واهية تتمثل فى (الاستقرار، الشريعة، جودة المواد، إثارة الرعب). وأوضح عماد عبد اللطيف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن حجة الاستقرار حجة واهية، لأن التصويت على دستور شق جسد الأمة، وأحدث جرحًا غائرًا فيها لا يمكن أن يكون وسيلة للاستقرار، بل إننى أظن أن العكس هو الصحيح تمامًا، وأن التصويت ب(لا) على هذه المسودة للدستور، هو ما سوف يكفل أشكالا من الحوار السياسى والمجتمعى العميقة على أساس المشاركة لا الاستحواذ، وهذه هى البوابة الوحيدة للاستقرار. أما "حجة الشريعة" فقال "عبد اللطيف" يبدو أن موسم استغلال كلمة الشريعة لتحقيق مآرب سياسية دنيئة مثل الاستحواذ على سلطة أو تكريس الاستبداد، قد بدأ بالفعل. فبعض الذين لا يتقون الله فى ديننا الحنيف، يدَّعون كذبًا أن المعركة على الدستور تتعلق بالدين أو الشريعة. وأود هنا فقط أن أذكِّر بأن هؤلاء الذين دفعوا الناس للتصويت لهم تحت غطاء دينى فى الانتخابات العديدة الماضية قدموا أسوأ صورة للدين فيما فعلوه أو قالوه. والإساءة التى طالت الإسلام بسببهم أعمق وأخطر من كل الإساءات التى تسبب فيها أعداء الإسلام منذ عقود طويلة. وكفى أن يكون الكذب والنفاق وإخلاف الوعود والنهم للسلطة والتعطش للدماء هى الصفات التى أصبحت لصيقة بهم، بعد شهور قصيرة من "تجريبهم". وأظن أن معظم المصريين قد وصلوا إلى درجة الرشد، ولن تنطلى عليهم مثل هذه الألاعيب. وعن "حجة جودة مواد الدستور" أوضح "عبد اللطيف" يتباهى المروجون للدستور بالمواد العظيمة التى يتكون منها، غاضين الطرف عن مواد عديدة بها عوار وقصور. إضافة إلى أن الدستور يعطى لرئيس الدولة صلاحيات استثنائية مرة أخرى، وهو ما يفتح الباب أمام إنتاج استبداد مشرعن جديد. كما أن مسودة الدستور الراهن تنتقص من حقوق المرأة وتتجاهل بعض حقوق الطفل، وتتضمن عبرات فضفاضة فى أكثر من مادة. وهو ما يعنى أننا أمام مسودة للدستور، تحتاج إلى مراجعة وتعديل. وقال عبد اللطيف: أما "حجة إثارة الرعب" فيتحقق ذلك إما بالتلويح بإمكانية وصول جماعات متشددة إلى الحكم، وهى حجة تنتشر على لسان المنتمين إلى الإخوان ممن يقدمون أنفسهم بوصفهم أخف وطأ من بعض السلفيين والجهاديين. وهذه الحجة غير فاعلة لأن ما كشفت عنه أحداث الاتحادية أن ميليشيات الأخوان ليست أقل استعدادًا لسفك الدماء من غيرها من الإسلاميين. كما أن وصول جماعات متشددة إلى الحكم بواسطة الانتخابات هو أمر بعيد المنال بعد أن أوشك المصريون على الإفاقة من وهم المتاجرة بالدين. وبالطبع فإن وصولهم إلى السلطة بواسطة فعل عسكرى هو أمر مستبعد؛ فللمصريين جيش يحميهم.