وصلت الأميرة إستريد، ممثلة ملك بلجيكا الملك فيليب، إلى الرياض السبت، على رأس وفد اقتصادي تجاري رفيع، في زيارة إلى السعودية، تستغرق أيامًا عدة. وللمناسبة ينظم مجلس الغرف السعودية غدًا الأحد لقاء للأميرة يحضره الأمير الوليد بن طلال. إيلاف من الرياض: يبحث الوفد البلجيكي خلال زيارته مع قطاع الأعمال السعودي سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وآليات دعمها، حيث يضم الوفد 350 شخصًا، بينهم عدد من الوزراء، إضافة إلى 150 من ممثلي الشركات العاملة في قطاعات مختلفة، تشمل الرعاية الصحية والبنية التحتية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات. سيتم خلال الزيارة عقد لقاءات عدة مع قطاع الأعمال السعودي في الرياضوجدة والجبيل، للبحث في آفاق العلاقات التجارية والتعريف بالبيئة الاستثمارية والفرص المتاحة، حيث ينظم مجلس الغرف السعودية غدًا الأحد لقاء للأميرة إستريد، يحضره رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال. وأكد رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله بن سعيد المبطي في تصريح اليوم أن زيارة الوفد البلجيكي للمملكة برئاسة الأميرة إستريد تؤكد متانة العلاقات وازدهارها بين البلدين. وقال إن الأعوام العشرة الماضية شهدت نموًا واضحًا ومتزايدًا في حجم تبادل السلع بين البلدين، حيث بلغ 6.89 مليار ريال في عام 2003، وواصل ارتفاعه بمعدلات عالية، حتى تجاوز 25 مليار ريال في عام 2012. وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بلجيكا ولوكسمبورغ رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي عبدالرحمن بن سليمان الأحمد، أكد أهمية دور قطاعي الأعمال السعودي والبلجيكي الفاعل في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين. وأشاد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمتانة العلاقات بين البلدين وأهميتها في المجالات كافة، مشيرًا إلى أهمية فرص الاستثمار في لقاء قطاعي الأعمال السعودي والبلجيكي. زيارة المتحف الوطني وزارت الأميرة إستريد، ممثلة الملك فيليب ملك بلجيكا، والوفد المرافق لها، مساء اليوم السبت، المتحف الوطني في الرياض. وكان في استقبالها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعدد من المسئولين في الهيئة، وسفير السويد لدى المملكة داج يولين دانفليت، وسفير المملكة في بلجيكا عبدالرحمن سليمان الأحمد. رافق الأميرة البلجيكية في الزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريلونيس وعدد من المسئولين البلجيكيين. وبعد الاستقبال قامت الأميرة استريد والأمير سلطان بن سلمان بالإطلاع على معرض اكتشافات بعثة التنقيب السعودية البلجيكية المشتركة في محافظة الغاط، وقام سموهما بالسلام على أعضاء البعثة، واستمعا إلى شرح من نائب الرئيس العام لقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان، عن مشروع البعثة السعودية - البلجيكية لمسح مواقع ما قبل التاريخ في محافظة الغاط في منطقة الرياض، وإسهام هذا المسح الأثري في العديد من الكشوفات الأثرية المهمة، وكشف النقاب عن مواقع مهمة قدمت إضاءات مهمة عن جوهر الحضارة في جزيرة العرب عمومًا وفي المملكة خصوصًا. ثم عقدت الأميرة إستريد ورئيس الهيئة اجتماعًا بحثا خلاله المجالات المتعلقة بالتعاون بين البلدين في مجالات الاستثمار في السياحة والآثار والتراث. كما التقت الأميرة إستريد خلال الزيارة الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة اللجنة الاستشارية للمتحف الوطني. ثم تجولت والوفد المرافق لها في قاعات المتحف، واطلعت على الحضارات القديمة التي نشأت في الجزيرة العربية، ودورها في التاريخ الإنساني على مر العصور. في نهاية الجولة سجلت الأميرة إستريد كلمة في السجل الذهبي للمتحف، عبّرت خلالها عن سعادتها بزيارة المتحف الوطني، الذي يمثل علامة مضيئة تحكي تاريخ المملكة الناصع، مبدية إعجابها بمقتنياته وتكامل معروضاته، وفي نهاية الزيارة تم تبادل الهدايا التذكارية بين الجانبين. وفد من 350 عضو وأوضح أن الأميرة إستريد ممثلة جلالة ملك بلجيكا، التي سترأس وفد رسمي وتجاري يتكون من 350 عضوًا يمثلون عددًا من الجهات الحكومية و170 شركة، تبدأ اليوم السبت بزيارة للمملكة العربية السعودية بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين وإمكانية تطويرها وتنميتها في المجالات كافة. وأشار إلى أن الزيارة تهدف أيضًا إلى الارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين وإقامة معارض للمنتجات السعودية في بلجيكا، مع التركيز على القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة والأولوية في أجندة التعاون الاقتصادي الخارجي للمملكة وتعزيز نقل وتوطين خبرات وتقنيات جديدة في المملكة، تساعد على إيجاد فرص عمل للشباب، إضافة إلى مشروعات التعاون والتدريب المشتركة. وأكد أن قطاع الأعمال البلجيكي يتطلع باهتمام كبير إلى شراكة فاعلة مع قطاع الأعمال السعودي خلال الزيارة خاصة في مجالات البتروكيميائيات والإنشاءات والأغذية والصحة التي يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف الطموحة بين البلدين. وعدّ السفير الأحمد هذه الزيارة نقلة مهمة لدفع عجلة التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين قطاعات الأعمال في البلدين، حيث تستضيف المملكة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة ومجلس الغرف السعودية الوفد، الذي يضم رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبرى وصناع القرار الاقتصادي البلجيكي، مفيدًا أنه سيتم خلال الزيارة عقد لقاءات متعددة مع قطاع الأعمال السعودي ( في الرياض، وجدة، والجبيل) لبحث آفاق العلاقات التجارية والتعريف بالبيئة الاستثمارية والفرص المتاحة من خلال تبادل المعلومات بما يحقق تبادل المنافع بين قطاعي الأعمال السعودي والبلجيكي. متانة اقتصاد المملكة ولفت السفير الأحمد النظر إلى أن نطاق حركة الوفود التجارية بين عدد من الدول الأوروبية والمملكة أتسع في الأعوام الأخيرة من حيث عدد الوفود الزائرة للمملكة. وقال إن فرص التعاون والاستثمار والتبادل التجاري بين السوق السعودية ونظيرته الأوروبية تشهد تحولًا كبيرًا في مختلف المجالات، وهذا التوجه الدولي يعود إلى دور المملكة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، إضافة إلى عضويتها في مجموعة العشرين، الذي أكد قوة الاقتصاد السعودي وتطوره وتأثيره. وتطرق إلى الزيارات السابقة لوفود قطاعي الأعمال السعودي البلجيكي، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري ارتفع بوتيرة عالية من حوالى (1838 مليون دولار) عام 2003 إلى حوالى (6755 مليون دولار) عام 2012. وحقق الميزان التجاري فائضًا لمصلحة المملكة، تراوحت قيمته بحوالى (530 مليون دولار) عام 2003 إلى حوالى (3800 دولار دولار) عام 2012، واحتلت بلجيكا المرتبة 19 من بين دول العالم من حيث حجم التبادل التجاري مع المملكة عام 2012، مما يشكل تطورًا مميزًا وملحوظًا للعلاقات التجارية بين البلدين. وبيّن أن الزيارات السابقة لوفود قطاع الأعمال البلجيكي للمملكة أسهمت في دفع وتطوير العلاقات، وأثمرت عن إعادة تصدير المنتجات السعودية إلى بلجيكا، ومن ثم إلى أوروبا لتميزها بالجودة. ايلاف