صوت سكان جمهورية القرم جنوبأوكرانيا بكثافة أمس الأحد في استفتاء بشأن انضمام شبه الجزيرة في البحر الأسود إلى روسيا، وأعلنت السلطات نسبة مشاركة قياسية بلغت 64 في المئة قبل أربع ساعات من انتهاء التصويت الذي أظهرت نتائجه المبدئية أن 93% صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا . ونددت كييف وعواصم الغرب بالاستفتاء وتعهدت باتخاذ مزيد من العقوبات ضد روسيا اليوم الاثنين، واتهمت أوكرانياموسكو بزيادة حجم قواتها المسلحة بسرعة في شبه الجزيرة في "انتهاك صارخ" للمعاهدة الدولية . وتبدو نتيجة الاستفتاء محسومة سلفاً والعلم الروسي يرفرف في سماء سيمفروبول، الميناء التاريخي الذي يؤوي الأسطول الروسي في البحر الأسود . وفي سيباستوبول تدفق الناخبون بكثافة إلى مكاتب الاقتراع منذ الصباح الباكر، وفي بختشيساراي، "عاصمة" مجموعة التتار المسلمة التي دعا قادتها الى مقاطعة الاستفتاء، غاب العديد من هؤلاء السكان عن الشارع . ووحدهم الأوكرانيون من أصول روسية صوتوا بحماسة للتخلص من جوازات سفرهم الأوكرانية يحدوهم الأمل في الحصول على جواز روسي وامتيازاته . وفي سيباستوبول وزعت الأعلام الروسية في الشارع . وفي سيمفروبول كتب على مبنى رسمي عبارة "نحن في روسيا" . وقال رئيس الوزراء الموالي للروس في القرم، سيرغي اكسيونوف بعد التصويت في سيمفروبول "إنها لحظة تاريخية الجميع سيكون سعيداً" . وقال "إنها بداية حقبة جديدة"، في حين صد حراسه رجلاً كان يلوح بعلم أوكرانيا . ودعي 1،5 مليون ناخب في هذه المنطقة تمت دعوتهم للاختيار بين الانضمام لروسيا أو البقاء مع أوكرانيا مع حكم ذاتي موسع . وفي كييف يتخوف السكان من الحرب . وأعرب أعضاء في مجموعات الدفاع الذاتي في ساحة الميدان عن خشيتهم من استيلاء الروس أيضاً على دونيتسك وخاركيف في شرق البلاد خطوة بعد خطوة . وشهد شرق البلاد تظاهرات موالية للروس ضمت أمس الأحد الآلاف من أنصار التقارب مع موسكو في دونيتسك وخاركيف ولوغانسك، ورفعوا العلم الروسي وطالبوا بحكم ذاتي أكبر رافعين . واقتحم متظاهرون مؤيدون لروسيا مقري النيابة وأجهزة الاستخبارات في مدينة دونيتسك، إثر التظاهرة، وتمكنوا من دخول المبنيين من دون مقاومة تذكر من جانب قوات الأمن، وقد طالبوا بالإفراج عن زعيمهم بافلو غوباريف الذي أعلن نفسه "حاكماً" للمدينة . وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "ان روسيا ستحترم خيار سكان القرم"، وقال "ان سكان شبه جزيرة القرم يعبرون عن رغبتهم في إطار الاحترام التام لقواعد القانون الدولي، خصوصاً المادة الأولى من ميثاق الأممالمتحدة التي تؤكد مبدأ المساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها" . وأعرب الرئيس الروسي من جديد عن قلقه لقيام مجموعات متشددة بتأجيج التوترات في شرق وجنوب شرق أوكرانيا بالتواطؤ مع سلطات كييف" . ووفقاً لبيان صادر عن المستشارة الألمانية حول الاتصال الهاتفي بالرئيس الروسي فإن ميركل "اقترحت توسيع حضور منظمة الأمن والتعاون في أوكرانيا وبشكل سريع، وان يترافق ذلك مع إرسال عدد أكبر من المراقبين إلى المناطق الساخنة، وخصوصا شرق البلاد" . وتابعت ميركل انه "يجب أن تتبنى اكبر غالبية ممكنة هذا القرار خلال اجتماع المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون"، الذي سيعقد اليوم الاثنين . وطلب رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ان ترسل بشكل عاجل مراقبين إلى "شرق أوكرانياوجنوبها" بما فيه القرم . وأعلن وزير الدفاع الأوكراني بالوكالة ايغور تنيوخ أمس الأحد التوصل إلى هدنة ميدانية . فقد توافق قادة القوات الروسية ونظراؤهم في القوات الأوكرانية بشبه جزيرة القرم على رفع الحصار المفروض على القواعد الأوكرانية حتى الجمعة 21 مارس . ومن المفترض أن يصوت مجلس الدوما الروسي في التاريخ نفسه على مشروع قانون حول ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا . وأكد تنيوخ أن أعداد القوات الروسية في القرم تبلغ الآن 22 ألف جندي، أي مثلي المستوى الذي جرى الاتفاق عليه مع موسكو، وإن القوات الأوكرانية تتخذ "إجراءات متناسبة" على طول الحدود مع روسيا . ورفض تنيوخ أي إشارة إلى أن أوكرانيا الضعيفة عسكرياً واقتصادياً قد تستسلم في مواجهة القوة الروسية . ودان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الوضع "الخطر جداً" ووعد برد الاثنين من قبل الاتحاد الأوروبي في حال لم تعدل روسيا عن مخططاتها في اللحظة الأخيرة . وفي موسكو طلب وزير الخارجية سيرغي لافروف من الولاياتالمتحدة "استخدام نفوذها لدى السلطات الحالية في كييف لدفعها الى اتخاذ إجراءات ناجعة تجاه الأهالي الناطقين بالروسية" . وقالت وزارة الخارجية الروسية امس الأحد إن لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي أن الاستفتاء في القرم قانوني . وقالت الوزارة إن الوزيرين أتفقا على السعي للتوصل إلى حل للأزمة في أوكرانيا من خلال التشجيع على إجراء إصلاحات دستورية هناك . وندد الاتحاد الأوروبي رسمياً الأحد بالاستفتاء في القرم معتبراً إنه "غير قانوني وغير شرعي"، معلناً أنه سيتبنى عقوبات اليوم الاثنين . وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا لا تجد حاجة لتعديل السياسة الخارجية بعد الانتقادات التي وجهتها لها دول مجموعة الثماني بشأن موقفها من أوكرانيا، مع التهديد بفقدان عضوية المجموعة . (وكالات) الخليج الامارتية