تحدث السلطان علي فضل بن هرهره في حوار مطول اجراه معه الناشط الإعلامي نصر العيسائي ان القضية الجنوبية ستنتصر مهما كثرة عليها المؤامرات وأشار الى انه بإمكاننا كجنوبيين ان نجعل قرار مجلس الأمن الاخير لصالح قضيتنا اذا توحدت جهودنا وانتقلنا الى العمل المشترك وتحدث ايضا عن المؤتمر الجنوبي الاول المنعقد في المكلا والذي انتخب فية ضمن رئاسة اللجنة التنفيذية للمؤتمر كما كشف عن الكثير من الاشياء المهمة لن نطيل عليكم فالحوار يتطلب الكثير من الوقت لقراءته وهو حوار هام . حاوره " نصر العيسائي" / نص الحوار نصر العيسائي : السلطان علي بن فضل آل هرهره ، نشكرك على إتاحة الفرصة للقاء بك وهذا شرف كبير أُيُّما شرف ، كما وأننا نحن الشباب دائما ما نتطلّع للحوار مع (الإلهام ) ممن عاصروا المراحل لنتعلّم منهم الكثير من الخبرات وأيضاً المعلومات ، ونرى أولئك الذين عاصروا المراحل السابقة قبل وبعد الاستقلال وأيضا بعد الوحدة وما بعد الاحتلال ملهمون لنا ، ودائماً ما نعتبر تاريخهم قدوة لنا أيضاً ،ونستغل الفرصة لنتقدم إليكم بالشكر والعرفان والتحية ، حيث وأن لكم في القلوب كل الاحترام والتقدير لما قدمتموه للقضية الجنوبية والثورة الجنوبية العظيمة. كما وأن شعب الجنوب كانت عظمته تمّد الكثير من أبناء الجنوب بالقوة حينما خرج منذ ثمان سنوات يطالب بحقوقه السياسية في استعادة دولته ، وبمشيئة الله سيتسمر هذا الزخم والقوة والإيمان الذي ترسّخ لدى جميع أبناء الجنوب باستعادة وطنهم وحتى تحقيق جميع أهداف الثورة الجنوبية . ونحن اليوم إذ نلتقي بأحد أعلام الجنوب من آل بن هرهره ذلك التاريخ العريق الذي ضرب في عُمق الجنوب ، ولنا شرف اللقاء بكم والحوار معكم عن قرب ، لنغوص في أعماق أعلام الجنوب الذين يحاولون أن يقدموا لأرض الجنوب وشعبه الكثير من الأعمال المنتفع بها ، الآن وهي فرصة نغتنهما ونأمل ، بل ونطمع أن تكون الإجابة بإسهاب حول مجريات الأحداث لإيصال الأفكار إلى الجماهير التي تنتظر أن تقرأ إلى أين وصل أبناء الجنوب في الخارج بما يتعلق بقضيتهم . الأسئلة: س1- تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هذا ما خرج به مؤتمر الحوار اليمني ؟ ما رأيكم حول هذه المخرجات ؟ وما التوقعات بشأن مستقبل اليمن بهذا الخصوص وخاصة بعد قرار مجلس الأمن 2140 والذي وضع اليمن فيه تحت البند السابع؟ ::ج: بادئ ذي بدء فانه لا يسعني في هذا المقام الا ان أترحم على شهداء الثورة الجنوبية السلمية وادعوا بالشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين ضحايا اعمال القمع الهمجي والدمار والمجازر التي يقوم بها نظام صنعاء القديم / الجديد في حق شعبنا الجنوبي المناضل من اجل حريته وكرامته وصون هويته الحضارية واستعادة دولته المدنية على ارضه من المهرة الى باب المندب .. ونعاهد شهدائنا ومن يحملون أرواحهم على اكفهم في ساحات وميادين الجنوب بكل محافظاته بأننا على الدرب سائرون كل من موقعه وبما يمليه عليه واجب تلبية نداء وطنه الجريح والمسلوب وحاشى ان نتهاون في المسير على هذا الدرب المجيد ، بل ان الإرادة الشعبية والوفاء لتضحيات شعبنا في نضاله وثورته السلمية تحتم على من نالوا ثقة قواعدهم وافرزتهم ساحة النضال بالداخل والخارج بان يسهموا بفعالية بالقيام بالدور الطليعي المناط بهم والكفيل بالوصول بثورتنا الى تحقيق أهدافها في انتزاع شعبنا الجنوبي حقه بتقرير مصيره واستعادة دولته. كما اود هنا ان أشيد بدوركم المتميّز ، وعبركم الى كل كتائب الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين الملتزمين بثورة شعبهم وقيمها الرفيعة. واني لن ابخل في الإجابة على أسئلتكم وما تودون التعرف عليه ونقله للرأي العام بكل شفافية ومصداقية ، واقدر فيكم روح الشباب التوّاق للمعرفة وما تمثلونه كشباب أبناء الجنوب من عنفوان وطاقة لا تنضب في اشعال فتيل الثورة الجنوبية واستمراريتها وتصاعدها حتى بلوغها كامل أهدافها . وفي جوابي على سؤالك الأول – أعلاه – أقول : بصرف النظر عن تقسيم الشمال الى 4 أقاليم فهذا شأنهم وفقا لمخرجات مؤتمرهم في الحوار الوطني ، انما ان يتم اعلان تقسيم الجنوب الى إقليمين وقد كان دولة ذات سيادة ، ودون ان تكون القيادات الجنوبية ومكونات الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية الحاضن السياسي للقضية الجنوبية اي مشاركة في ذلك الحوار بل رافضة له وللكيفية التي قام عليها ما لم يكن حوار وتفاوض ندي بين الشمال والجنوب في الخارج وبرعاية دولية .. فان محاولة تقسيم الجنوب الى إقليمين يمثل خرقا صارخا للمبادئ والقوانين الدولية وحق الشعوب بتقرير مصيرها ، ثم ان ذلك التقسيم يعد مؤامرة ولعبة متجددة وخبيثة المقاصد ضد شعبنا الجنوبي ووحدة أراضيه خاصة اذا ما ايقنا بان من انتزع مثل مشروع التقسيم هذا هما الإصلاح والمؤتمر الشريكين في حرب عام 1994 ومن ثم احتلال الجنوب ، فمشروع التقسيم هذا يهدف الى تحويل الفتنة والصراعات بين الجنوبيين أنفسهم ومحاولة ابقاء الجنوب تحت هيمنة الاحتلال ومراكز النفوذ في نظامه وأذنابهم وانما بيافطة جديدة برّاقة ليتمكنوا من خلال ذلك باستدامة تحكمهم بمقدرات الجنوب وطمس هويته الواحدة الموّحدة ومحاولة النيل من الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية .. وما كان ليتأتى لهم ذلك كلّه لو ان قيادات الحراك الجنوبي ومكوناته في الداخل والخارج تعافت من أمراضها السقيمة وغلّبت المصلحة العليا لشعبنا الجنوبي العظيم وثورته السلمية الباسلة وتضحياته الجسيمة في هذا السبيل ووحّدت رؤيتها واضطلعت بمسئوليتها في احكام أدارة اللعبة السياسية في المسرح الإقليمي والدولي لنيل تعاطفه لعدالة القضية الجنوبية وتفويت الفرصة على قوى الاحتلال والتخلف . وعلى اية حال فأنني أرى انه لم يزل امام تلك القيادات ومكونات الثورة الجنوبية فرصة سانحة اذا ما تسارعت للتنسيق حول خارطة عمل موحد لإفشال مشروع تقسيم الجنوب ، مستمدين قوتهم وقدراتهم من نبض وزخم ومدد الشارع الجنوبي وثورته الشعبية في مختلف محافظات الجنوب وكذا قوى الحراك في الخارج . س 2-البعض من المحللين والإعلاميين يعتبر قرار مجلس الأمن 2140 الأخير "والذي وضع اليمن تحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة "انها بداية دخول القضية الجنوبية إلى مجلس الأمن ؟ والبعض الآخر على العكس تماما بحيث يشعرك بأن هذا القرار يعتبر ضد القضية الجنوبية بشكل سلبي ؟ ما هو التحليل الأقرب الى الحقيقة من وجهة نظركم لهذا القرار؟ ::ج: اذا ما تركنا جانبا البلبلة المغرضة والترجيف الذي تثيره أجنحة نظام صنعاء واذنابها وابواقها لتسويق مضمون قرار مجلس الأمن ضد الحراك الجنوبي وقياداته .. فانه لا شك بان هناك اجتهادات شتى حول هذا القرار خاصة من وجهة نظر اطراف جنوبية متعدّدة ، واذا ما أجيز لي ان اجتهد كذلك وأدلي بدلوي المتواضع في هذا المضمار فانني ارى بان الموضوع ينبغي ان يخوض به ضليعين في الجانب الحقوقي والقانون الدولي وان يتم ذلك ضمن منظومة عمل متكاملة وفي اطار تنسيقي للحراك الجنوبي وقيادته في الداخل والخارج ، فالتهويل من ان ذلك القرار يعتبر وبال على القضية الجنوبية وحاضنها السياسي الحراك الجنوبي .. لهو امر مبالغ فيه وليس له في تقديري من سند قانوني او عرف دولي ، اذ انه من عجائب وغرائب الامور ان يعاقب شعب باكمله لديه قضية عادلة وينزع للتحرر في نضاله السلمي .. والقول بان القرار اياه جاء لصالح القضية الجنوبية فهو قول يندرج في باب التمنيات لكنه يحمل قدر من الصحة اذا ما استطاعت قيادة الحراك في الداخل والخارج وبتنسيق موحد من تغيير المعادلة وتوظيف مواد قرار البند السابع لصالح القضية الجنوبية واهداف ثورة الشعب الجنوبي السلمية ، اذ اننا كحراك جنوبي لم نستطع حتى الان من كسب تعاطف وموقف عملي ملموس وايجابي لأي دولة من الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني ، فعلينا ان نعي بان قرار مجلس الأمن المذكور وهو حصيلة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .. جاء ليشمل اليمن ومرامهم في ذلك شمال اليمن وجنوبه كوطن واحد بناءا على ما تمكنت مراكز النفوذ في نظام صنعاء من إحرازه ، ولذلك علينا ان نجيد اللعبة في توظيف ما جاء بقرار مجلس الأمن لصالحنا ، بما في ذلك تعزيز اواصر العلاقة والتحالف والمناصرة مع قوى الحداثة وجماهير الشعب في الشمال . س3 – ما مدى تأثير هذا القرار على الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية ؟ وخاصة انه أشار الى إمكانية فرض عقوبات على معرقلي التسوية السياسية في اليمن؟ وهل تستهدف تلك العقوبات بعض القادة الجنوبيين ؟كما يذكر ان مجلس الأمن في قراره السابق أشار الى الرئيس علي سالم البيض؟ ::ج: رغم ان مخرجات الحوار الوطني لاتلزمنا لأننا كحراك جنوبي وقيادات جنوبية لم نشارك في ذلك الحوار بل ان شعبنا الجنوبي رفضه عبر مسيراته المليونية الهادرة حتى اسمع بذلك من باذنه صمم وتوج ذلك بمليونية الحسم يومي 20 و 21 فبراير ردا على مخرجات الحوار رغم لغة الرصاص والحواجز الأمنية التي فرضها المحتل في العاصمة عدن .. الا ان قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن والذي يعتبر الجنوب جزء منه – شئنا ام أبينا – باعتباره امر واقع وهو في هذه الحالة يعنينا من حيث ضرورة ابتكار واستنباط الوسائل الكفيلة امام المجتمع الدولي والإقليمي من توظيف مواد البند السابع التي تصل الى 13 مادة وخاصة تلك التي تتعلق بحقوق ومطالب الاطراف المتنازعة وهذا يدخل ضمن الحقوق والمطالب التي يتقدم بها الحراك الجنوبي ، واذا كانت أجنحة نظام الاحتلال قد تمكنت – امام تشرذم قوى الحراك وغياب وحدة قيادتها على خارطة عمل موحدة – من تطويع مخرجات مؤتمر الحوار لصالحها ومواءمتها مع مصالح الدول الراعية للمبادرة الخليجية بالضد من استحقاقات القضية الجنوبية العادلة .. فمن الخسران والكارثة للجنوب والحراك الجنوبي ان تتمكن تلك الأجنحة مجددا من توظيف مواد قرار مجلس الأمن ضد الحراك الجنوبي وتحوير ثورة شعبنا السلمية وحق اهلنا في الدفاع عن أنفسهم امام آلة القمع والدمار الوحشية لقوى نظام الاحتلال بأنه حراك مسلّح ومحاولة ادراجه ضمن الارهاب ، فينبغي هذه المرة ان يجيد الحراك الجنوبي وقيادته اللعبة السياسية وان يعيد كيد اجنحة نظام الاحتلال في نحرهم باعتبارهم من ينتج الارهاب ويغذي منابعه ويسومون اهلنا في الجنوب سوء العذاب جراء المجازر والاغتيالات والتصفيات والاعتقالات التي ترتكبها قواتهم العسكرية والامنية ضد شعبنا الجنوبي ، ولم تزل بشائع جرائمهم في الضالع وحضرموتوعدن وشبوه والعديد من محافظات ومناطق الجنوب ماثلة امامنا وامام الضمير العالمي ، زد على ذلك بقتلهم معتقلين اسرى في زنازين معسكرهم في الضالع .. فالعقوبة هنا يجب ان تنزل عليهم وليس على شعب اعزل وجماهير تخرج بصدور عارية ومطالبة سلمية بوحدة ارض الجنوب وتحرره واستعادة دولته . وبذلك – ومن العدل – ان يكون الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية وقيادات الحراك ومنهم على وجه الخصوص المناضل علي سالم البيض في منأى من التداعيات والاثار السلبية لذلك القرار بل ان يجيّر لصالح الحراك السلمي ومطالب الشعب الجنوبي السياسية ، والاحرى باللجنة الاممية التي سيتم تشكيلها وفقا لقرار مجلس الامن ان تستبين بان من يعرقل التسوية السياسية والانتقال السلمي باليمن هي الاطراف الشمالية ذاتها والتي لم تستقر على حال رغم مخرجات مؤتمر الحوار ، فهي تتصارع عسكريا وسياسيا في الشمال وتصدر ارهابها وقمعها العسكري والامني وانتهاكها لحقوق الانسان بالجنوب قبل ان يجف حبر مخرجات مؤتمر الحوار وقرار مجلس الامن المذكور . س4-ك كجنوبيين على المستوى الشعبي هناك وجهات نظر مختلفة حول الطريقة التي يجب ان نتعامل بها مع هذا القرار ؟ وهل تعتقد ان القادة الجنوبيين لديهم إستراتيجية واضحة للتعامل مع هذا القرار؟ وما هي الطريقة المثلى للتعامل مع القرار من وجهة نظركم؟ ::ج: من المرجح ان الشق الاول من السؤال اعلاه قد تمت تغطيته بالاجوبة على ما سبقه من سؤالين .. اما الشق الآخر من السئوال فمن المؤسف ان القادة الجنوبيون لا توجد لديهم استراتيجيه مبلورة وواضحة وموحدة للتعامل مع هذا القرار ، بل انه لا توجد لا استراتيجيه ولا تكتيك واضحين لدى اي مكون بذاته حتى الآن ، ونحن نعول كثيرا على ضرورة التنسيق العاجل بين قيادات الحراك الجنوبي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها القضية الجنوبية واستحقاقاتها السياسية . س5- عقدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول اجتماعاً في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، واختارت هيئة رئاسة لمجلسه الأعلى من 22 شخصاً، برئاسة علي ناصر محمد، وحيدر أبو بكر العطاس وكذلك انتخبت اللجنة التنفيذية وعلي فضل بن هرهرة، نائباً في الخارج في اللجنة التنفيذية ؟ ما طبيعة عمل هذا المجلس او المؤتمر؟وهل يمكن اضافتة كمكون جديد من مكونات الحراك الجنوبي ؟ وخاصة بعد غياب بعض فصائل الحراك عن ذلك المؤتمر ؟ ::ج: لقد تم انعقاد الاجتماع الانتخابي للجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الاول في المكلا من محافظة حضرموت الحضارة يوم 24 فبراير الماضي وذلك تجسيدا وتجذيرا لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد بالقاهرة من 20 – 24 نوفمبر 2011 وما تلاه من 4 اجتماعات دورية للقيادة المؤقتة للمؤتمر والذي تقرر من خلال ذلك ان يتم انعقاد الاجتماع الانتخابي للجنة التنفيذية بالداخل ليتم بموجبه اقرار وثائق المؤتمر واستكمال تشكيل هيئاته القيادية ، وبالفعل فقد حسم كل ذلك في الاجتماع الانتخابي المشار اليه اعلاه ، حيث تم انتخاب هيئة رئاسة ورئاسة اللجنة التنفيذية وامانة عامة للجنة التنفيذية ولجنة رقابة وكذا مكاتب للاتصال الخارجي والإعلام والثقافة والحقوق والحريات والتوثيق القانوني ورعاية اسر الشهداء والجرحى والمعتقلين وشئون المرأة والطفل والشباب والطلاب والشئون المالية والحماية الشعبية والبحوث والدراسات وتنسيق نشاط الجاليات الجنوبية في الخارج والشئون الدينية والافتاء .. كما تم اقرار وثائق ولوائح المؤتمر وتحديثها بما يستجيب لنبض الشارع الجنوبي ويلبي طموحات وتطلعات شعبنا في التحرر والانعتقاق من ربقة المحتل وهمجيته . وهذا ما ينبغي له ان يضعنا على عتبة جديدة للعمل المؤسسي الذي طالما تنشده الحركة الوطنية الجنوبية ليشكل صمام امان مسارها الناجح نحو تحقيق هدفها المرسوم . فالمؤتمر الجنوبي الأول ، بموجب اجتماعه الانتخابي الاخير ومن خلال هيئاته القيادية ، لا يخضع – ولا ينبغي له ان يخضع – لزعامة فردية ، بل زعامة جماعية وفي اطار التنوع تثريه وتؤمّن مساره ، فمن خلال استعراض من وضعت بهم الثقة لتحمل المسئولية في الهرم القيادي للمؤتمر الجنوبي الاول ، ابتداءا بالمناضلين القديرين علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاّس ، نجدهم كواكب من هامات وطنية ومقامات اجتماعية عريقة وشباب ومرأة وأكاديميين وممثلي منظمات مجتمع مدني وفرسان ساحات وذوي شهداء وجرحى ومعتقلين وينتمون الى شرائح اجتماعية وسياسية متنوعة تمثل لوحة متكاملة من النسيج الاجتماعي والوطني الجنوبي ويستندون كذلك الى قواعد جماهيرية واسعة ونشطاء ومثقفين ومناضلين وطنيين يزخر بهم المؤتمر الجنوبي الأول . غير انه لا يجب ان يجعلنا هذا المكوّن ان نتقوقع بداخله ونضع الاسوار العالية حوله والتمترس خلفه ، اذ انه ليس غايتنا ولا اكبر همنا ، بقدر ما هو وسيلة للالتقاء مع كافة المكونات الحراكية وقوى الثورة الجنوبية بل ان من الاسباب الرئيسية التي اقتضت قيام هذا المكون – وفقا لقناعاتي وما هو ملموس على الارض – هي لرأب الصدع بين قوى الحراك الجنوبي والدعوة لكلمة سواء من شأنها ان تجمع وتوحد شركاء المسير والمصير الجنوبي على قيادة وخارطة طريق موحدة بعد ان انفرط زمام امر الحراك الجنوبي وتشظت مكوناته وسهل على المتربصين بالجنوب والمحتلين له من استدامت نهبهم لخيراته وعبثهم بمقدراته وافقارهم لشعبه وتدنيسهم لسيادته وجلب المفاسد اليه . اذا فيمكن القول بان المؤتمر الجنوبي الأول رافد قوي من روافد الحراك الجنوبي وأحد مكوناته الرئيسية ، فهو يقف على مسافة متساوية مع كافة مكونات الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية ويأخذ على عاتقه – قولا وعملا – السعي الدءوب لوحدة الصف الجنوبي باعتبار ذلك الشرط الحاسم لانتصار القضية الجنوبية ، لذا تجدني لا افرّق بين هذا المكوّن وبقية المكوّنات الا من حيث من يعمل بجد واخلاص وتجرّد ويذلّل الصعوبات في سبيل وحدة الجميع .. أما ما تضمنه سؤالك عمّن غاب عن المؤتمر الجنوبي الأول فليست فصائل للحراك وانما غاب عنه القائد المناضل محمد علي احمد ليشكل وفقا لقناعاته ومن معه من المناضلين مكون حراكي آخر وهو مؤتمر الشعب الجنوبي الذي نقف معه ومع كافة المكونات الحراكية على مسافة متساوية ومتقاربة – كما اسلفت – ، لذلك فاننا نرى بان الاخ المناضل والقائد الحراكي محمد علي احمد هو الغائب الحاضر مثله مثل بقية قيادات الحراك بالداخل والخارج . وعن انتخابي في رئاسة اللجنة التنفيذية للمؤتمر ، كنائب رئيس في الخارج ، فهي مسئولية لم اكن أتطلع او اسعى اليها ولا لما فوقها او ادناها قطعا ، اذ انني قد جبلت على الكفاح والعمل الوطني والاجتماعي منذ صباي الباكر في الداخل والخارج اكان تحت عنوان او بدونه ، فالتسميات والمواقع ليست ذي شأن بالنسبة لي الا متى ما جسدها العمل الجاد على الارض بصمت ونكران ذات وباخلاق وطنية رفيعة ، فللوطن علينا التضحية في سبيله واجب مقدّس ولمسئوليتي هذه مقتضياتها .. فلزملاء الكفاح الوطني الذين منحوني هذه الثقة التقدير العالي والوعد الصادق للسير قدما لخدمة الوطن والشعب الجنوبي ، وما نحن الا حملة امانات لهذا الوطن المفدّى وفي مرحلة من اشد واعقد مراحل حركة تحرره الوطني . س6- من وجهة نظركم ما هو الإطار العام لوحدة قوى الثورة الجنوبية ؟ وهل هناك ما يبرر الخلاف بين القيادات الجنوبية في الداخل والخارج ؟ طالما وان الهدف واحد ؟ ::ج: كما قال المتنبي: على قدر اهل العزم تأتي العزائم ! .. فالإشكالية هنا ليست في مسمى الاطار وانما العبرة هي في مدى استجابة قيادات الحراك وقوى الثورة الجنوبية في الداخل والخارج لضرورة توحدهم على قواسم مشتركة وهي حتما متوفرة بزيادة اذا ما توفرت حسن النوايا والتحرر من النزعات الذاتية وموروث العقلية الشمولية البائسة ،فأي مكون يرى ويعتقد انه وحده يمثل ويختزل الحراك الجنوبي فذلك تعسف ، وتشويه لحقيقة الواقع ، ويترتب عن هذا الموقف مزيد من ابتعاد فرص التلاقي والتوافق بين شركاء القضية والثورة الجنوبية مما يتيح لقوى الاحتلال توسيع مؤامراتها على استحقاقات شعبنا السياسية ويمكنها من اطالة هيمنتها على الجنوب ومقدراته .. لذا فان المصلحة العليا لشعب الجنوب تستدعي وبالحاح تسارع قيادات ومكونات الحراك الجنوبي للتنسيق والتوحد فيما بينهم ويمكن ان يأتي ذلك اما عبر مجلس تنسيقي يشملهم جميعا او عبر جبهة وطنية متحدة تضم كافة مكونات الحراك وقوى الحركة الوطنية والفعاليات السياسية الجنوبية يمهد لها من خلال اجتماع مصغّر يضم قياداتها جميعا ودون استثناء تنبثق عنه لجنة تحضيرية لمؤتمر جنوبي شامل يشارك به الجميع .. فجميع تلك المكونات يربطها هدف واحد الاّ ان العديد منها لم تتبلور لديه آلية لتحقيق هذا الهدف ، واذا كان في تقديري ان اسمى آيات التعبير عن ارادة شعبنا وتحقيق هدفه هي آلية حقه في تقرير مصيره بنفسه لاستعادة دولته .. فان بقية الشعارات مثل التحرر والاستقلال وفك الارتباط تؤدي الى نفس النتيجة وانما بالاتفاق على افضل السبل للوصول الى هذا الهدف ، وهذا لا ينبغي له ان يشكّل خلاف بين مكونات الحراك وقياداته ، بل عليهم ان يخرجوا جميعا بشعار موحد لكل تلك المسميات والسقوف . وان اي خلاف او تباعد بين هذه المكونات وقياداتها في الداخل والخارج ما هو الا عدمي وليس له ما يبرره ، وانما يخشى ان يكون استجرار واستدعاء لماضي الصراعات العبثية البغيضة التي عانى منها شعبنا الويلات منذ ما قبل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 والتي تسامى عنها هذا الشعب العظيم ، ثم تجسّد ذلك التسامي بالتصالح والتسامح بين قواعد الحركة الوطنية الجنوبية ومختلف اطيافها السياسية والاجتماعية في اطار الحراك الجنوبي ، لكن مما يبدو ان قيادات الحراك الجنوبي لم تلتقط مكرمة ذلك التصالح والتسامح ولم تعمل به قولا وعملا حتى الان ، وهذه هي المعضلة الرئيسية التي يواجهها شعبنا وثورته الشعبية وقضيته العادلة . س7- السلطان علي بن فضل بن هرهره ما هي رسالتك التى تود ان توجهها للشعب الجنوبي في الداخل والخارج ؟ ::ج: اقول لك المجد وعليك سلام الله يا شعبنا الجنوبي العظيم ولشهدائك الرحمه ولجرحاك الشفاء ولمعتقليك الحرية والشموخ ، فمن عصار العذاب حتما ستخلق الانتصار ، والنصر باذن الله صبر ساعة مهما تكالبت عليك جحافل الشر والظلام ومهما افترقت كتائب ابنائك او تاجر باسمك المتاجرون او علّق على شماّعتك المزايدون ، فوالله لن يبّر بك الاّ افضل من انجبتهم وصلب عودهم في معتركات ساحاتك الوطنية وتزودوا بروح التضحية والطهر ونهلوا من عنفوان الشباب والحكمة والفكر السياسي والثقافة الوطنية والانسانية والقيم الدينية النبيلة ما يوصلك الى بر الامان وانتزاع حريتك واستقلالك وبناء دولتك المدنية وتحقيق العدالة وتقدمك الاجتماعي اللاحق . ورسالة اوجهها لاخوتي واعزائي الشباب في بلدان الشتات ، فالله الله احرصوا واستثمروا ما جادت به هجرتكم وتهجيركم من امكانيات مالية وظروف مواتية وسبل ديمقراطية لتوظفوا ما امكنكم منها لدعم ثورة شعبكم السلمية وان السبيل الامثل للقيام بذلك هو اصطفافكم الوطني ووحدة جالياتكم الجنوبية واتباع العمل المؤسسي لا الولاءات الفردية او الضيقة واجعلوا كذلك من مكوناتكم الجهوية الاجتماعية منها والوطنية مفارز ومصفاة لتكرير الافضل لرفد عملكم الوطني الامثل . كما اشد على ايدي نشطاء ورموز ونخب وشخصيات جموع مكونات الجالية الجنوبية الفعلية في بريطانيا واقول لهم لقد احسنتم صنعاٌ بالاصطفاف والتنسيق الذي تسعون الى تحقيقه بين مكوناتكم ، وحذاري التلكؤ لانكم قد قطعتم شوط لا يستهان به في هذا السبيل ، وعليكم ان تقطفوها زهرة شوفوا قطفها خير من كثر الدويم. عدن اف ام
