دبي- محمد إبراهيم: واصل خبراء التعليم من جميع أنحاء العالم مناقشة تحديات قطاع التعليم في منطقة الخليج، ضمن فعاليات المنتدى العالمي للتعليم والمهارات، الذي اختتمت أعماله أمس في فندق "جي دبليو ماريوت ماركيز" في دبي، وأوصوا بمضاعفة إنفاق برامج المسؤولية الاجتماعية لدعم مبادرات التعليم من 548 مليون دولار إلى مليار دولار بحلول مارس/آذار عام ،2015 مع إعطاء الأولوية للدول والمجتمعات المحتاجة، وتشجيع الشركات على العمل مع القطاع العام في مختلف المجالات الأساسية، لتلبية احتياجات قطاع التعليم، واكتساب مهارات القرن الواحد والعشرين، والمواطنة العالمية، والتطوير المهني للعاملين في قطاع التعليم، وإنشاء قاعدة متينة تساعد على المساهمة العالمية في قطاع التعليم . أكد الخبراء أن التقرير العالمي لمنظمة اليونسكو "التعليم للجميع"، أوصى بأن تنفق الحكومات 20% من ميزانيتها على دعم قطاع التعليم، ويجب أن تُخصص هذه النسبة أيضاً من الدعم الرسمي التنموي لتعزيز المبادرات التعلمية، حيث إن هناك فجوة سنوية في التمويل تبلغ نحو 26 مليار دولار، وهو المبلغ الإضافي الذي من شأنه أن يكون ضرورياً لتوفير التعليم الأساسي، لجميع الأطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض، وتُقدر مساهمة قطاع الأعمال الحالية، من حيث الإنفاق الخيري السنوي على دعم التعليم في البلدان النامية، بنحو 548 مليون دولار فقط، فيما أظهرت دراسة أجريت مؤخراً من قبل معهد بروكينغز، أن مساهمة قطاع الأعمال في مجال الصحة على المستوى العالمي أكبر بنحو 16 ضعفاً من حجم الإنفاق على التعليم . جاء ذلك خلال إطلاق الحملة العالمية التي شهدتها فعاليات المنتدى تحت شعار "دعم الأعمال للتعليم"، بالشراكة مع منظمة اليونسكو وتحالف الأعمال العالمي للتعليم لتشجيع الشركات وقطاع الأعمال على تخصيص 20% من حجم إنفاق برامج المسؤولية الاجتماعية عالمياً لدعم التعليم بحلول 2020 . نظام تعليمي وتمحور نقاش اليوم الثاني من المنتدى حول أهمية إيجاد نظام تعليمي قادر على تجهيز الطلاب بالمهارات المطلوبة في قطاع الأعمال، وهو الموضوع الذي يصب في سلم أولويات العالم العربي بسبب ارتفاع معدلات البطالة والبطالة الجزئية بين الشباب . أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسسة والرئيسة التنفيذية ل"مجموعة كلمات"، خلال مشاركتها في حلقة نقاش جاءت بعنوان "التعليم: متى يبدأ"، ضمن فعاليات المنتدى، ضرورة توفير بيئة مدرسية مرحة وأساليب ممتعة في التدريس للأطفال في بدايات مراحلهم التعليمية، لتشجيعهم على الدراسة وتحفيزهم على التفكير الإبداعي ومحاولة تفسير وتحليل عناصر البيئة المحيطة بهم بما يسهم في توسيع مداركهم المعرفية وينمي مواهبهم وقدراتهم في مختلف المجالات . وأشارت إلى ضرورة توفير ظروف ومقومات أفضل للمدرسين من أجل مساعدتهم على الإبداع وبذل المزيد من الجهد في العملية التعليمية، ومواكبة التطورات التربوية والتقنية، في هذا المجال خاصة أن التعليم أصبح حقلاً متغيراً ومتطوراً، لمواكبة العصر وتأهيل الأجيال القادرة على المساهمة الفاعلة في التنمية وبناء مستقبل أفضل . وأكدت أن مشروع برنامج حروف للنشر التعليمي يهدف إلى تحقيق تغيير إيجابي جذري في وسائل التعلّم باللغة العربية والمحافظة عليها، وغرس حب التعلّم بها، في قلوب الأطفال من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتوفير برامج تعليمية مبتكرة تم تصميمها لتحفيز الطلاب على التفاعل والإبداع والتفكير المنهجي، مؤكدة أنه من الصعب توقع الأسلوب الأمثل في التعليم مستقبلاً، ولكن يجب إعطاء الطفل مساحة أكبر من الإبداع كي يكون قادراً على تحقيق رغباته وخدمة وطنه ومجتمعه . جائزة المليون وعلى جانب آخر، أعلن صني فاركي، مؤسس ورئيس مؤسسة فاركي جيمس، على هامش المنتدى عن فتح المجال أمام استقبال الطلبات والترشيحات للفوز ب "جائزة فاركي جيمس للمعلم الأفضل في العالم" بقيمة مليون دولار أمريكي، وتُمنح الجائزة لأفضل معلم قدم مساهمة بارزة استثنائية وبارزة في هذا القطاع، ويتم تنظيمها برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتسلط الضوء على أهمية مهنة التدريس، وترسخ حقيقة دور ووظيفة المعلمين في جميع أنحاء العالم والتي تستحق كل التقدير والاحترام . وقال فاركي إنه يجب أن يكون المعلم الفائز قد حقق نتائج استثنائية في تعليم الطلاب، ونجح بالحصول على احترام المجتمع من خلال الأنشطة، التي يتم تنظيمها خارج إطار الفصل الدراسي، ويكون مثالاً يقتدي به المعلمون الآخرون عبر تميزهم من خلال الأعمال الخيرية أو العمل المجتمعي أو الإنجازات الثقافية الأخرى، وتشجيع الآخرين على الانضمام إلى مهنة التعليم من أهم صفات المعلم الفائز، وخاصة عبر مساهمته في مناقشات وحوارات خلاقة من أجل تعزيز مستويات جودة التعليم . التعليم الإلزامي قال الرئيس بيل كلينتون، الرئيس الفخري لمؤسسة فاركي جيمس: "يمثل السعي لجذب النخبة إلى مهنة التعليم، وتطوير ودعم مهاراتهم، وتقدير واحترام المعلمين، أهم العوامل الضرورية لتحقيق التميز في التعليم والتعلم على حد سواء"، والفرصة متاحة للفوز بهذه الجائزة لجميع المعلمين الذين يعملون حالياً على تعليم الأطفال في مرحلة التعليم الإلزامي، أو من هم دون سن الثامنة عشرة، ويتمتع مديرو المدرسين من أصحاب المسؤوليات في قطاع التعليم بفرصة التقدم للتسجيل في الجائزة، التي تخضع للقوانين المحلية في كل بلد في العالم، ومن المقرر أن يكون آخر موعد لتقديم الطلبات في 31 أغسطس/آب ،2014 وسيتم الإعلان عن الفائز في الدورة المقبلة من المنتدى في عام 2015 . وأكد أن الطلبات المقدمة سيتم تقييمها من قبل لجنة تحكيم، من المقرر أن يجتمع أعضاؤها في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل لاختيار قائمة مختصرة تضم 10 مرشحين، وتضم اللجنة كلاً من صني فاركي، مؤسس ورئيس مؤسسة "فاركي جيمس"، وفيكاس بوتا، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "فاركي جيمس"، والسير مايكل توملينسون، كبير المفتشين السابق في المدارس، وآن مروز، محررة في ملحق التايمز للتعليم، وكارين جايلز، المدرس في مدرسة بارهام الابتدائية في لندن . الخليج الامارتية