جسور وانفاق جولة دار سلم بصنعاء ((عدن حرة)) صنعاء / خاص : الثلاثاء 2014-03-18 15:41:14 . تحقيق : صالح مبارك الجعيدي . انتهى حوار صنعاء بإعلان البلاد من جمهورية موحدة الى دولة اتحادية متعددة الأقاليم يتحكم كل إقليم بموارده وثرواته وخيراته وحكمه الذاتي المستقل . . ولكن على ما يبدو أن مخرجات هذا الحوار بدت تنفذ على أرض الواقع حين ما تم الإعلان عن تدشين صلاحيات الأقاليم وتمتع كل أقاليم بموارده ومصادر ثروته التي يحق له أنشاء المشاريع الاستثمارية والسياحية فيه من عائد ثروات الإقليم نفسه لتبدأ صنعاء أولا بذلك حين تم أسدال الستار عن أول مشروع عملاق في أطار حكم الأقاليم "مشروع جسر ونفق جولة دار سلم " والذي بلغت كلفته ما يقارب مليارين و 274 مليوناً و570 ألف ريال بتمويل حكومي . . عدن حرة استطلعت اراء المواطنين في عدد من محافظاتالجنوب حول غياب المشاريع منذ سنوات في محافظاتالجنوب ووجودها في عدن والتقت بعدد من المواطنين الذين عبروا عما يجيش في خواطرهم . . محمد احمد باصالح وهو موظف عام في مدينة المكلا قال : إقليم صنعاء الذي يفتقر الى مصادر الثروة حيث لا يوجد فيها لا بحر ولا ميناء ولا أدنى مقومات سياحية أضافة الى الصراعات المسلحة الدائرة بين قوى النفوذ السياسي هاهو يتبجح بافتتاح مثل هذا المشروع الضخم التي أنفق على أنجازه ملايين المليارات لتعلن عن أفضليته وأولويته بالخيرات والمشاريع السياحية العملاقة سواء بحكم الدولة المركزية أو بحكم الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم الكامل الصلاحيات لكل إقليم . . واضاف بالقول :"منذو أن وقع أتفاق الوحدة اليمنية ودخول الشطرين الشمالي والجنوبي في وحدة اندماجية تعرضت المدن الجنوبية الرئيسية الى الإهمال المتعمد في أنشاء المشاريع التنموية وفي الوقت الذي أهملت فيه المدن الجنوبية رغم أن مدن الجنوب ترفد ميزانية الدولة المركزية بأكثر مما ترفده المدن الشمالية من عائداتها النفطية وثروتها الأخرى . . واضاف بالقول :" غالبا ما يتم التركيز على تشيد مدن الشمال على حساب ثروات وخيرات الجنوب الذي يعاني الأقصاء والتهميش والتميز الخدمي منذو العام 90 م بينما أذا نظرنا الى شوارع مدينة عدن أو مدينة المكلا فأننا سنجدها شوارع مقطعة مليئة بالحفريات والردم ومشاريع مهملة تفتقر الى التخطيط السليم لأساسياته في تواصلا لنهج اللامبالاة التي تتعامل معه حكومة صنعاء مع مدن الجنوب التي تحاول أحيانا أساكتها بعدد من المشاريع الوهمية أو المخجلة . . محمد سالم سند من اهالي مدينة عدن عبر عن رايه بخصوص افتتاح مشاريع عدة في صنعاء بينما في عدن لايزال الناس يبحثون عن سفلتة شارع طوله 200 متر :" فقا أفتتح في صنعاء الجسر المعلق ونفق جولة دار سلم بينما في عدن يزحف العمال في ردم بحر عدن لتوسعة الخط البحري الذي حصد مؤخرا أرواح العشرات من المواطنين نتيجة للمساحة الضيقة ، جسرا معلقا في عدن يوازي خط متواضع ترابي وشتان ما بين الثرى والثريا..! . واضاف بالقول :"ما يثير الأضحوكة أنه خط يجاور ميناء عالمي كميناء المعلا الذي يعدى أول ميناء في شبة الجزيرة العربية قبل أنشاء مواني دول الخليج . . وقال :"مدينة عدن التي في يومآ ما تم اختيارها من بين أفضل 50 مدينة حول العالم ، يحاول المتنفذون إساكتها بمشروع لا يليق بحجم تلك المدينة التاريخية ومدخراتها العملاقة لخزينة الدولة . . هدى سعيد علي موظفة في مكتب حكومي بعدن تحدثت بالقول :" حينما تمشي في خطوط مدينة عدن الرئيسية تشعر بمدى وحجم الظلم الواقع على شوارعها التي يبدوا عليها الانكسار جليا بفعل الممارسات التميزية في توفير الخدمات الرئيسية للمدينة منها حق الحصول على شوارع أسفلتيه منظمة ومرتبة خالية من الحفر والردميات التي عانت منها شوارع مدينة عدن السياحية التي تعتبر الثغر الباسم . . وهنا مدينة أخرى لا تقل أهملا عن أختها مدينة عدن ،فمدينة المكلا هي الأخرى عانت ليس أقل مما عانته مدينة عدن من التخاذل المتعمد والمستقصد لتقليل من حجم هاتين المدينتان التي تعتبران أهم مدن دولة الجنوب السابقة . . ففي المكلا شوارع ضيقة ومتعثرة يقول سكان المكلا المحليون وكان تخطيط مقاولي تلك الشوارع خبرة مسابح فقط وهذا ما يعني مدى وحجم الامتعاض الذي يمتلك أبناء المدينة من سوء سفلتت الشوارع التي غالبا ما تغرق بمياه الأمطار أو أحيانا أخرى سفلتت الشوارع دون مراعاة التخطيط في البنية التحتية مثل تسليك المجاري الذي دائما ما تؤدي الى انفجارها وتغرق شوارع المدينة بمياه المجاري التي تظل طافحة لعدة أيام . . لعل من المشاريع المتعثرة التي تشهدها مدينة المكلا جسر شحير وجسر آخر بمديرية تريم وغيرها تضررت من كارثة السيول في عام 2008م ولحد اللحظة لم يتم إعادتها كما كانت أو استكمال مشروعها . . ففي الوقت التي تشهد صنعاء افتتاح جسور معلقة تعاني مدن عدنوالمكلا حاجتها لمثل هذه المشاريع الكبيرة نظرا لما تعانيه المدينتين من زحمة مرورية غير طبيعية وهما المدينين التي ترفد خزينة الدولة أكثر مما ترفده صنعاءومحافظات الشمال مجتمعات . . وجهة نظر حكومية . يقول عبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء أن افتتاح مشروع جسر ونفق جولة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء تقاطع شارع الخمسين مع شارع تعز والبالغة تكلفته مليارين و 274 مليوناً و570 ألف ريال يُعد صورة من صور الإنجاز في إطار خطة أمانة العاصمة صنعاء للتخفيف من الازدحام المروري وإجراءات تحسين البنية التحتية التي تضمن سلاسة حركة الناس . . بينما تزهق أرواح ضحايا حوادث الخط البحري الضيق في عدن وضحايا حوادث التقطعات العشوائية في شوارع المكلا غير مأسوفا عليهم . . وأنه لمن الرمزية بمكان أن نذكر بأن افتتاح هذا المشروع من أبرز المشاريع المنجزة التي تم افتتاحها في عهد الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي وبعد أٌقرار ما يسمى بمخرجات الحوار اليمني الذي يعتبر البلاد دولة اتحادية من عدة أٌقاليم ، الذي ينبئ لعله بافتتاح مشاريع أخرى عملاقة من ثروات إقليم صنعاء الذي يبدو كذلك ولكنه بالمقابل ينذر بسوء قادم ولدغة أخرى ستتجرعها مدن الجنوب بمسمى الدولة الاتحادية . . أّذآ هاهي صنعاء يتمتع أهلها بافتتاح جسور وخطوط معلقة بينما تستمر جسور المكلا وشوارع عدن متعثرة ومتقطعة في الوقت الذي هم فيه بأمس الحاجة لبناء وتشييد جسور تقلل من الزحمة والحوادث المرورية الكبيرة التي تحصد أروح أبنائها التي تشهدها المدينتين الرئيسيتان في الجنوب . . سؤال هام . السؤال الذي يدور في أذهان الجنوبيين وخاصة أولئك الذين يعلقون أملآ بصيصا في مخرجات حوار صنعاء وخاصة بعد افتتاح مشروع جسر ونفق جولة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء هل سيتغير وضع المدن الجنوبية وستشهد نقلة نوعية في البناء التحتية وخاصة في توسعة الخطوط وإنشاء سبل أخرى تخفف من زحمة المرور وخاصة بعد أقرار دولة الأقاليم أم أن صنعاء سيكون لها نصيب الأسد سواء بحكم الجمهورية أو الاتحادية...وستشهد افتتاح تلو الأخر لمشاريع الجسور المعلقة بينما تظل مدن الجنوب شوارعها وطرقاتها مقطعة ومتعثرة ولا حياة لمن تنادي ! . . عدة حرة