كثرت في الآونة الأخيرة دورات التطوير البشري ومنها تطوير الذات أو دورات مواضيعها تضرب على وتر الحاجة للنجاح والسعادة، مثل كيف تبدع؟ كيف تكون ذكياً؟ كيف تتعامل مع الناس، كيف تنجح؟ .. إلخ. ولا تنس دورات كيف تتغلب على ضغوط الحياة؟ ودورات حياة زوجية سعيدة، أو كيف تسعدين زوجك؟ وغيرها كثير. وهذه الدورات التي يتم الإعلان عنها تحت شعار العلم والتعليم وتنمية ثقافة المجتمع، ليست مجانية، ولا هي أيضاً بثمن رمزي أو معقول، فقد وصلت أسعارها لأرقام فلكية بحق، فدورة لمدة ثلاثة أيام ولمدة ساعتين يومياً، بمعنى الدورة بأسرها لا تتجاوز الخمس ساعات إذا تم حذف الاستراحات، تصل قيمة الالتحاق بها أكثر من سبعة آلاف درهم، ولن تصدقوا أن هناك دورات تصل أسعارها لعشرة آلاف ولمدة يومين فقط، والمذهل أنها تجد في العادة إقبالاً كبيراً من الناس على مختلف ميولهم وتخصصاتهم. وغني عن القول إن من يتحكم بسعر هذه الدورة عنوانها، وأيضاً شخصية المدرب، فكلما كانت شخصية مشهورة كلما كان السعر أغلى. الغريب بحق أن بعض هذه الدورات تطرح مواضيع كبيرة والفترة الزمنية لا تتناسب أبداً مع هذا الموضوع، على سبيل المثال، تأتيك دورة بعنوان «كيف تبدع في حياتك العملية والاجتماعية وتتغلب على الضغوط والصعاب» العنوان من تأليفي للمقاربة مع إعلانات دورات مماثلة، ثم تكون الفترة الزمنية يومين فقط، وقيمة الدورة عشرة آلاف درهم، هل هذا معقول أو مقبول؟ نحن لا نسمع إعلانات عن دورات تستهدف مساعدة الناس لمساعدة أنفسهم، بمعنى محاضرات عامة تعلم الناس كيف يمارسون تنمية ثقافتهم بجهودهم الذاتية الشخصية، وكيف يبحثون عن حلول لمشاكلهم. أعتقد أننا بحاجة لتدخل رسمي، لتبني مثل هذه البرامج المجتمعية بأن يتم حث القطاع الخاص، للتفاعل مع ما يعرف بخدمة المجتمع بأن تقوم المؤسسات والشركات بتصميم مثل هذه البرامج وتكون عامة ومجانية للناس، وأن يتم صناعة أفلام قصيرة تحتوي على مواد إرشادية وتثقيفية وتعليمية، لأن الإقبال على الدورات التي تقام بين وقت وآخر تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك حاجة مجتمعية والناس تدرك هذه الحاجة للتثقيف الحياتي بكيفية التعامل مع المستجدات على مختلف أشكالها وأنواعها، وهي حاجة تعجز المناهج الدراسية بأن ترشدنا لها، لذا أتمنى أن تبادر مختلف الجهات العاملة في القطاع الخاص بتبني برامج توعوية وتثقيفية للناس، وتقديم ندوات ومحاضرات وورش عمل لمختلف المواضيع الحياتية، خدمة للمجتمع. [email protected] The post حاجة الناس ودور القطاع الخاص appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية