استقبل مستخدمو تويتر الاتراك قرار رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، غلق الخدمة، بالاستهجان وتحدوا قرار الغلق عن طريق خدمات الرسائل النصية أو تمويه مكان كومبيوتراتهم للاستمرار في كتابة الرسائل على تويتر. قال خبراء مختصون برصد مواقع التواصل الاجتماعي إن عدد التغريدات التي أُرسلت من تركيا ارتفع بنسبة 138 في المئة بعد المنع. وأصدرت شركة تويتر فور دخول قرار الغلق حيز التنفيذ تعليمات للمستخدمين تشرح لهم كيف يستطيعون الالتفاف على الغلق باستخدام خدمات الرسائل النصية باللغتين التركية والانكليزية. وسارع مستخدمو تويتر الاتراك إلى تقاسم طرق أخرى للتحايل على المنع بالتوجه الى "شبكات خاصة افتراضية" تتيح لمستخدمي الانترنت أن يرتبطوا بالشبكة دون ان يُكتشف ارتباطهم أو تغيير الإعدادات الخاصة باسم المجال على الكومبيوتر والأجهزة المحمولة لإخفاء اماكن وجودهم. كما نشرت مواقع اخبارية تركية كبيرة تعليمات مفصلة على خطوات لتغيير الإعدادات الخاصة بنظام اسم المجال. واستيقظت تركيا بعد المنع على صوت طير يغرد. وبحسب موقع Zete.com الاخباري فان عدد التغريدات التي أُرسلت من تركيا منذ بدء سريان المنع بلغ نحو 2.5 مليون تغريدة أو 17 الف تغريدة في الدقيقة. وبذلك شهدت تركيا تسجيل ارقام قياسية في استخدام تويتر، كما أكد الموقع. وبعث المواطن باكر بيه بتغريدة الى إردوغان يقول فيها "استاذ ، طيري ما زال يغرد فماذا عن طيرك؟" ولكن جمهور تويتر ومنتقدي قرار اردوغان ليسوا وحدهم الذين أصروا على استخدام موقع المدونات الصغرى بعد غلقه. فان عمدة انقرة مليح غوكجيك المعروف بنشاطه المتميز على تويتر، كان أول سياسي من حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان يخرق الحظر. وأرسل غوكجيك تغريدة يقول فيها انه يستطيع الاستمرار في التغريد لأن إعداداته الخاصة بنظام اسم المجال تتيح له ذلك. ولكنه اضاف "أن هذا سيُمنَع ايضًا على الأرجح وآمل في أن الذين يلعنون ويستخدمون حسابات مزيفة سيكونون قد تعلموا الدرس". وكان أول عضو في مجلس الوزراء التركي يرسل تغريدة بعد دخول المنع حيز التنفيذ، نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج الذي ابلغ متابعيه البالغ عددهم 1.34 مليون شخص بعقد اجتماع انتخابي في مدينة مَنيسة. وأُعيد ارسال تغريدته أكثر من 1000 مرة في الساعة الأولى مع كثير من السخرية. وكتبت الصحافية والأكاديمية عائشة جافدار ساخرة "عزيزي، كن حذرا فان تويتر مُنع ب"إرادة وطنية". لا تظهر هنا وإلا فان "الإرادة الوطنية" ستغلقك أنت أيضا". وفي موقف نادر في تحدي إردوغان، انتقد الرئيس التركي عبد الله غُل، بصراحة منع تويتر عن طريق حسابه على الموقع مغردًا "ان غلق منصة اجتماعية كاملة غير مقبول. وكما قلتُ عدة مرات في السابق فان من المستحيل غلق تكنولوجيات اتصالات مثل تويتر بالكامل". واعرب غُل عن أمله في ألا يستمر الغلق طويلاً. في هذه الأثناء تدرس شركة تويتر إقامة دعوى قانونية ضد المنع وتعاقدت مع محام لإثارة القضية مع سلطة الاتصالات التركية، كما افادت صحيفة الغارديان. مشيرة إلى أن وزير الصناعة التركي، فكري ايشيك، قال إن شركة تويتر تحتاج إلى ممثل قانوني دائم في تركيا لتسهيل المفاوضات مع السلطات التركية. كما أعلن حزب الشعب الجمهوري أكبر احزاب المعارضة التركية انه سيطعن بمنع تويتر أمام القضاء بوصفه انتهاكا للحرية الشخصية. وقدمت نقابة المحامين الاتراك في انقرة دعوى جنائية منفصلة ضد المنع. وكان إردوغان وصف تويتر بأنه "تهديد للمجتمع" بسبب الدور الذي قامت به شبكات التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات المناوئة لحكومته في صيف العام الماضي. كما استُخدم تويتر لنشر سلسلة من التسجيلات الصوتية التي تفضح حجم الفساد المتفشي في مفاصل الحكومة التركية. وكان كثيرون يتوقعون مزيدا من الفضح على تويتر خلال الاسبوع الذي يسبق الانتخابات البلدية في 30 آذار/مارس. في هذه الأثناء قال الباحث في منظمة العفو الدولية اندرو غاردنر "ان قرار حجب تويتر اعتداء لا سابق له على حرية الانترنت وحرية التعبير في تركيا". واضاف غاردنر ان المنع يبين ان الحكومة لن تتورع عن اتخاذ أي اجراء لمنع النقد. ايلاف