تواصلت ردود الفعل الغربية الغاضبة من قرار رئيس الحكومة التركية غلق موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وقال تقرير بريطاني إن "أردوغان جعل نفسه محلا للسخرية". قال البيت الأبيض إنه "يشعر بقلق بالغ" لفرض حظر على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت في تركيا مشيرًا الى انه يتعارض مع الحكم الديمقراطي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين، يوم الجمعة، ان"الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ لأن الحكومة التركية منعت مواطنيها من استخدام وسائل أساسية للتواصل". وأضاف "نرفض هذا التقييد لحرية الشعب التركي في الحصول على المعلومات مما يقوّض قدرته على ممارسة حرية التعبير والاجتماع ويتعارض مع مبادئ الحكم... المنفتح الضروري للحكم الديمقراطي وللحقوق الشاملة التي تدافع عنها الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم".
وكانت المفوضة الأوروبية المكلفة بالتكنولوجيا الجديدة، نيلي كرويس، انتقدت بشدة ليل الخميس الجمعة الإعلان عن حظر موقع "تويتر" في تركيا.
وقالت إن "حظر تويتر في تركيا هو بدون أساس وبدون جدوى وجبان". وأضافت "إن الشعب التركي والأسرة الدولية سوف يعتبران الأمر رقابة وهو كذلك". وقد اختارت أن تدلي بتصريحها على حسابها في "تويتر".
غضب تركي
وفي لندن، قالت صحيفة (التايمز) في تقرير لها عن حظر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي في تركيا إن رجب طيب اردوغان أخطأ تماما بمحاولته حجب موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
وأضافت أن اردوغان بفعله هذا جعل نفسه محلا للسخرية، ووضع بلاده في مصاف دول مثل إيران والصين، فهذا لم يفعله حتى راؤول كاسترو في كوبا ولا ألكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا. وقالت الصحيفة إن الحظر لم ينجح لأن الأتراك كانوا مستعدين له من تهديدات أردوغان السابقة، وتمكنوا من استخدام الموقع والتواصل عبره.
وتختم الصحيفة بالقول إن تركيا حليف استراتيجي في الناتو، وحققت نموًا اقتصاديًا مشهودًا، وأنشأت جامعات مقتدرة وهي تحمي حقوق المرأة، وطموحها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مشروع، مثلما تسعى إليه المعارضة، لكن اردوغان خيب آمالها.
محو تويتر
وهدّد أردوغان الخميس الماضي بمحو "تويتر" بعد أن بث مجهولون عدداً من التسجيلات الصوتية على الموقع، قيل إنها تكشف عن الفساد في أوساط رئيس الوزراء.
من جانبها، قالت شركة "تويتر"، إنها تحقق في تقارير تفيد بأنه جرى حظر خدمتها للتواصل الاجتماعي في تركيا. ونشرت الشركة رسالة في موقعها تنصح فيها المستخدمين في تركيا بإرسال تغريداتهم عن طريق استخدام خدمة الرسائل النصية في الهواتف المحمولة.
تهديد أردوغان
وقال مستخدمو "تويتر" في وقت سابق، إن انقطاعات واسعة النطاق حدثت في تركيا بعد ساعات من تهديد رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان بوقف الخدمة، بينما يخوض معركة ضد فضيحة فساد أضرّت بشعبيته.
وتلقى بعض المستخدمين الذين حاولوا الدخول إلى موقع "تويتر" بيانا صادرا في ما يبدو من هيئة تنظيم الاتصالات التركية، يستشهد بأربعة أحكام قضائية كسند لوقف الموقع الذي نشر عليه مستخدمون في الأسابيع الماضية تسجيلات صوتية ووثائق تظهر أدلة على فساد أشخاص من الدائرة المقربة من أردوغان. وقال أردوغان أمس أمام الآلاف من أنصاره في حشد انتخابي قبل الانتخابات البلدية المقررة في 30 آذار (مارس) في إشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعي "سنمحوها كلها". وأضاف "بوسع المجتمع الدولي أن يقول هذا أو ذاك، لا يهمني على الإطلاق، الجميع سيرون مدى قوة الجمهورية التركية".