ما زلنا نُذكّر ونعيد ونكرر الأسطوانة التي ربما تشق بصر وبصيرة السياسة القطرية فيمن يرعاها متنفذاً، وقد كثروا. التنظيمات الإرهابية المستقرة على قلب قطر، تلف عنق سيادتها، تعرف ماذا تريد بالضبط، وهي تعي بالتأكيد وجهتها إلى أين، ولأي مدى، وما قطر إلا ممر عبور وحسب لا أكثر، لن يكترثوا لخسائرها مهما عظمت، والباكورة هي خسارة أشقائها. الآن السياسة القطرية في مهب الريح، كما لو كانت في مرحلة التعليم الدنيا، بوعي قاصر عن الإدراك الحقيقي لفداحة الوضع الحالي وما سينجم عنه من عواقب وخيمة. دعمت الإرهاب مسددة فوهة بندقيتها لأشقائها الخليجيين والعرب، فلما نفد صبرهم ورأت منهم الاستصغار والغضب بقيامهم بسحب سفرائهم هرولت خجلاً لأحضان أعدائها التاريخيين، واضعة يدها بيد عدوها وعدو أشقائها المشترك، ظناً منها أن في ذلك إعادة الاعتبار لنفسها، لعل وعسى تنجح في قهر قلب من حاولوا ردع مغامراتها غير المتزنة التي غابت عنها حنكة السياسي. هل القيادة القطرية لا تعي أن الذئب لا يؤتمن على الخراف! الميكيافيلية القديمة تقول: الغاية تبرر الوسيلة، فالحرباء تتشكل بكافة الألوان حتى تتخفى من أعدائها، ولكنْ هنا المنطق اختلف؛ فضيوف العزبة استحكموا بقبضتهم، ولم يعد يرهبهم إن انكشفت أوراقهم طالما وجدوا المنعة والاحتواء في دولة أمنوا ظهورهم بها أمام المجتمع الدولي. يا قطر، نعيد وفي الإعادة إفادة: هل كانت قطر ستقبل وترحب باستضافة ورعاية دولة خليجية أخرى لجماعات إرهابية وتنظيمات مشبوهة همها تقويض نظام الحكم في قطر وزعزعته؟ بالطبع لا، والأدلة كثيرة وموجودة داخل قطر نفسها. أن تكون هي سبباً لفرط مسبحة التعاون الخليجي، وتقويض كل مبادرة لرأب الصدع والإصلاح، ومحطة مزودة بمختلف الذخائر لدعم بؤر الشر والخراب، وفوق ذلك كله تُكابر .. تقول: نحن لا نتبع «أحداً»! وال «أحد» كلهم على أرضها مجتمعون. لا يوجد أي سبب منطقي لشراسة قطر الغريبة، ونهجها غير السوي مع أشقائها التاريخيين بالدين والأرض والدم والنسب والتاريخ المشترك، وكل ما هو جميل على هذه البسيطة. أما الشعب القطري، فهو مضطر لتحمل فاتورة مكابرة قيادته وأخطائها السياسية، وغير ذلك مما لا ذنب له فيه. The post قطر .. والذكرى تنفع المؤمنين appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية