كتب - حبيب الصايغ: تابعت "الخليج" تصريحات صحفية منسوبة لكل من وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك مؤداها أن القمة العربية في الكويت، عبر تمثيل خليجي رفيع، وبحضور أمير قطر تميم بن حمد، ستشهد "تنقية الأجواء" . وقال محللون خليجيون ل"الخليج" إن هذه التصريحات صادرة عن نية طيبة، وعن رغبة دولة الكويت الحقيقية في نجاح القمة من جهة، وفي التصدي للخلافات الخليجية والعربية من جهة ثانية، وهي تعكس أيضاً موقع الكويت كبلد يلعب دوراً إيجابياً في الوساطات العربية، لكننا نرى، والكلام لمجموعة المحللين الذين سألتهم "الخليج"، أن هذه التصريحات في مجملها لا تعكس الحالة الحقيقية للوضع الراهن، فمن المستبعد جداً أن يكون حل الخلافات الخليجية على هامش قمة عربية، وقمة الكويت القريبة لن تشهد أي انفراج في أزمة قطر مع جيرانها . وقالوا إن عدم مناقشة هموم وخلافات البيت الخليجي في القمم العربية مما تسنده التجارب السابقة، حيث لم يتكرر مثل هذا السيناريو من قبل، والخلاف المستجد الناتج عن طبيعة السياسة القطرية وتوجهها لا يمكن حله من خلال جلسة "تطييب خواطر" . وأكدوا أن المطلوب أكثر من ذلك، وهو تغير جذري في السياسة القطرية التي اتخذت على مدى 18 عاماً منحى يشرع لها أن تتدخل في العديد من القضايا العربية الداخلية، ولم تواجه بتعنيف وموقف إلا عندما اقتربت من محاذير الأمن الخليجي، وليس أمام قطر إلا مراجعة توجهها وسياستها والتزامها بإيجاد حل، لكن هذا الحل لن يكون في القمة العربية الحالية قطعاً . ورأى المحللون أنه لا توجد أية إشارات على كون القمة العربية في الكويت قمة حل الخلاف الخليجي، فمن خلال متابعة النشاط الدبلوماسي الخليجي والعربي مؤخراً لم تكن هناك تحركات دبلوماسية مكثفة أو غير عادية تسبق القمة بهدف حل الخلاف، ما يبرز التساؤل مرة أخرى عن سر التفاؤل الكويتي الذي عبرت عنه تصريحات المسؤولين الكويتيين . وقالوا: من المعروف أن أمير الكويت صباح الأحمد كان في رحلة علاج إلى الولاياتالمتحدة، وبالتالي، فإن الواقع يشير إلى أنه لم تكن لديه فرصة لمتابعة ملف الوساطة المفترض لإنضاجه قبل القمة . إلى ذلك لم يكن هناك أي اتصال من أمير الكويت مع قادة الخليج، ولم تكن هنالك زيارات عدا زيارة يتيمة قام بها وزير الخارجية القطري خالد العطية إلى الكويت لم يتبعها أي اتصال وزيارة من وزير الخارجية الكويتي، ما يستنتج معه بالضرورة استبعاد مناقشة أزمة قطر مع جيرانها في القمة العربية في الكويت، مع الاحترام الكامل لرغبة المسؤولين الكويتيين الصادرة عن صدقهم وإخلاصهم، ومع التأكيد على أن أزمة قطر غير مدرجة على جدول القمة أصلاً . الخليج الامارتية