كتبت - رشا عرفه: حذر عدد من علماء الدين الزوجين من التجسس على بعضهما البعض والاطلاع على الأسرار الخاصة، قائلين إنه لا يجوز للزوجة متابعة زوجها بطريقة "بوليسية" من خلال تفتيش الهاتف أو الاطلاع على الرسائل الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" والبريد الإلكتروني دون علمه، كما لا يجوز ذلك للزوج أيضًا، محذرين من أن مثل هذه التصرفات تنعكس سلبًا على الحياة الزوجية. وأرجعوا السبب وراء قيام أحد الزوجين بهذا التصرف إلى الشك وغياب الثقة وضعف الوازع الديني، مؤكدين أن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على الثقة والشفافية والاحترام والإخلاص والتواضع والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بينما أكد عدد من المواطنين والمقيمين ل الراية أن قيام البعض بهذه التصرفات قد يكون سببه غياب الثقة بين طرفي العلاقة الزوجية، أو الاعتقاد بأنه لا توجد خصوصية بين الأزواج، أو بهدف الاطمئنان بعد أن أصبحت هذه الوسائل موضع شك، بسبب ما تسببه من مشاكل قد تصل إلى الخيانة الزوجية. انتهاك للخصوصية في البداية أكدت نور راشد ضرورة أن تقوم العلاقة الزوجية على الاحترام المتبادل بين الزوجين، والثقة المتبادلة. وقالت: هناك بعض الأزواج يتطفلون على هواتف زوجاتهم أو على بريدهن الإلكتروني ورسائلهن الخاصة على الفيسبوك وتويتر بدعوى أن من حقه معرفة كل شيء عنها، وهو ما يسبب لها الضيق، ويعطيها إحساسًا بأنها في موقع الاتهام، كما أن هذا التصرف يُعد انتهاكًا لخصوصيتها، وهو ما ترفضه المرأة، مشيرة إلى أن الأمر ليس حكرًا على الزوج فقط بل هناك بعض الزوجات يقمن بمثل هذه التصرفات، وهو ما يتسبب في اندلاع الكثير من المشاكل بينهما، مبينة أن الزوج لا يحق له الاطلاع على الحوارات التي تدور بين زوجته وصديقاتها أو أحد من عائلتها وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة. ومن جانبها، قالت أم سعود: زوجي يطلع على كل ما يخصني سواء على رسائل الجوال أو بريدي الإلكتروني أو على رسائلي عبر تويتر والفيسبوك بدافع الاطمئنان علي ولا أرى في ذلك مشكلة، لأنني ليس عندي ما أخفيه، ولا يوجد خصوصية بين الأزواج، لكني في المقابل لن أستطيع القيام بذلك معه، وفي حالة إن طلبت منه الاطلاع على رسائله لا يمانع أبدًا. وأكدت ضرورة أن تبنى العلاقة الزوجية على الثقة والاحترام المتبادل والصراحة، مشيرة إلى أن الزوج إذا أراد الخيانة فلن تمنعه زوجته ولن تستطيع معرفة شيء عنه، فعليها التوكل على الله وألا تزرع الشك بينها وبين زوجها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من العلاقات الزوجية التي انهارت بسبب تجسس الزوجة على زوجها. طرق متعددة ومن جانبه، اعتبر أحمد سالم قيام أي من الزوجين بالتجسس على رسائل الآخر تعديًا على خصوصيته، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من طريقة تستطيع بها الزوجة أو الزوج التأكد من حسن سلوك الزوجة أو الزوج إذا شعرا بتغير في المعاملة، أو صدور بعض التصرفات المشينة، على أن تكون المصارحة الخطوة الأولى والتي يكون الهدف منها النصيحة وليس الفضيحة، مرجعًا السبب وراء قيام البعض بهذه التصرفات الى الشك، مبينًا أن هناك الكثير من الأزواج الذين لا يعتبرون ذلك تجسسًا، فالزوجة ملك لهم ومن واجبهم الحفاظ عليها. ومن جانبه رأى أحمد عباس أنه لا يوجد مشكلة في اطلاع الزوج على رسائل زوجته أو العكس، فليس هناك خصوصية بين الأزواج، ومن يمانع يكون لديه ما يخفيه وهو ما يؤكد شك الزوجة أو الزوج. وتابع: مع ظهور هذه الوسائل أصبحنا نسمع كل يوم العديد من المصائب، وقيامي بذلك أو قيام زوجتي به هدفه الاطمئنان وليس الشك، والنصيحة وليس الفضيحة. المصارحة مطلوبة وعن حكم قيام الأزواج بالتجسس على رسائل بعضهما البعض، قال الشيخ صادق محمد سليم، من مكتب الفتوى بإدارة الدعوو والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية : كل أنواع التجسس لا تجوز، سواء أكان تجسسًا على هاتف أي من الأزواج، أو على حساباته عبر "الفيسبوك" "وتويتر"، أو على بريده الإلكتروني، كما أن سوء الظن ممنوع لقول الله تعالى:"يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم".. مبينًا أن تجسس الزوج على الزوجة أو العكس يعد سوء ظن، وأن من يتتبع خفايا الأمور لا ينجو من الشر.. وطالب الزوجة بمصارحة زوجها إذا لاحظت تغيرًا ما في معاملته لها وكذلك الزوج بدلاً من التجسس عليه، والتوكل على الله. وتابع قائلاً: كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أهله ليلاً عندما يرجع من السفر، فالأدب النبوي اقتضى ألا يدخل الرجل على أهله ليلاً عندما يعود من السفر، وذلك حتى لا يشاهد الرجل في بيته ما يكره، وتقديرًا للخصوصيات. ونصح سليم الزوجة بالإخلاص والطاعة لزوجها، مشيرًا الى أن رسول الله قال في أحد الأحاديث الشريفة إنه لو كان آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها، ولكن الله حرم السجود إلا له، وهذا تأكيد على عظم حق الزوج على زوجته، فلا يباح لأحد أن ينظر لها أو يلمسها إلا زوجها وكذلك الزوج فلا يجوز له ملامسة أحد أو النظر إليه إلا زوجته، وعلى الاثنين التمسك بسنة رسول الله ، ويكون كل مع صاحبه في قمة التواضع والإخلاص والعفة والمجاملة والإخلاص. من جانبه، قال الشيخ أحمد البوعينين: إنه لا يجوز أن تتجسس الزوجة على رسائل زوجها، والعكس بالعكس، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الخاصة بتويتر والفيسبوك.. مشيرًا إلى أن الدافع وراء قيام أي منهما بهذا التصرف المرفوض يرجع الى الشك وسوء الظن مؤكدًا أن وجود الشك بين الزوجين يضر بالحياة الزوجية، وأن قيام أحدهما بهذا الفعل يُعد انتهاكًا لخصوصية الآخر. وأوضح البوعينين أن قيام أي من الزوجين بهذا التصرف بدعوى ملاحظته تغيرًا في معاملة الآخر، أو قيامه ببعض التصرفات التي تثير الريبة لا يصح، وأن الواجب عليهما المصارحة بغرض الدعوة والنصح، والحرص على بناء حياتهما الزوجية على الاحترام والشفافية والحب، حتى تستمر الحياة الزوجية ويعم الاستقرار والطمأنينة على أفرادها. وتابع قائلاً : في حالة أن قامت الزوجة بالاستئذان من زوجها للإطلاع على جواله أو رسائله وأذن لها فلا مانع في ذلك، وشدد على ضرورة عدم قيام أي منهما بالتجسس على جوال الآخر دون علمه. احترام الخصوصيات.. واجب ومن جهته أكد الشيخ نوار السادات بزعي، من مكتب الفتوى بإدارة الدعوة والإرشاد الديني، ضرورة احترام الخصوصية بين الأزواج وبين أن قول البعض إنه لا خصوصية بين الأزواج قول خطأ، فكل منهما له خصوصيته التي يجب أن تُحترم، مشيرًا الى أن قيام الزوجة بالتجسس على جوال الزوج والعكس أمر مرفوض، مرجعًا سبب قيام البعض بهذه التصرفات الى غياب الثقة بين الزوجين، فقد تسمع الزوجة من إحدى صديقاتها أن زوجها خانها، أو تقرأ مقالًا في الجريدة عن خيانة الأزواج، أو تلمس تغيرًا في معاملة الزوج لها، أو العكس، كل هذه الأمور تدفع أيًا من الطرفين للتجسس على رسائل الآخر، وضعف الوازع الديني لدى من يقوم بهذه التصرفات، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات لها انعكاساتها السلبية على الحياة الزوجية وعلى العلاقات الأسرية، فقد يبعث أحد أصدقاء الزوج رسالة مزح تفهمها الزوجة بشكل خطأ وهو ما يسبب المشاكل، وقد يكون هناك علاقة غير طيبة بين أهل الزوج والزوجة، وترسل الأم أو الأخت رسالة الى ابنها تتطرق فيها بشكل ما للحديث عن الزوجة وهو ما يشعل نار الخلافات الزوجية ويزيد من الخلافات بين الزوجة وأسرة الزوج. وتابع: قد يخطئ الزوج أحيانًا ومن ثم يكتشف خطأه ويتوب عنه، وقد ستره الله، وما ستره الله لا يجب فضحه، أما في حالة علم الزوجة فلن تقبل وقد ينتج عن ذلك هدم للحياة الزوجية. ونصح الزوجة بالتوكل على الله وعدم زرع الشك بينها وبين زوجها والعكس، مشيرًا إلى أن الزوجة إذا استأذنت من زوجها وسمح لها بالإطلاع على رسائله، فله الحرية في ذلك. جريدة الراية القطرية