الثقة هي أساس التوازن في العلاقة الزوجية التي إن اختلت انهارت هذه المؤسسة الأسرية، والثقة تبدأ من خلق مساحة من الحرية، لكلا الطرفين واحترامها كلبنة ثابتة لتشييد هذه المؤسسة. لكن مع ضعف الوعي لدى البعض وانتشار المواقع الاجتماعية والهواتف الذكية، التي فتحت باب الفضول لدى بعض الأزواج في معرفة ما يقوم به الشريك الآخر، مما يؤدي إلى انعدام الثقة ولجوء أحد الطرفين لتفتيش هاتف الآخر أو «الصندوق الأسود»، كما يحلو للبعض تسميته، لأنه في نظرهم يحتوي على معظم الأسرار، إن لم تكن كلها. وتفشي مثل هذه الظاهرة بين الأزواج، من شأنه أن يهدم عش الزوجية ويشوش على الطرفين بسبب شك قاتل يراود الطرف الآخر، ووفقاً لما ورد من ردود على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الاتحاد»، يبقى السؤال، لماذا يلجأ كلا الزوجين لتفتيش الهاتف وهو يعلم أن به بعض الخصوصيات؟ إذا كانت الغيرة هي الدافع لهذا، فقد يجد ما لا يسره؟ وإذا كان الدافع الشك فسيتعلق بما وجد وسيجعله سبب خلاف. ولم يخالف أحد من علماء المسلمين في أن الشك أو سوء الظن لا يعتبر مسوغاً لتجسس الزوج على زوجته أو العكس؟ لأن ذلك اعتداء على الحرية الشخصية التي كفلها الإسلام لكل إنسان. وأكد رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عجيل النشمي أنه «لا يجوز للزوجة ولا يجوز للزوج أن يتجسسا، أي يطلع أحدهما على رسائل الآخر بأي وسيلة كانت، ما لم يستأذن صاحب الرسائل». وأكدت بعض الدراسات الاجتماعية أن حصول كثير من حالات الطلاق تكون بسبب تفتيش الزوجة هاتف زوجها المحمول أو العكس، مشيرة إلى أن انشغال بعض المتزوجين بمواقع التواصل الاجتماعي، كان أحد الأسباب في انتشار الطلاق. ... المزيد