اتسق «إعلان الكويت» أمس مع التوقعات المتشائمة التي سبقت انطلاق القمة العربية العادية ال25، إذ لم تحدث مصالحات بين الأطراف العربية، كما أخفقت المداولات في توحيد الرؤى حيال الكارثة السورية، وبرز في الإعلان تأكيد سيادة الإمارات على جزرها المحتلة الثلاث ورفض الاعتراف بيهودية إسرائيل. وترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة المشارك في القمة التي اختتمت أمس. وتعهد القادة العرب بإيحاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي، ووضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار المثمر والبناء وإنهاء مظاهر الخلاف كافة عبر المصارحة والشفافية. وشدد الإعلان على الالتزام بتوفير الدعم والمساندة للدول الشقيقة التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من أجل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية وتوفير العون المادي والفني لها بما يمكنها من إنجاز المرحلة الانتقالية على نحو آمن. وأكد القادة حرصهم الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي والسعي إلى زيادة الرفاه الاجتماعي في المجتمعات العربية. وجدد القادة التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للأمة العربية، والعمل على بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من يونيو، وذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، خصوصاً القرارات 242 و338 و1397 في إطار مبادرة السلام العربية وقرارات القمة العربية ذات الصلة وبيانات وقرارات الاتحاد الأوروبي وعلى نحو خاص بيان بروكسل التي تؤكد جميعها حل الدولتين وإرساء السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. وعبر الإعلان عن الدعم والمساندة الحازمة لمطالب سوريا العادلة في حقها في استعادة أراضي الجولان العربي السوري المحتلة كاملة إلى خط الرابع من يونيو1967. وأبدى القادة التضامن الكامل مع الجمهورية اللبنانية وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لها بما يحافظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه ودعم موقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 القائم على القرارين رقم 425 ورقم 426 ووضع حد نهائي للانتهاكات الإسرائيلية لأراضيه، وتثمين الدور الوطني للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في صون الاستقرار والسلم الأهلي. وأعرب القادة عن مساندتهم للشعب السوري، والتأكيد التام لمطالبه المشروعة في حقه في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وبناء نظام دولة تتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته دون إقصاء أو تمييز بسبب العرق أو الدين أو الطائفة، إضافة إلى تأكيد الدعم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وطالب الإعلان النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح. ودعا إلى إيجاد حل سياسي للازمة السورية وفقاً لبيان «جنيف 1» الذي يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالح الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها الوطني، ودعوة المجتمع الدولي إلى الإسهام بفاعلية وعلى نحو عملي لتحقيق الحل السلمي للأزمة السورية ووضع حد نهائي للحرب والاقتتال. وثمن القادة جهود الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ومبادرته لتقديم العون الإنساني للاجئين والنازحين السوريين وتخفيف معاناتهم. وأشار القادة إلى تضامنهم مع الدولة الليبية ومساندة جهودها في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها ورفض النيل من استقرارها ووحدة أراضيها. ورحب الإعلان بنتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الجمهورية اليمنية، مؤكداً الدعم الكامل لوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، ومساندة القيادة السياسية اليمنية في جهودها الخاصة بالتصدي لأعمال العنف أو الإضرار باستقرار وأمن ووحده اليمن، إضافة إلى دعم اليمن في حربها على الإرهاب. كما جدد القادة موقفهم الثابت إزاء سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وتأييد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها عليها، ودعوة إيران إلى الاستجابة لمبادرة الإمارات بإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث عبر المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. ولفت البيان إلى تضامن القادة الكامل مع السودان ودعم سيادته الوطنية واستقلاله ووحدة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ومساندة الحكومة السودانية في جهودها لتنفيذ كل الاتفاقات المبرمة مع جنوب السودان، والترحيب بتوقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة في السادس من أبريل 2013. ونوه الإعلان بالتحسن المضطرد في عملية الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده الصومال، وأبدى حرصه على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، مرحبا بالاتفاق الموقع بين جمهورية جيبوتي ودولة إريتريا تحت رعاية قطر. وعبر القادة عن الإيمان الراسخ بالعيش المشترك مع دول الجوار العربي، وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي على أسس حسن الجوار والتعاون البناء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار الجاد واعمال مبادئ القانون الدولي ومبادئ الأممالمتحدة ذات الصلة باستقلال الدول وسيادتها الوطنية ووحدتها الترابية. وتطرق الإعلان إلى الموقف الثابت من إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، داعياً إلى تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الأوسط، كما عبر القادة عن رفضهم المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي، وإدانة الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك ورفض محاولات الاحتلال الإسرائيلي انتزاع الولاية الأردنية الهاشمية عنه. وذكّر الإعلان بضرورة إلزام إسرائيل بتوقيع معاهدة انتشار الأسلحة النووية والعمل على تفكيك ترسانتها من الأسلحة النووية، مرحباً بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة (5+1) مع إيران 2013 باعتباره خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني، داعياً إلى التنفيذ الدقيق والكامل لهذا الاتفاق بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأدان البيان الإرهاب بجميع أشكاله وصوره وتجلياته وأياً كان مصدره، واعتبره عملاً إجرامياً أياً كانت دوافعه ومبرراته، داعياً إلى العمل الجاد والحثيث على مقاومة الإرهاب واقتلاع جذوره ومنابعه الفكرية والمادية. وأعلن القادة العرب رفضهم أشكال الابتزاز كافة من قبل الجماعات الإرهابية سواء بالتهديد أو قتل الرهائن أو طلب فدية لتمويل جرائمها الإرهابية، مطالبين بوقف كل أشكال النشر أو الترويج الإعلامي للأفكار الإرهابية أو التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الأديان والمعتقدات. ووعد القادة بالعمل على ضمان واستدامة النمو الاقتصادي وتنويع مصادره بما يحقق التقدم المضطرد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل، وتوسيع مشاركة المرأة في القوة العاملة، مطالبين الجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية إلى الارتقاء بالمؤسسة التعليمية بأسرها على نحو عاجل. وحض الإعلان على متابعة الإصلاح المؤسسي والهيكلي لمنظومة العمل العربي المشترك، وتجديد نظمها، وتفعيل آلياتها وتطوير تشريعاتها وقوانينها بما يكفل لها الإسهام بفاعلية وكفاءة في تحقيق النهضة العربية الشاملة. كما دعا إلى تطوير آلية مجلس الجامعة على مستوى القمة لتشمل عقد قمم عربية نوعية تعنى بالقضايا ذات الأولية الملحة في تطوير الدول العربية والتي تسهم في تقدمها والارتقاء بمستوى الرفاه الإنساني للمواطنين العرب وتكريس أعمالها لمناقشة هذه القضايا وبحثها ووضع الحلول الناجعة لها خاصة في مجالات التعليم والثقافة والصحة وقضايا المرأة والشباب والطفولة وحقوق الإنسان. The post تأكيد سيادة الإمارات على جزرها المحتلة وعجز أمام الكارثة السورية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية