قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية زار سرًا عدة دول أوروبية للتنسيق معها بشأن الأسلحة الكيماوية السورية وخطر وصولها لحزب اللهالناصرة 'القدس العربي' كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية في عددها الصادر الجمعة النقاب عن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) الجنرال أفيف كوخافي عاد الأسبوع الماضي من زيارة سرية قام بها لعدد من الدول الأوروبية، وأجرى خلالها مداولات مع نظرائه في هذه الدول تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في سورية، وبحسب المصادر الأمنية التي اعتمدت عليها الصحيفة العبرية، فإن المحادثات تمركزت حول احتمال انتقال السلاح الكيماوي الموجود في حيازة النظام الحاكم في سورية إلى ما أسمتها المصادر بالتنظيمات الإرهابية. وساقت الصحيفة قائلةً إنه وعلى ما يبدو، فإن هذه المداولات، بين الجنرال كوخافي ونظرائه من أوروبا، تناولت على نحو خاص السبل الكفيلة بمنع انتقال السلاح الكيماوي السوري إلى يد منظمات إرهابية، وخصوصًا في ضوء كون سورية تملك أكبر ترسانة لهذا السلاح في العالم، كما صرح أكثر من مرة وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، كما يشار إلى أن الوزير باراك صرح في تموز (يوليو) الماضي بأن تل أبيب مستعدة لتدخل عسكري محتمل في سورية في حال أقدم نظام الأسد على تسليم صواريخ أو أسلحة كيماوية لحزب الله اللبناني. ولفتت المصادر عينها إلى أنه بات معروفًا للجميع بأن أكثر ما يقض مضاجع المستويين السياسي والأمني في الدولة العبرية هو أنْ ينتقل هذا السلاح إلى يد منظمة حزب الله في لبنان، الذي يملك صواريخ طويلة المدى زودته بها سورية، وعندها يمكن أن يحمل عليها مواد كيماوية ويقوم بإطلاقها على مراكز المدن في وسط إسرائيل، كما قالت المصادر عينها، وأوضحت المصادر الأمنية في تل أبيب أيضا أنه بناءً على ذلك، قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة بتوثيق اتصالاتها مع أجهزة الاستخبارات في كل من الولاياتالمتحدة والقارة العجوز، لافتةً في السياق ذاته إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو كان قد حذر الأسبوع الماضي من أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين إزاء أي عملية نقل سلاح كيماوي من سورية إلى حزب الله. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة 'صندي تايمز' البريطانية في مطلع الأسبوع الحالي نبأ يفيد بأن قوات خاصة من إسرائيل بدأت عمليات بحث داخل الأراضي السورية عن الأماكن الجديدة التي تم تخزين السلاح الكيماوي فيها، ونقلت عن مصدر رفيع المستوى في القدس قوله إن إسرائيل تلقت مؤخراً معلومات تؤكد أنه تم نقل هذا السلاح إلى أماكن تخزين جديدة. ولكن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الشؤون الإستراتيجية، الجنرال ف الاحتياط، موشيه بوغي يعالون، نفى في حديث خاص أدلى به للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي صحة هذا النبأ، واتهم الصحيفة البريطانية بأنها تنشر بشكل منهجي أخبارًا بعيدة جدًا عن الحقيقة، على حد تعبيره. وبحسب التقارير في الإعلام الغربي فقد بدأت إسرائيل تلوح باحتمال تدخلها عسكريًا في سورية، ولو منفردة، من خلال توجيه ضربة استباقية محتملة ضد حزب الله اللبناني بدعوى احتمال حصوله على أسلحة سورية متطورة في حال سقوط النظام السوري، بما في ذلك أسلحة كيماوية وصواريخ باليستية. وبحسب مصادر عسكرية واستخباراتية غربية فإن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه القوات هي قصر الفترة التي يستغرقها نقل هذا السلاح من سورية إلى لبنان. وتشير تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن عملية نقل السلاح الكيماوي السوري تستغرق أقل من ساعتين منذ لحظة بداية نقله وحتى وصوله إلى منطقة البقاع، شرق لبنان. وتابعت التقارير التي يقتبسها الإعلام العبري في إسرائيل قائلةً إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترى ودول غربية أنه لا بد من احتواء السلاح الكيماوي في سورية قبل انتقاله إلى الحدود اللبنانية، لذلك تكررت التحذيرات الغربية في الأيام الأخيرة، مما يشير إلى احتمال وقوع مواجهة مسلحة قد يكون حزب الله غير راغب فيها أو مستعد لها في حال سقط النظام في دمشق، وخسر الحزب بالتالي عمقه الجغرافي وحليفة الاستراتيجي، على حد قول المصادر الغربية. وكان رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، قد قال لموقع (WALLA) الإسرائيلي الإخباري إن سورية تمتلك كميات كبيرة جدا من الأسلحة الكيماوية، وكلما ازداد الخطر على سقوط نظام الرئيس الأسد، فإنه ستزداد الاحتمالات بأن يتم نقل هذه الأسلحة إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة في سورية، والى منظمة حزب الله اللبنانية، مع ذلك أضاف غلعاد في معرض رده على سؤال إن مخازن الأسلحة الكيماوية السورية تقع تحت سيطرة النظام الحاكم في دمشق وأن العديد من الًوات في العالم تُهدد الأسد بعدم اللجوء إلى استعمال هذه الأسلحة الفتاكة، مضيفًا في السياق ذاته، أنه يتحتم على إسرائيل مراقبة ومواكبة هذه القضية الخطيرة، وهي فعلاً تقوم بذلك، علاوة على ذلك، قال الجنرال غلعاد، إن قضية الأسلحة الكيماوية السورية باتت قضية دولية، وبالتالي، فإنه حتى إذا فكر السوريون باستخدام هذه الأسلحة، في الوقت الذي حر فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما النظام السوري علنا، وأعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن معارضة بلاده القاطعة لاستخدام هذه الأسلحة من قبل نظام الأسد، فإن رد العالم في حال استخدامه سيكون حاسمًا، على حد تعبيره، وخلص إلى القول إن الدولة العبرية يجب أنْ تبقى في حال تأهب.