كجزء من الصفقة لتليين موقف إسرائيل من المفاوضات وموافقتها على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، تتجهز واشنطن للإفراج عن الجاسوس جوناثان بولارد. نصر المجالي: كشفت مصادر مقربة من المفاوضات أنه من الممكن الافراج عن جاسوس لإسرائيل يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة وعدد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، في إطار صفقة يجري إبرامها لانقاذ محادثات السلام في الشرق الأوسط. وسارع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالعودة للشرق الأوسط يوم الاثنين في محاولة لإنقاذ محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة ربما بالإفراج عن بولارد، الجاسوس الذي عمل لحساب إسرائيل في الثمانينات الفائتة، وهو مسجون حاليًا في الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أميركي إن الافراج عن بولارد الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لحساب اسرائيل أمر "مطروح" كعنصر محتمل في اتفاق للسلام في الشرق الاوسط كحافز لإسرائيل. دفعة أسرى فلسطينية ومقابل الإفراج عن بولارد، ستمضي إسرائيل قدمًا في تعهداتها بالافراج عن مجموعة رابعة من الفلسطينيين من بين 104 سجناء وعدت بالإفراج عنهم في إطار الصفقة التي أدت لإحياء عملية السلام في يوليو/ تموز الماضي. وقالت المصادر إنه سيجري الإفراج عن مجموعة أخرى من السجناء الفلسطينيين، وسيجري مد محادثات السلام لما بعد الموعد النهائي المحدد لها، وهو 29 أبريل نيسان. ما بعد إبريل نيسان، سيتم الإفراج عن بولارد، وذلك قبل عطلة عيد الفصح اليهودي التي تبدأ بعد أسبوعين. ولطالما ناشد رؤساء وزراء إسرائيل الرؤساء الأميركيين الإفراج عن بولارد الذي يبلغ الآن 59 عامًا. وقال نتنياهو إنه أثار قضية بولارد في اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما في الثالث من مارس آذار. ويعتقد كثير من الإسرائيليين أن بولارد وهو يهودي أميركي منح الجنسية الإسرائيلية في التسعينات، صدرت بحقه عقوبة لا تتناسب مع جرمه. وقد ظل في السجن فترة أكثر من بقية الجواسيس الذين أدينوا في الولاياتالمتحدة، ومن المنتظر أن يصير مؤهلاً لصدور أمر مشروط بإطلاق سراحه العام المقبل. وكانت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية نفت تقارير الأسبوع الماضي عن أن بولارد، قد يتم الإفراج عنه، ولكنها أصدرت يوم الاثنين ردًا أقل تأكيداً لدى سؤالها عن احتمالات الإفراج عنه. وقالت: "جوناثان بولارد أدين بالتجسس وهو يقضي عقوبته. وليس لديّ أي جديد لكم عن وضعه." ومن جهته، أعطى جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض ردًا شبه مطابق على سؤال الصحافيين بشأن احتمال عرض الإفراج عن بولارد كحافز لإسرائيل. معارضة المخابرات ولطالما عارضت أجهزة المخابرات الأميركية أي إفراج عن بولارد الذي أقر بذنبه عام 1987 في تهم التجسس لصالح إسرائيل. وعقد كيري الذي وصل إلى إسرائيل قادماً من باريس محادثات استمرت ساعتين في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية إنه بسبب الوقت المتأخر لن يجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة كما كان مزمعاً يوم الاثنين. لكن كيري سيلتقي مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية في القدس. وبدا أن تركيز مهمة كيري انتقل من التوصل إلى اتفاق إطار بحلول 29 من إبريل/ نيسان بما في ذلك المبادئ العامة لاتفاق سلام نهائي إلى مجرد إبقاء الجانبين في حالة حوار بعد ذلك الموعد الذي تحدد في ما مضى وتهيئة الظروف التي تكفل تحقيق ذلك. ايلاف