عمدت روسيا أمس الى زيادة الضغط على أوكرانيا عبر زيادة سعر الغاز بأكثر من الثلث، وحذرت كييف من الانضمام الى حلف شمال الأطلسي "الناتو" فيما شكك الحلف في انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، واعلن عن وقف تعاونه العسكري مع موسكو، لكنه أكد مجدداً دعمه لكييف التي تواجه ضغوطا اقتصادية جديدة من جانب موسكو . وواصلت روسيا من جهة أخرى استخدام السلاح الاقتصادي لثني أوكرانيا . وأعلن رئيس مجموعة غازبروم الروسية اليكسي ميلر أمس أن مجموعته أوقفت العمل بالتخفيض المعتمد في سعر الغاز الذي تبيعه لأوكرانيا ما يرفع السعر الى 5 .385 دولار لكل الف متر مكعب بزيادة بأكثر من الثلث . وقال ميلر في بيان "طبقاً للعقد الساري بشأن تسليم الغاز، فإن سعره لأوكرانيا سيصل في الفصل الثاني الى 5 .385 دولار، مضيفاً أن التخفيض الذي منحته المجموعة في ديسمبر/ كانون الأول لم يعد سارياً . وحذرت روسياأوكرانيا من الانضمام إلى حلف الأطلسي لافتة إلى أن محاولات كييف السابقة للاقتراب من الحلف الدفاعي كان لها عواقب غير مرحب بها . وقالت وزارة الخارجية الروسية ان المحاولات السابقة "أدت الى تجميد الاتصالات السياسية الروسية الأوكرانية وتسببت في صداع لحلف شمال الأطلسي وروسيا واحداث انقسام في المجتمع الأوكراني ." ووافق مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي بالإجماع، امس، على إلغاء الاتفاقيات الروسية - الأوكرانية الخاصة بمرابطة أسطول البحر الأسود الروسي في أراضي أوكرانيا، وذلك بعد انضمام جمهورية القرم، حيث يقع مقر الأسطول، إلى قوام روسيا . ورفضت بعثة روسيا في الأممالمتحدة اجتماعاً نظمته ليتوانيا في الأممالمتحدة بشأن القرم لأن هذه المنطقة أصبحت الآن أرضاً روسية ولم تعد قضية على جدول أعمال مجلس الأمن . وقالت البعثة في بيان إلى الوفود الأخرى في الأممالمتحدة "ترى البعثة الدائمة للاتحاد الروسي قيام عضو في مجلس الأمن بتنظيم اجتماع وفق صيغة آريا بشأن حقوق الإنسان وحرية الإعلام في القرم بالاتحاد الروسي أمرا غير مناسب" . وخلال زيارته الى طاجيكستان أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن روسيا لا تشكل تهديداً على جارتها الأوكرانية . وقال إن "التهديد الذي يمس بنية الدولة في أوكرانيا يأتي من الأزمة السياسية والاقتصادية العميقة، وليس من روسيا" . وأضاف "لا نرى مخرجاً إلا بالتوصل الى حل سياسي يأخذ بالاعتبار مصالح وحقوق الشعب الأوكراني كافة" . ووعد الرئيس الروسي بوتين امس، بخطوات لدعم تتار القرم مثل اعادة الاعتبار لهذا الشعب الذي قمعه ستالين والذي ابدى معارضته لإلحاق منطقته بروسيا . كما وعد بوتين "ببنى تحتية اجتماعية -مدارس وحضانات أطفال . . ." لتتار القرم الذين يناهز عددهم 300 ألف نسمة . وعلى خط مواز، وافق البرلمان الأوكراني أمس، على إجراء مناورات مشتركة مع الحلف الأطلسي هذه السنة على الأراضي الأوكرانية وفي البحر الأسود والتي ستثير ردود فعل حادة من جانب موسكو . ونظم الحلف أمس في فيلنيوس تدريبات على المراقبة الجوية في دول البلطيق المتخوفة جراء الأزمة الأوكرانية وستشارك فيها طائرات سويدية وأمريكية . وصوت البرلمان أمس بالإجماع على نزع سلاح كافة المجموعات شبه العسكرية التي شاركت في الاحتجاجات المطالبة بالتقرب من أوروبا ولا تزال تسيطر على وسط كييف، غداة تبادل اطلاق نار تسبب به أحد عناصر حركة برافي سيكتور القومية في كييف . من جهة أخرى، أعلن حلف شمال الاطلسي وأوكرانيا في بيان مشترك عقب اجتماع وزاري في بروكسل، انهما سيكثفان التعاون وسيعززان الاصلاحات الدفاعية في أوكرانيا، من خلال التدريب وبرامج أخرى . وكان الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن قال في تصريح صحفي قبل الاجتماع "للأسف لا أستطيع ان أؤكد ان روسيا تسحب قواتها . لم نلاحظ ذلك" . وأكد راسموسن مجددا ان هذا "العدوان قلب تماما الوضع الأمني في أوروبا" . من جهتها، أكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس، انها لا تملك "سببا يدعوها الى الشك" في التأكيدات حول بدء انسحاب هذه القوات كما كان ابلغها الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . واضافت "هذا بالتأكيد ليس الخطوة الأخيرة الضرورية لأن تمركز القوات على الحدود الأوكرانية كبير جدا" . واستبعد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حل الأزمة الأوكرانية عسكريا . وعلى هامش اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال شتاينماير إن "مثل هذا الصراع لا يمكن حله عسكريا في الوقت الراهن" . وتابع الوزير الألماني حديثه قائلاً: "لذلك علينا مواصلة تركيز الجهود للإسهام في تخفيف حدة الصراع والتهدئة وذلك إلى جانب القرارات التي سيتم اتخاذها" . وطالب المجتمع الدولي بأن يعمل على "أن نوجد بين روسياوأوكرانيا اتصالا يسمح بإجراء محادثات سياسية" . وكان وزراء خارجية دول "مثلث فيمار" المؤلف من فرنسا والمانيا وبولندا قد عقدوا اجتماعا، امس قبل قمة بروكسل . إلى ذلك، يتوقع ان يصادق الكونغرس الامريكي من جهته على خطة مساعدة لأوكرانيا مرفقة بسلسلة عقوبات ضد روسيا . وتنص الخطة على ضمانات قروض بمليار دولار وكذلك على 50 مليون دولار لمساعدة الديموقراطية و100 مليون على مدى ثلاثة أعوام للتعاون في مجال الأمن . وتتضمن الخطة ايضا عقوبات جديدة ضد مواطنين روس وأوكرانيين مسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان او عن قضايا فساد في أوكرانيا . (وكالات) الخليج الامارتية