أحرق متظاهرون، أمس الأربعاء، في مدينة بن قردان (جنوب شرق) التونسية الحدودية مع ليبيا مقر المركزية النقابية القوية، احتجاجاً على ما اعتبروه عدم تأييدها لإضراب عام نفذه سكان المدينة الاثنين الماضي للمطالبة بإعادة فتح معبر حدودي رئيسي مغلق مع ليبيا . واقتحم عشرات من الشبان مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في المدينة وأخرجوا منه أثاثاً ووثائق وأحرقوها في الطريق . كما أحرقوا تجهيزات داخل المقر . وقال شهود إن الجناة هربوا عند قدوم الشرطة . وأعرب اتحاد الشغل في بيان عن "إدانته الشديدة لهذا الاعتداء المدبر" . وحذر من "خطورة هذا العمل الإجرامي على الوضع الأمني والاجتماعي" ودعا "كافة النقابيين للدفاع عن مقرّاتهم بكل الطرق" . كما طالب "بتتبع الاطراف التي تقف وراء هذا العمل الاجرامي" . واتهم الاتحاد قوات الأمن ب"التقصير" في حماية مقره "رغم التحذيرات المسبقة" من احتمال استهدافه، وطالب "بفتح تحقيق في هذا التقصير" . ولاحظ أن حرق مقره "جاء إثر التحريض عبر الشائعات المغرضة ضد الاتحاد" داعياً سكان بن قردان إلى "تسفيه الشائعات الكاذبة لاعداء الاتحاد" . وأعلن مساندته ل"مطالب أبناء بن قردان في التنمية والتشغيل والتوزيع العادل للثروة" . ولم يؤيد الاتحاد دعوات إلى إضراب عام أطلقها جزء من سكان بن قردان يطالبون بإعادة فتح معبر "راس الجدير" الحدودي مع ليبيا الذي تم غلقه منذ مارس/آذار الماضي . ويتم عبر هذا المعبر تهريب البنزين الليبي الرخيص وسلع أخرى من ليبيا إلى تونس وأيضا تهريب ونقل سلع تونسية مدعمة إلى ليبيا . ويعيش أغلب أهالي بن قردان التي لا تتوفر فيها مصانع أو مشاريع اقتصادية لتشغيل العاطلين، بشكل حصري على تهريب البنزين والتجارة غير الرسمية مع ليبيا . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية