أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية تمر بمرحلة «حساسة»، مقراً بوجود فجوات يجب سدها سريعاً. وفيما تسلمت الأممالمتحدة طلبات فلسطينية للانضمام إلى معاهدات واتفاقيات دولية، أكد الجانب الفلسطيني استعداداه للتفاوض على أساس كل تلك المرجعيات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن. وتفصيلاً، قال كيري في مؤتمر صحافي «الحوار مازال مفتوحاً. تحقق تقدم في تقريب وجهات النظر حول بعض المسائل التي ثارت خلال الأيام القليلة الماضية، لكن مازالت هناك فجوة، وهي فجوة يجب سدها وسدها سريعاً». وقال كيري إن محادثات السلام تمر بمرحلة «حساسة». وأضاف في تصريحات خلال زيارة للجزائر «نحثهم على إيجاد حل وسط، وهو أمر لازم للتحرك قدماً». وقال الوزير الأميركي «الشجار الجاري.. الخلاف.. ليس على القضية الجوهرية المتمثلة في اتفاق الوضع النهائي، بل على العملية التي تقود إليها». وفي نيويورك، تسلم المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، 13 خطاباً موقعاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للانضمام إلى معاهدات واتفاقيات دولية. كما سلم السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، نسخاً من تلك الرسائل إلى رئيسة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يقوم في الوقت الراهن بجولة أوروبية إفريقية. وفي مؤتمر صحافي في نيويورك، قال منصور، إن التوقيت يرتبط بعدم تنفيذ تفاهم تم التوصل إليه مع الجانب الإسرائيلي برعاية الولاياتالمتحدة للإفراج عن 104 معتقلين لدى إسرائيل، على أربع مراحل، مقابل تأجيل الانضمام إلى تلك المعاهدات. وأضاف منصور «كان من المفترض أن يفرج الجانب الإسرائيلي عن الدفعة الرابعة خلال الأيام القليلة الماضية من الشهر الماضي، وقد انتظر قيادتنا ثلاثة أيام لكن لم يفِ الجانب الإسرائيلي أو يحترم ما يتعلق به في الاتفاق، وبذلك ألغوا بنود الاتفاق، وبناء عليه وقع الرئيس تلك الطلبات ال15، ممارسين حقنا في هذا الإطار». وتشمل الطلبات خطابين موجهين لممثلي سويسرا وهولندا لدى السلطة الفلسطينية للانضمام إلى معاهدات جنيف الأربع، واتفاقية لاهاي المتعلقة بقوانين الحرب البرية وملحقاتها. وقال منصور إنه من المفترض أن تصبح عضوية فلسطين في تلك المعاهدات سارية في غضون 30 يوماً من تقديم طلبات الانضمام. ورداً على أسئلة الصحافيين حول سير المفاوضات وإمكانية الالتزام بالموعد المحدد بنهاية أبريل لإكمال التفاوض، قال منصور إن «الرئيس عباس أكد أننا مستعدون للاستمرار في التفاوض والحديث مع الأطراف المعنية، خصوصاً الولاياتالمتحدة حتى نهاية فترة تسعة الأشهر، أي نهاية الشهر الجاري، وسنقيم آنذاك المسائل المطروحة أمامنا التي على أساسها سنحدد الخطوات المقبلة». وأضاف «نحن من جانبنا مستعدون للاستمرار في التشاور والحديث والتفاوض، خصوصاً مع الولاياتالمتحدة الأميركية للوصول إلى الهدف المنشود، وهو إنهاء الاحتلال الذي وقع في يونيو عام 1967، واستقلال دولة فلسطين لتجسيد حل الدولتين على الأرض». وأكد منصور ضرورة الالتزام بالمرجعيات القانونية والدولية، مثل اتفاق مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وخطة السلام العربية وخارطة الطريق وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأضاف أن الجانب الفلسطيني مستعد للتفاوض على أساس كل تلك المرجعيات لإنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن. وفي غزة، طالبت حركة «حماس» أمس، السلطة بإطلاق سراح عناصرها المعتقلين لديها، ووقف حملات الاعتقال السياسي بالضفة. وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبوزهري، خلال مؤتمر صحافي، إن «حملة الاعتقالات السياسية التي تجرى في الضفة طالت 144 من قيادات وأبناء الحركة خلال شهر مارس، كان على رأسهم القيادي نزيه أبوعون». وأضاف أبوزهري أن «الاعتقالات السياسية التي تنفذها أجهزة السلطة تسمم أجواء المصالحة، وتفرغ أي دور وطني من مضمونه». وقال إن «حماس» لن تقبل أبداً بمنح «غطاء لأي حلول تهدف لتصفية القضية الفلسطينية». وأوضح أن تحقيق المصالحة يحتاج لإرادة وشراكة وطنية تقوم على استراتيجية واضحة. الامارات اليوم