إنها تلك المدينة الجنوبية المسالمة التي فتحت صدرها الحنون لكل القادمين إليها من مختلف بلدان العالم لاسيما أغلب الدول العربية التي اتخذت من العاصمة عدن نقطة انطلاق ثوراتهم وكفاحهم ضد الاستعمار والعبودية هاهي اليوم تستقبل الموت ونكران الجميل منذ حرب الاجتياح العسكري لشوارعها الهادئة من قبل جيش الاحتلال اليمني البغيض 7/7/1994م. هكذا أضحت ثغر الجنوب الباسم تعاني الأمرين عبث ودمار يمني شامل وصمت عربي ودولي جبان عدن وأهلها المسالمين والشرفاء يرتكب في حقهم أشنع المجازر والانتهاكات الحقوقية والإنسانية تارة عبر جنود صنعاء ورصاصاتهم المميتة وتارة آخرى تحت ذريعة القاعدة والإرهاب , كل هذا وماسبق يجري بدراما تمثيلية أبطالها قادة صنعاء أُمراء الحرب والإعدام أبان تكبيرهم على شعب الجنوب من ميدان السبعين في ال(27) من ابريل 1994م. وهاهو شعب الجنوب وبالذات أهالي العاصمة عدن اليوم وفي هذا الشهر كالعادة منذ عشرون عاماً يستقبلون طرود الموت والدم القادمة من صنعاء والجمهورية اليمنية بشكل عام الا يكفيهم عبث ودمار بحق وطن وشعب فرش لهم ورود وساندهم في الماضي القريب من نيل حريتهم وانعتاقهم من عبودية الإمامة.. منذو الاجتياح البربري وعدن تعاني موت سريري لا خدمات لا تعليم لا بناء تحتية طرقات مزدحمة ومجاري وقمامة تغطي شوارعها وأزقتها الجميلة غيروا رائحة البخور العدني الأصيل الذي كان يغطي برائحته الزكية أجواء عدن واستبدلوها برائحة الدم والأوساخ الذي استجلبوه هدية ميلاد وحدتهم المشؤمة لهذه المدينة الحالمة على طبق من الدمار والحقد الدفين الذي أظهروه بكل وقاحة وازدراء بعد اجتياحهم بالدبابات والمصفحات العاصمة عدن وكل مناطق الجنوب المحتل؛ انها عدن اليوم ومنذ عشرون عاماً تموت في اليوم ألف مرة جراء سلوكيات ثقافة سبئية دخيلة غيرت مسارها المدني والحضاري وأضحت بنظر القادمون من صنعاء كأنها قرية يتحصن بها مشائخ حاشد أو بكيل ثقافة أحمرية يمنية تفتك بعاصمة وطن يرضخ تحت قوة الحديد والنار الذي أرسا مبادئه ساسة الغزو والاحتلال اليمني بحق الجنوب ارضاً وأنساناً .. أرحلوا ايها الغزاة الا يكفيكم عبث ودمار وصب جام غضبكم وحقدكم القبلي المتخلف بحق ثغر الجنوب وعروسة البحار وملتقى العالم عدن الجريحة. حياة عدن