تعاني فتاة بريطانية تدعى ستاسي كومرفورد تبلغ من العمر 15 عاماً من مرض نادر يطلق عليه "متلازمة كلاين- ليفين"، ويرغمها هذا المرض على النوم أسابيع متواصلة، ولذلك فوتت 9 مرات امتحان شهادة إل جي سي إس إي . وتعد ستاسي واحدة من 1000 شخص فقط يعانون هذا المرض في العالم، والذي يعرف بمتلازمة ملكة النوم . وبسبب معاناتها من هذه المتلازمة، سجلت ستاسي نسبة حضور لم تتجاوز 30 % في المدرسة . تقول والدتها بيرني ريتشاردز "لا توجد أية مؤشرات على استسلامها للنوم . أحياناً أجدها نائمة على أرضية المطبخ" . وحينما تكون في نوبة من نوباتها، قد تنهض للذهاب للمرحاض أو لتناول مشروب لكنها لا تستفيق . وأنا أسمي ذلك، وتيرة نوم . وحينما تستيقظ، تعتقد أنها في اليوم التالي . ولا تستذكر شيئاً مما يحدث في غفوتها . ويمكن لستاسي خلال نوبة من نوباتها أن تنام نوماً عميقاً يصل إلى 20 ساعة في اليوم . وهي تنهض فقط للذهاب للمرحاض أو لشرب الماء، وما يثير الاستغراب، أنها تظل مستيقظة فترة كافية تكفي والدتها لإطعامها قبل أن تعود لفراشها مرة أخرى . وهي فقدت 28 رطلاً من وزنها بسبب هذا المرض النادر . وتصف ريتشاردز التي ترعى 6 أبناء حالة ستايسي بقولها: حالة ستايسي أشبه بالعيش مع جيكل وهايد، وحينما تحدث لها نوبة تكون بحاجة لتطمينات وتدليل، وتصبح كطفلة في الخامسة من عمرها . وعندما تتحدث يكون صوتها أشبه بصوت طفلة صغيرة . وحينما تكون في وضع النوم، تصبح مزاجية للغاية، وتكون أشبه بطفلة مشاكسة ترغب في القيام بما تريد وفقاً لهواها . وإذا لم تحصل على مبتغاها، تركل الأرض بقدميها . ستايسي بدأت تعاني من هذه الأعراض منذ نحو عام، ولكن نسبة لندرة حالتها، لم يتوصل الأطباء للتشخيص السليم إلا في مارس/آذار الماضي . وعندما بدأت أعراض المرض تظهر عليها، عزا الأطباء حالتها لكونها "مراهقة مزاجية" . وتقول والدتها: كانت ستايسي مرهقة طوال الوقت . ولذلك لم تتمكن من التركيز في المدرسة . وعادت للمنزل منهكة ومستسلمة للنعاس وخلدت للنوم طوال العطلة الأسبوعية . وفي صباح الاثنين، لم أتمكن من إفاقتها . وفي أحد الأيام تلقيت اتصالاً من المدرسة لكي أحضر وأحملها لأنها لم تكن على ما يرام . اصطحبتها للطبيب، وكان عليّ أن أحملها من السيارة وأوصلها للعيادة، وكانت ترغب في النوم فقط . وقال الطبيب: أدرك أن كلامي سيبدو سخيفاً، لكنها تبدو كمراهقة مكتئبة ومزاجية . ومن ثم نقلت ستايسي لمستشفى برنسيس في تيلفورد، وفي هذا المستشفى، تخوف الأطباء من أن تكون مصابة بورم في الدماغ . خضعت ستايسي لفحص تصويري لدماغها وأجريت لها فحوص أخرى للتأكد من عدم تعرضها لأمراض أخرى كالصرع والسبخ "النوم الانتيابي" . وعندما ظهرت نتائج الفحوص واتضح أنها لا تعاني أي حالة من الحالات السابقة، ظل الأطباء في حيرة شديدة، إلى أن تمكن اختصاصي أعصاب يعمل في مستشفى برمينغهام للأطفال، من تشخيص إصابة ستايسي بمتلازمة "كلاين - ليفين" . وتقول والدتها: خضعت لاستجواب من السلطة الأكاديمية المحلية لأن مدرسة ستايسي كانت تعتقد أنني تعمدت تغييبها من المدرسة، والآن أوقفوا الاستجواب بعد تشخيص حالة ستايسي . كنت أدرك دائماً أن ثمة خطأ ما . أنا أعرف ابنتي جيداً . لقد انتقلت من كونها مراهقة جميلة، مملوءة بالحيوية والنشاط للنوم طوال الوقت . لا نستطيع التخطيط لأي شيء لأن ستايسي قد تكون نائمة . قد تنام الليلة وتستيقظ في الأسبوع التالي . نحن نمزح ونضحك حولها لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع حالة ستايسي . ويقول الأطباء إن متلازمة "كلاين ليفين" لا يوجد علاج شاف لها، بيد أن بعض الخبراء يعتقدون أن بعض من يعانونها ينمون بعيداً عنها . ومنذ تشخيص حالتها، وضعت ستايسي على جرعة عالية من عقار محفز يسمى مودافينيل لمساعدتها على البقاء مستيقظة . وتقول والدتها: "يبدو أن هذا العقار يعمل بصورة جيدة . فهي استفاقت أكثر وهذا العقار يحسن حياتها، علينا أن نرى كيف ستمضي قدماً" . وتقول ستايسي التي تأمل في العودة بسرعة للمدرسة بدوام جزئي: "لم أتمكن من تأدية 9 امتحانات علاوة على عيد ميلادي الذي صادف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي" . الآن بات بإمكاني أن أفسر حالتي بسهولة للناس . في السابق لم يكن الناس يصدقونني، وهذا كان أصعب شيء . ومتلازمة كلاين ليفين، مرض يصيب المراهقين، وفي بعض الأحيان يبدأ بعد التهاب أو مرض . ولا يوجد سبب - أو حتى علاج - معلوم لهذا الاضطراب في النوم . ويقول الدكتور توم ريكو الذي يعمل في مركز أبحاث النوم الانتيابي ومتلازمة كلاين ليفين في جامعة ستانفورد: "يتعرض المصاب بمتلازمة كلاين ليفين لحلقات نوم، تستغرق من أسبوع إلى 3 أسابيع، ويعاني في فترات استيقاظه القليلة اضطراباً إدراكياً متطابقاً . خلال هذه الفترة الزمنية، ينام المريض نحو 16 إلى 22 ساعة في اليوم، كل يوم، حتى نهاية الحلقة أو النوبة".