حذّر خبراء من أن بريطانيا ودولاً أخرى تواجه خطراً غير مسبوق يجعل الهجمات أمراً لا مفر منه، بعد عودة مواطنيها من القتال إلى جانب الجماعات الجهادية في سورية. وقالت صحيفة «الإندبندنت أون صندي»، أمس، إن الآلاف من الأجانب، ومن بينهم مئات البريطانيين، يشاركون بالحرب الدائرة في سورية، ويكتسبون خبرات قتالية، ويقيمون صلات مع الجماعات المتطرفة، وسيسعون إلى تنفيذ هجمات ضد الغرب بعد عودتهم من هناك، وفقاً لمصادر حكومية. وأضافت أن الرئيس السابق لقسم «مكافحة الإرهاب» بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد باريت، أكد أن عدد البريطانيين الذين يشاركون بالقتال في سورية يجعل من المستحيل مراقبتهم، وسيشكلون خطراً حقيقياً على المجتمع بعد عودتهم إلى بريطانيا. ونسبت الصحيفة إلى باريت، قوله «إن اعتقال الأشخاص لمجرد عودتهم من سورية هو رد فعل غير محسوب ومعاملة قاسية من قبل الشرطة البريطانية، من شأنها أن تخاطر بنشر التطرف بين الناس». وأضاف باريت، أن الشرطة البريطانية اعتقلت 16 شخصاً على الأقل بعد عودتهم من سورية ولأسباب «ربما تكون وجيهة، غير أن كيفية معاملة الناس هو المهم حقاً وهناك حاجة لإحداث توازن لتجنب اساءة معاملة الناس من ناحية، وعدم إغفال الأشخاص الذين يشكلون تهديداً أمنياً من ناحية أخرى». كما نقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن، رافائيلو بانتوتشي قوله «إن نوعاً من التهديد ضد المملكة المتحدة سيأتي من أرض المعركة في سورية وصار أمراً لا مفر منه تقريباً، وتدعمه حقيقة أن أجهزة الأمن البريطانية احبطت مؤامرة واحدة على الأقل مرتبطة بسورية». وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية اطلقت الشهر الماضي «مشروعاً سيبيرياً» لردع الجهاديين البريطانيين المحتملين من الذهاب إلى سورية، خصصت له مبلغاً كبيراً من المال لمراقبة نشاط وسائل الإعلام الاجتماعية كجزء من المشروع. ونسبت إلى متحدث باسم الوزارة قوله إن المملكة المتحدة «تنصح رعاياها بعدم السفر إلى سورية، وتحذّر الراغبين منهم في السفر إلى هناك لأسباب انسانية حسنة النية من تعريض أنفسهم لمخاطر جسيمة، بما في ذلك استهدافهم من قبل الجماعات الإرهابية لأغراض تجنيدهم». الامارات اليوم