GMT 0:00 2014 الإثنين 7 أبريل GMT 0:14 2014 الإثنين 7 أبريل :آخر تحديث محمد خروب ما ان نشرت صحيفة التايمز البريطانية تصريحات امين عام التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين المقيم في لندن والمحسوب على التيار «القطبي» في الجماعة ابراهيم منير، التي «حذّر» فيها بريطانيا من زيادة خطر الهجمات الارهابية في حال حظر الجماعة في المملكة المتحدة، حتى استدعى كثيرون التصريح الشهير - وساري المفعول كما يجب التذكير - الذي اطلقه القيادي في جماعة الاخوان المسلمين «المصرية» محمد البلتاجي، بعد سقوط سلطة الاخوان في مصر وعزل مندوبهم في قصر الاتحادية محمد مرسي في 3 تموز الماضي، عندما قال في وضوح تفوح منه رائحة التلويح بالارهاب: اذا ما عادت الشرعية الى مصر، فان العنف في سيناء سيتوقف بعد لحظة واحدة من عودة مرسي الى الرئاسة.. لا بديل عن السلطة والتحكم بمفاصل الدولة لدى هذه الجماعة، التي تحتكر الحقيقة وتدّعي النطق بالاسلام، وان معارضتها ليست سوى شكل من اشكال معاداة الاسلام، في استخدام العنف والتخريب والاغتيالات وتكفير رجال الدين والهزء من شيخ الازهر وشيطنة كل من يرفض ممارسات الجماعة وولوغها في دم الأبرياء.. لن يغير النفي الذي اصدره ابراهيم منير، شيئاً من «روح» الاجابات التي ادلى بها رداً على اسئلة الصحيفة البريطانية عندما خرج على الناس عبر ال BBC قائلاً: «ان العنوان مجتزأ ولم يُقرأ بكامله» ما يعني ان الصحيفة لم تتجن على الرجل او تخترع شيئاً من عندياتها، بدليل انه اوضح ما كان أدلى به الى «التايمز» عبر تفسير فضفاض وحمّال اوجه، الا انه يستبطن التحذير الرئيس وهو التلويح بالعنف، قلت (أي منير) صراحة: ان كان حظر الاخوان بناء على سلوكهم المخالف للقانون فنحن سنمتثل لهذا، بل ندعم توقيف وحظر أي نشاط يخالف القانون، ولكن والقول ما يزال لأمين عام التنظيم الدولي» إذا كان «الحظر» لفكر، فسيكون له مردوده السيء على الشباب الذي طالما علمناه أن «السلمية» هي الخيار الاساسي لمنهجنا. نحن إذاً أمام ازدواجية في التفكير والخطاب والمقاربة، طالما شكّلت السلوك الحقيقي لجماعة الاخوان المسلمين في علاقاتها مع الآخر، السلطوي والحزبي، المعارض والموالي، الشعبي والمدني، وتجلى ذلك-في جملة ما تجلى طوال ثمانية عقود على تأسيس الجماعة في العام 1928-في السنة اليتيمة التي حكم (اقرأ تحكّم) فيها الاخوان مصر وكيف مارسوا اسوأ انواع الاقصاء والتهميش والالغاء حتى ازاء (شركاء بل مفجري الثورة) وكيف مضوا قدماً في اخونة الدولة والتمكن من مفاصلها، وإلاّ فإن كل الذي طلبه او امر به ديفيد كاميرون اجهزته المختصة، هو اجراء «مراجعة» لفكر وقيم وسلوك جماعة الاخوان المسلمين وسبل سعيها لتنفيذ اهدافها، ما يعني ان الرجل يريد التأكد او دحض ما تروجه او تضغط به عليه، دول ومنظمات ولوبيات واجهزة استخبارية قد يكون بعضها إن لم نقل معظمها عربياً، وبخاصة ان هناك غزلاً بل وداً مقيماً بين الاخوان وعواصم القرار الغربي وعلى رأسها واشنطن وتابعتها لندن ولم يتغير شيء-حتى الان-من الاحتضان البريطاني-والمباركة الاميركية-للجماعة التي تمارس نشاطها بغير عوائق او معيقات في عاصمة الضباب وعبر مكتب للاعلان-يا للبراءة-يحمل اسم «وورلد ميديا» كشركة اعلانية مسجلة لدى الحكومة البريطانية. من السذاجة الاعتقاد ان «الحركة» الاخيرة لرئيس الحكومة البريطانية يمكن ان تستهدف جماعة الاخوان المسلمين العاملة على الاراضي الانجليزية، أقله في المدى القريب، حيث «ورقتهم» لم تُحرق بعد وما يزال بالامكان توظيفها في اكثر من ساحة وبخاصة في «جناحي» الأمة، التي بدونها لا تستطيع الاقلاع او التحليق، وهما.. كما علمتنا دروس التاريخ وأكدته ديكتاتورية الجغرافية، مصر وسوريا، حيث الاخوان هم الذين يقودون الثورة المضادة ويمارسون الارهاب في مصر تحت شعار مضلل وتنظيم مهلهل اسمه تحالف دعم «الشرعية» لكن الذين يتولون التمويل والتخطيط والتنفيذ هم كوادر الجماعة وانصارها الذين يصدرون بيانات تحت عناوين مفبركة مثل انصار بيت المقدس.. لن تُحظر «الجماعة» في بريطانيا ولن تُوسم بالارهاب الا اذا رفعت واشنطن الغطاء عنها، وضحت بها في أي صفقة مع دمشق او القاهرة، عندها يمكن للجماعة أن تأخذ «مجدها» في ممارسة ما تهدد به من ارهاب وعنف، او ربما لا يكون بمقدورها استخدام مثل هذه «الورقة المحروقة» لأن الاجهزة التي تولت التنسيق معهم وتزويدهم بالاموال والمعلومات والاسلحة «غير الفتاكة» على ما تقول الرطانة الاميركية, قد احالت المناقصة او المزايدة.. على جهات اخرى. *استدراك: صحيفة «ديلي ميل» البريطانية كشفت في عددها يوم امس، الاحد ان طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا، واستاذ الدراسات الاسلامية المعاصرة في جامعة اوكسفورد هو المستشار الديني لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, كما كان عضواً في لجنة مماثلة شكلها رئيس الوزراء السابق توني بلير. ايلاف