الخرطوم - عماد حسن: دفع الرئيس السوداني عمر البشير بقرارات وتطمينات جديدة لمنح مساعيه الجارية للحوار الوطني محطة متقدمة أمام القوى المعارضة، ووجه بتمكين الأحزاب من ممارسة نشاطها السياسي داخل وخارج دورها دون قيد أو شرط وفقاً للقانون . وأعلن البشير إطلاق سراح الموقوفين السياسيين إلا من أثبتت التحقيقات تهماً جنائية عليه في الحق العام والخاص، ومنح الضمانات الكافية التي تمكن الحركات المسلحة للمشاركة في الحوار . ولفت إلى مباركة جهات داخلية وخارجية لمبادرة الحوار . وقال إن لدينا تجربة سابقة في تأمين الحركات المسلحة أثناء مشاركتها في الحوار . وأكد البشير في كلمة امام الملتقى الأول لقادة الأحزاب والقوى السياسية أمس الأول، توسيع المشاركة الإعلامية للجميع، وتمكين أجهزة الإعلام من أداء دورها لإنجاح الحوار الوطني إلا ما يمنعه شرف المهنة . وجدد البشير دعوته للذين لم يلبوا الدعوة للحوار للاستجابة لنداء الوطن، مؤكداً أن علاج مشاكل السودان يتطلب تكاتف ومشاركة الجميع . وقال إن الاجتماع يشكل خطوة أولى لتفعيل الحوار الوطني الشامل وانطلاق مرحلة جديدة من الحياة السياسية السودانية للاتفاق على مبادئ أولية لحوار سوداني - سوداني يناقش ويقترح حلولاً لتوفير عقد اجتماعي سياسي جديد ينهض بالأمة السودانية ويحقق لها أمنها وأمانها في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ويؤسس لسلام مستدام يضمن مستقبلاً زاهراً لأبنائها ويحقق وحدتها الوطنية . وقال البشير إن الاجتماع يعتبر خطوة لتعزيز علاقات السودان الدولية والإقليمية وجوارها الأقرب خاصة جنوب السودان الذي يتمتع بعناية ورعاية في العلاقة تستوجبها العلاقة التاريخية الممتدة والمصالح المشتركة . وقابلت بعض الأحزاب التي حضرت اللقاء تعهدات الرئيس البشير، بالمطالبة بسرعة تشكيل آلية الحوار، واقتسامها مناصفة بين الحكومة والأحزاب المعارضة (7+7)، وإلزام الحكومة بتنفيذ قراراتها . وطالبت بأهمية إلزام الأجهزة الحكومية بإنفاذ مخرجات الحوار وضمان تنفيذها عبر متابعة العملية عبر لجان خاصة . على صعيد آخر، أعربت الحكومة البريطانية أمس، عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور وزيادة الاعتداءات ضد المدنيين العزل، الأمر الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف منهم عن مناطقهم . وحمل وزير الدولة البريطاني المكلف بالشؤون الإفريقية مارك سيموندز في بيان صحفي أجهزة الأمن التابعة للحكومة السودانية وقوى المعارضة المسلحة في دارفور مسؤولية الاعتداءات المتعمدة التي يتعرض لها المدنيون العزل بشكل مستمر . وأوضح انه منذ بداية شهر مارس/ آذار الماضي ارتفع عدد النازحين من 40 ألفاً إلى 200 ألف نازح، معرباً عن إدانته القوية لتلك الاعتداءات التي تتسبب في نزوح مزيد من المدنيين عن مناطقهم . ودعا جميع الأطراف إلى وقف القتال وجميع أشكال العنف المسلح والدخول في مفاوضات مباشرة من اجل إحلال الأمن والسلام في البلاد . الخليج الامارتية