الخرطوم - وكالات: أعلن الرئيس السوداني عمر البشير " أن السودان دخل مرحلة جديدة قوامها التوافق على إقرار الدستور الدائم للبلاد ودعامتها العدل والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية وسندها جيش وطني مؤهل مدرك لدوره". وأكد البشير، خلال مخاطبته أمس لدورة جديدة للبرلمان،" أن هذه المرحلة يتم تنفيذها عبر إستراتيجية قومية واضحة الرؤى ومحددة المعالم من خلال الجهود الحثيثة للحوار الوطني الذي لا يستثني أحدًا ويعمل لجمع الصف الوطني على ثوابت الأمة ومصالحها العليا لإرساء نظام تداول الحكم بالطرق السلمية عبر المسؤولية الوطنية التي تتساوى فيها الحكومة والمعارضة سعيًا لبلوغ أعلى درجات التراضي والوفاق الوطني". وشدد على أن غالبية الأحزاب والتنظيمات السياسية استجابت لنداء الحوار وأكدت التزامها واحترامها له والسعي لتفعيله، مشيرًا إلى أن الدعوة مازالت مستمرة ومفتوحة للانضمام لركب الحوار للاتفاق على برنامج وثوابت ملزمة وآلية يعمل عليها الجميع.. وقال "سوف نجلس مع كل من يبدي رغبة للحوار الجاد". وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير أمس عدة قرارات وتوجيهات لتمكين العمل بالحوار الوطني لكافة الأحزاب والقوى السياسية دون قيود أو عوائق. جاء ذلك خلال مخاطبته مساء أمس ملتقى الأحزاب السياسية لتحديد خريطة الطريق المستقبلية للبلاد، وشملت توجيهات الرئيس البشير تمكين الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطها السياسي داخل وخارج دورها بلا قيد لذلك النشاط إلا من نصوص القانون وتوسيع المشاركة الإعلامية للجميع، من أتى للحوار ومن أبى وتعزيز حرية الإعلام بما يمكن أجهزة الإعلام والصحافة من أداء دورها لإنجاح الحوار الوطني بلا قيد سوى ما يجب أن تلتزم به من أعراف المهنة وآدابها ونصوص القانون وكريم أخلاق السودانيين. وأعلن الرئيس السوداني إطلاق سراح أي موقوف سياسي لم تثبت عليه بعد التحقيق تهمة جنائية في الحق العام أو الخاص، مؤكدًا التزام واستعداد حكومته تمكين الحركات المسلحة المتمردة من المشاركة في الحوار الوطني الجامع وتعهد بإعطائها الضمانات المناسبة والكافية للحضور والمشاركة والرجوع، إن أرادت ذلك. ودعا الرئيس البشير الجميع إلى العمل والبناء على النجاحات الجماعية والاعتبار بالإخفاقات لأجل بناء الوطن معًا، وشدد على أهمية الاستجابة لرغبات الشعب السوداني والعمل على احترامها من خلال الصدق في القول والإخلاص في النوايا وإعلاء أجندة الوطن فوق العصبية الحزبية والجهوية. وقال الرئيس البشير:" نكرر رغبتنا الصادقة وحرصنا الأكيد على توفير المناخ الملائم لإنجاح الحوار الوطني الجامع وأعلن رسميًا الدخول في مرحلة الحوار العملي الذي يفضي إلى خطوات عملية لإنشاء الآليات والمضي في خطوات عقد مؤتمر الحوار الوطني الذي ستكون مقرراته هي خريطة الطريق السياسية المستقبلية للبلاد عن طريق الإجماع الشامل حولها. ورحب كل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، وممثلي الأحزاب المشاركة باللقاء. ودعا المهدي إلى تكوين مجلس قومي للسلام يسهم في حل المشكلات الأمنية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما طالب زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي الحكومة بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين. من جانبه، أيد رئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين العتباني شروط الغائبين والمقاطعين للحوار، وعلى رأسها وقف الحرب وإطلاق الحريات، لكنه قال إنها "يجب أن تطرح هذه القضايا من داخل الملتقي التحاوري". واقترح تشكيل لجنة من اللقاء للجلوس مع رافضي الحوار، وإقناعهم بالمشاركة في لقاء مقبل لتحقيق الإجماع. ودعا العتباني إلى خروج الأجهزة الأمنية من الممارسة السياسية. وقال يجب أن تكون السياسة هي الموجهة للأمن وليس العكس. جريدة الراية القطرية