تونس -"الخليج": قصف الجيش التونسي، امس، مواقع وصفها بالمشبوهة في جبل الشعانبي غرب البلاد قرب الحدود الجزائرية، بينما أعلنت الداخلية عن اعتقال عناصر تكفيرية في حملة أمنية، في الوقت الذي انطلق فيه النواب في المجلس التأسيسي في مناقشة فصول القانون الانتخابي وسط خلافات حادة . وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية توفيق الرحموني أن أجهزة الرصد والمراقبة قامت برصد تحركات مشبوهة منذ يوم الاثنين بمنطقة "الدغرة" لمجموعة من المتحصنين بجبل الشعانبي التابع لولاية القصرين . وأضاف أنه، تم إثر رصد هذه التحركات، قصف الموقع بواسطة المدفعية الثقيلة والأسلحة المشتركة، كما شارك سلاح الجو في عمليات الاستطلاع والرصد وقصف المواقع المشبوهة التي تم رصدها . وأوضحت وزارة الدفاع أن القوات المسلحة تتابع محاصرة المنطقة والتعامل مع كل التحركات والتواجد غير المشروع بالنيران والقصف المدفعي والطلعات الجوية . وفي السياق ذاته، اعلنت وزارة الداخلية أمس، عن ايقاف 40 عنصراً تكفيرياً إثر حملة أمنية واسعة النطاق بمدينة الروحية التابعة لولاية سليانة نفذتها وحدات الشرطة والحرس الوطنيين بالتعاون مع الجيش الوطني . وأوضحت الوزارة أن الحملة استهدفت العناصر التكفيرية في المنطقة من المطلوبين للعدالة . وتورطت هذه العناصر، من بينهم جهاديون عائدون من سوريا، في التصدي للحملة التي أعلنت عنها الحكومة سابقا لاستعادة المساجد المنفلتة في البلاد . سياسياً، بدأ نواب المجلس الوطني التأسيسي أمس في مناقشة القانون الانتخابي فصلا فصلا وسط خلافات حادة حول العزل السياسي لرموز النظام السابق ومنعها من المشاركة في الانتخابات المقبلة . وتطالب أحزاب ممثلة في التأسيسي، أساسا، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء ونواب من حركة النهضة الاسلامية وعدد من النواب المستقلين، بإدراج فصل يمنع مشاركة كل من تقلد مناصب في النظام السابق وانتمى إلى حزب التجمع الدستوري المنحل، ومن ناشد الرئيس السابق زين العابدين بن علي للبقاء في الرئاسة حتى ،2014 من المشاركة في الانتخابات المقبلة . وقال النائب خميس قسيلة عن حزب نداء تونس خلال مداخلته بالمجلس التأسيسي إن "العملية الانتخابية لا يمكن أن تتم بعقل إقصائي ومن يريد تضمين فصل إقصائي في القانون الانتخابي فهو يعمل على إفشال الانتخابات" . وتباينت مواقف الأحزاب أيضا بشأن مبدأ المناصفة بين الجنسين في القوائم الانتخابية ومسألة منع الأمنيين والعسكريين من حق التصويت . في غضون ذلك، تراجع رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، عن موقفه الذي طالب فيه الرئيس المؤقت منصف المرزوقي بالاستقالة إذا كان يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك في خطوة فاجأت الفعاليات السياسية التي تجمع عليها . واعتبر عبد الرؤوف العيادي، النائب بالمجلس التأسيسي، أن الثورة التي أطاحت بنظام ابن علي، تم بيعها بثمن زهيد، وشن هجوماً عنيفاً على الائتلاف الحزبي بقيادة حركة النهضة، الذي حكم البلاد خلال العامين الماضيين . الخليج الامارتية