قال مصدر عسكري تونسي إن القوات المسلحة التونسية قصفت اليوم بالطائرات مسلحين إسلاميين قرب الحدود الجزائرية واعتقلت أربعة منهم أمس الأحد في حملتها المستمرة في جبل الشعانبي وسط غرب البلاد لتعقب ما تقول السلطات إنها خلية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قتلت ثمانية جنود في كمين نهاية الشهر الماضي. وأكد شهود ومصدر عسكري أن القوات المسلحة اعتقلت الأحد أربعة عناصر مسلحين أثناء ملاحقتها لهم، "كما نفذت صباح اليوم الاثنين ضربات جوية استهدفت مسلحين إسلاميين يختبئون بجبل الشعانبي في محافظة القصرين وسط غرب البلاد". وأضاف المصدر أن القوات الجوية رصدت عددا من الجثث المتفحمة لمن سماهم إرهابيين يتحصنون في مغارات بالجبل ذي التضاريس الوعرة والغابات الكثيفة. من جهته قال مراسل الجزيرة في تونس محمد البقالي إن الجيش كثف قصفه جوا وبرا اليوم على جبل صمامة الذي يبعد عشرات الكيلومترات عن الشعانبي بهدف منع تنقل المسلحين بين الجبلين، مشيرا إلى أن إستراتيجية الجيش تقوم في الوقت الراهن على محاصرة المسلحين عبر القصف الجوي بطائرات "أف 5″ جوا وبالمدفعية برا مع تفادي التوغل إلى دواخله بسبب الألغام المزروعة فيه. وتحدث المراسل عن أنباء لم يؤكدها الجيش تفيد بمقتل ستة مسلحين أثناء القصف وبأن الخلية التي تطلق على نفسها "كتيبة عقبة بن نافع" وتقول السلطات إنها فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تضم تونسيين وجنسيات أخرى. وحسب مصدر قريب من الملف حاورته وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام محلية، فإن أحد المسلحين الإسلاميين، ويدعى محمد العمري واعتقله الجيش مؤخرا، اعترف بالمشاركة في قتل الجنود الثمانية. كما وجد مع المعتقل هاتف محمول سجل فيه مقطع فيديو لعملية التنكيل بالجنود الذين ذبح خمسة منهم. وأقر أيضا بأن الخلية التي ينتمي إليها تضم تونسيين وجزائريين وماليين وسنغاليين. وتواجه تونس أزمة سياسية متصاعدة منذ اغتيال المعارض اليساري محمد البراهمي الشهر الماضي، إذ تطالب المعارضة -التي تنظم يوميا احتجاجات- بحل الحكومة التي تقودها حركة النهضة وحل المجلس التأسيسي المكلف بصياغة دستور جديد للبلاد.