د. عائشة عباس نتو أتاح الله لنا أن نكون شهودًا، مستبشرين بعودة بصر الشاب الثلاثيني قبل إزاحة الضمادات. سَرَت فرحة عارمة بداخلي، ونزلت على قلبي بردًا وسلامًا، بعدما رأى النور لأول مرة في حياته. أردت أن أذيب ذلك اليوم في كوب التجربة التي شهدتها، وأن أهضمها، فأنفجر بالفرحة مرة، وبالشكر لله مرّات ومرّات على تلك النعمة التي أنعمها على الشاب بإعادة بصره؛ وهو يتألق فرحًا، حيث تنهمر العين في جداول النورانيات، نعم إن أقسى ما يمر به الإنسان أن يكون فاقد البصر، وأشقى ما يمر به الإنسان أن يرى بعين الآخرين.. رغم كل ذلك الإيمان الذي جعل ليومي طعمًا، أطلتُ النظر في عينيّ ذلك الشاب، والأفكار تنساب من ذهني، وكأنها نهر لا يكف عن الفيضان، أبحث عن الإجابة والمعاني لأسئلة افتقدت إجابتها!! كيف كان ذلك الشاب الذي فقد النور يحتفل بالفجر؟! هل جفّت قلوبنا يا سادتي وتحجرت؛ لعدم دعمنا لعمليات الحالات المنتظرة لفاقدي البصر في المستشفيات الخاصة؟! لماذا تحوّلت قلوبنا إلى جمرة ملتهبة، كأن الأرض انشقّت، واليابسة انسحبت، والعمر رحل، والدنيا أقفرت!! لماذا القسوة أصبحت تُعربد في نفوسنا، وأصبحنا وأمسينا نتحدّث بلغة اليخوت والمراسي والطائرات الخاصة!! وفئة فاقدي البصر تهيم على وجوهها بحثًا عن من يدفع لهم تكاليف تلك العمليات.. هل فاقدو البصر من إخواننا وأخواتنا فقدوا الإحساس بالأمان؟! هل تمكن منهم الخوف من الظلام؟! لأن ما هو أمامهم وخلفهم مجهول.. حاضرهم مجهول، مستقبلهم مجهول، كل شيء يفقد بهاؤه من غير النور.. كل شيء يصبح عاريًا في الظلام.. بهتت الألوان، وانقشعت الأقنعة، واستحالت الإشراقة في حياة الظلام.. حنانك يا رب ورحمتك بهم، فهم بحاجة لنورك ونور الحياة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (77) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة