خرج مؤتمر "استدامة الاستثمارات العقارية" الذي انعقد أمس في دبي في إطار ملتقى الاستثمار الدولي 2014، بخريطة طريق تساعد المعنيين على تقصي أفضل الطرق والخطوات لبلوغ الغايات الإنسانية والتوجهات العالمية لجعل الاستدامة ثقافة وسلوكاً على مستوى المنطقة والعالم. وجرى تنظيم المؤتمر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بتعاون "ريكس" الدولية والاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات. وناقش المشاركون وسط حضور لافت من المهتمين مسارات خريطة طريق تبيّن الآليات اللازمة للأسواق الناشئة لتعزيز منافستها للأسواق الأكثر نضوجاً في القطاع العقاري في العالم. تفرد قال المدير العام لدائرة أراضي وأملاك دبي سلطان بطي بن مجرن في كلمة افتتح بها فعاليات المؤتمر إن "المسيرة العمرانية التي تشهدها دبي تعد علامة مضيئة في تاريخ هذا البلد الناهض من جهة، وتجربة نوعية متفردة على صعيد البناء والتشييد من جهة أخرى، ما يجعلها محط اهتمام الباحثين والدارسين ووقفة يتأملون فيها الإنجازات العملاقة التي حققتها على مدار العقود الماضية، ولم يكن لمسيرة البناء والتشييد أن ترى النور لولا حنكة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. تجربة لفت بن مجرن إلى ما تجتهد دبي في سعيها لبلوغ الرقم واحد عبر توظيف كل القنوات الإمكانات والطاقات ما يفسر تشكل نهضة عمرانية جديدة نوعية وناضجة تقوم على مفاهيم الاستدامة الاستثمارية بصرف النظر عن حجم المشروعات الجديدة التي يجري تطويرها أو الإعداد لإطلاقها، ففي النهاية تحتفظ دبي بطريقتها في إطلاق مشروعات عملاقة تبهر العالم، فتحقق بذلك تشجيع رأس المال الوطني وجذب رؤوس الأموال الأجنبية. وأشار بن مجرن إلى أن دائرة الأراضي والأملاك في دبي تقوم انطلاقاً من دورها ومهامها الكبيرة في الإشراف المباشر على السوق العقاري ورصد أنشطته المختلفة إنما نعمل بقوة لترسيخ تحول دبي إلى وجهة استثمارية مثالية. فهي تفخر بالتطور الفائق في القطاعات المصرفية والعقارية والتجارية المختلفة. وباتت المدينة ملاذاً سياحياً واستثمارياً آمناً وفريداً من نوعه. وأكد بن مجرن أن الاستعدادات لاستضافة معرض "إكسبو 2020" ستعمل على إضافة المزيد من الزخم لهذا النمو المتسارع، ولن تتأخر دبي في تقديم نموذج نهضوي يتسم بالذكاء والانسجام بين الإنسان ومحيطه البيئي في ظل تشريعات سباقة تضمن الأمن والحقوق للجميع. ترحيب من جهتها رحبت ماجدة علي راشد مساعدة المدير العام لدائرة أراضي وأملاك دبي مديرة مركز إدارة وتشجيع الاستثمار العقاري الذراع الاستثمارية للدائرة، بتنظيم مؤتمر الاستثمار العقاري المستدام، وقالت إن هذا المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح ويستحق الدعم والرعاية لاسيما أنه يأتي بعد عام من قيام أراضي دبي على تنظيم أول مؤتمر للاستدامة العقارية على مستوى المنطقة بمشاركة العشرات من الخبراء العالميين والدوليين المتخصصين فضلاً عن المئات من الشخصيات التي حضرت طيلة أيام المؤتمر لمناقشة سبل تحقيق الاستدامة العقارية في المنطقة. وأكدت ماجدة أن الدائرة كانت من أوائل المتفاعلين مع مضامين المبادرة الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة". فقد قمنا بتطوير معايير للاستدامة العقارية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن مبادرة المركز المتمثلة بشراكة استراتيجية مع القطاع الخاص للإشراف على تطوير أول مدينة مستدامة متعددة الاستخدامات في دبي تحمل اسم المدينة المستدامة. وشددت ماجدة أن مركز تشجيع الاستثمار يتقصى الطرق المثلى لتحقيق الريادة العالمية على صعيد الاستدامة العقارية بوصفها الركيزة الأساسية للاستدامة في مفهومها العام والتي رسم صاحب السمو معالمها بدقة متناهية داعياً الجميع إلى المشاركة الفاعلة في صياغة آليات التحول إلى الاقتصاد الأخضر عبر برامج وسياسات تركز على مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام وتبني سياسات بيئية وعمرانية جديدة تهدف لرفع جودة الحياة. موارد قال داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة "الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات": "يأتي تنظيم مؤتمر الاستثمار العقاري المستدام في وقت تنظر فيه الفئات الاستثمارية على اختلاف أنواعها إلى القطاع العقاري في دبي كمورد مهم لها حيث إنه يوفر دخولاً ثابتة لها على الأمدين المتوسط والطويل. وينقض هذا الأمر ما كان يتداول سابقاً بأن سوق العقارات في الإمارة هو مورد للربح السريع فقط حيث أثبت السوق بقوة أنه يقدم تدفقات نقدية وعوائد استثمارية طويلة الأمد للمستثمرين الذين يدخلون السوق للبقاء فيه وليس للمضاربة قصيرة الأمد". معايير دولية ناقش المؤتمر أهمية تبني المعايير الدولية وتأثيرها المتبادل على شفافية السوق المحلي والإقليمي والعالمي. فضلاً عن حلقات نقاش شارك فيها الحضور حول المعايير الأخلاقية للاستثمار. هذا غير ما قدمه المشاركون من آراء تفاعل الشركات المهنية والمؤسسات الحكومية استعرضت سلسلة من المبادرات المشتركة بينهما 16 % نمو سوق الاستدامة العقارية في الدولة سنوياً قال المهندس فارس سعيد رئيس شركة دايموند ديفلوبرز مطورة مشروع المدينة المستدامة في دبي إن دبي تمنح الفرص للجميع لكي يبدعوا ويقدموا للعالم تجاربهم الناجحة وإن شاء الله سيكتب النجاح لمشروع مدينة دبي المستدامة الذي يجري تنفيذه حالياً بما يتفوق حتى على المواصفات العالمية المتصلة بالأبنية والمجمعات الحضرية المستدامة إذ نتعامل معه اليوم على أساس أنه حلم تحقق بفضل الدعم غير المسبوق من دائرة أراضي وأملاك دبي. وأشار سعيد إلى أن سوق الاستدامة العقارية بلغ في العام الماضي نحو 16 مليار درهم، بنسبة نمو 16% على أساس سنوي منذ عام 2012. ومن المؤمل أن ترتفع هذه النسبة إذا ما جرى التركيز على حلول مبتكرة لإدارة المباني بكفاءة، وبما يؤمن خفض استهلاك الطاقة. وأضاف سعيد إن صناعة الاستدامة العقارية، ضخمة وحديثة في السوق المحلي، ولم يكن مقدراً لها أن تتبلور لولا المبادرة التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يناير 2012 في إطار مبادرة وطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات تحت شعار اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة. لافتاً إلى أن الطاقة النظيفة تمثل أحد أهم أركان تحقيق الاستدامة العقارية. وقال سعيد إن دبي سبقت المنطقة على هذا الصعيد وفي طريقها لتسبق دولاً عريقة في المستقبل القريب. مشيراً إلى أن حجم قطاع الطاقة النظيفة في العالم بلغ بحسب تقرير صدر أمس نحو 250 مليار دولار وتقود السباق في هذا المجال كل من الصين وأميركا واليابان. وأكد سعيد أن مشروع المدينة المستدامة يراجع دراسة بحثية أجرتها مؤسسة بيو شارتيبل ترست " Pew Charitable Trust" أصدرتها أمس بعنوان "الرابحون في سباق الطاقة النظيفة 2013"، وأشارت إلى نمو إنتاج الطاقة النظيفة عالمياً بحوالي 87 جيجا وات خلال 2013 ليصل الإنتاج الدولي من الطاقة النظيفة لنحو 735 جيجا وات. وللمرة الأولى تتجاوز الطاقة الشمسية طاقة الرياح بصفتها المصدر الأول للطاقة المتجددة مع تسجيلها لارتفاع بنسبة 29% خلال 2013 بما يصل بحجم الإنتاج العالمي من الطاقة الشمسية لنحو 144 جيجا وات. من جانب آخر يشير التقرير إلى تراجع الاستثمارات في الطاقة النظيفة خلال العام الماضي بنسبة 11%، وتواجه أسواق الطاقة المتجددة في الدول النامية معدلات نمو كبير مع زيادة حجم الاستثمارات في هذا المجال بمعدل 15% خلال العام الماضي. البيان الاماراتية