تواجه إدارة نادي الشباب (الجوارح) برئاسة سامي القمزي، ونائبه محمد مطر المري، هجوما شرسا من الجماهير، والتي باتت تطالب باستقالتهم بعد أن فقد الفريق فرص الفوز بكل البطولات المحلية، ولم يتبق له سوى بطولة الأندية الخليجية. آلام الجماهير وتعتبر الجماهير الخضراوية بأن بيع النجوم بهدف الربح المادي هو ما أفقد الفريق فرص تحقيق البطولات، فسياسة البيع جرّدت النادي من أسلحته تدريجيا في مقابل غياب البديل المطلوب الذي وُعدت به الجماهير، ذلك بالإضافة إلى ازدياد قوة الخصوم، لتغدو الإدارة متهمةً بالتفريط في كوكبةٍ بدأت بعبدالعزيز هيكل وانتهت بسياو. ولجأت الجماهير الخضراوية إلى إنشاء وسم "مغردون للخضر" في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بالإضافة إلى المداخلات عبر البرامج الرياضية، ومقاطعتها للمدرجات، لإبداء امتعاضها من الإدارة. انقطاع التواصل ومما يُنذر بوصول العلاقة إلى طريقٍ مسدودٍ، ما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام الإدارة بفتح بلاغٍ في أحد مراكز الشرطة ضد مشجعٍ قام بانتقادها، وهي ردة الفعل التي عرقلت المساعي لاستبيان آراء مشجعيّ الشباب، وعرّضت الإدارة للاتهامات بعدم قبول الرأي الآخر. "إلى متى نرفع شعار الشباب بمن حضر؟" ولخّص حسن بوكشة، وهو أحد المشجعين الذين وافقوا على التحدث ل"إمارات سبورت"، المطالب قائلا "لا نستهدف أشخاصا معينين، بل نقصد المنظومة . لم يجدوا بديلا للمستقيل خالد بوحميد، فلم يعد هناك فنيين في إدارة الشباب، خصوصا لمحاسبة المدرب ماركوس باكيتا"، شاكرا في الوقت نفسه الإدارة على انقاذ الخزينة من الديون. وتساءل بوكشة "إلى متى سنرفع شعار الشباب بمن حضر؟ الاحتراف يعتمد على البيع والشراء، ولم يعد بالإمكان الاعتماد على الموجودين فقط لتحقيق البطولات". وتمنى بوكشة في ختام حواره "أن يعود الشيخ سعيد بن مكتوم، رئيس النادي الفخري"، مناشدا أقطاب النادي وكوادره الغنية عن التعريف بمناصرته ومؤازرته. المري يرد: إنهم لا يفهمون الاحتراف ودحض محمد المري، نائب الرئيس، المطالب بتحقيق البطولات في ظل الوضع المادي الذي لا يسمح للنادي بالحفاظ على نجومه، مشددا على أن "الموازنة المخصصة للاحتراف تُستخدم لتسيير النادي فقط، فليس هناك فائضٌ، لذا نعمل وفق إمكانياتنا ونقوم بتعاقداتٍ مدروسة. بإمكاني أن أحضر لاعبا مكلفا، ولكن لم أعيد النادي إلى دوامة الديون؟" ولم يلقِ المري بالا إلى الدعاوى بعدم توفير البديل الجاهز، "جميع الأندية تقوم بصفقاتٍ فاشلةٍ أحيانا؛ إنها مسألة توفيق"، ضاربا المثل بالبرازيلي "سياو الذي كان معنا لمدة 3 مواسمٍ ولم نحقق الدوري قط، بل حللنا رابعا في إحدى السنوات، ثم تغيّرت بيئته في الأهلي فبرز". وأكدّ المري بأن "أغلب الجماهير راضون عما تحقق في ظل الظروف"، معتبرا موجة الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي هي بفعل قلةٌ أعمتها المنافسة مع الغريم التقليدي، "سبب غضبهم هو عدم فهمهم للاحتراف الذي لا يعترف سوى بالمادة. هذه الفئة لم تكن ضد بيع عباس وسياو بالصيف الماضي ما دمنا سنبيعهم لأي نادٍ غير الأهلي". وعن غياب النظرة الفنية الثاقبة من القلعة الخضراء، أوضح المري بأن "استقالة بوحميد، أو خالد بن فارس، لا يعني انقطاع المشورة، فنحن كالعائلة الكبيرة في الشباب ونعمل سويا بغض النظر عن المسمى الوظيفي". لا تكميم للأفواه وأما عن سياسة تكميم الأفواه التي ادّعت الجماهير وجودها، فسّر نائب الرئيس الوضع قائلا "إن هذا المشجع تحوّل من النقد إلى الشتم والتجريح بألفاظٍ قاسية رغم أنه جلس وحاور سامي القمزي شخصيا. لم نفعل أكثر من أخذ تعهدٍ منه بعدم شمتنا، فلم نحرمه حقه في الانتقاد أو نطالبه بالاعتذار. ولو كنا ضد الانتقاد أصلا، لقاضينا كل المنتقدين". الشباب...إلى أين؟ لقد أصبح السؤال الأهم في الشارع الرياضي هو: هل تصمد إدارة الجوارح التي اعتادت العمل بصمتٍ بعيدا عن المهاترات والاستعراضات أمام مخالب جماهيرها؟ أم يكون هذا آخر عهد القلعة الخضراء بالاستقرار؟ الاماراتيةللاخبار العاجلة