لم يعد العالم يراقب عمليات فصل التوائم السيامية التي تجري في المملكة، أو يتابع ساعاتها الطويلة، لأن هذه العمليات أصبحت "معتادة".. ولكن ما يراقبه العالم والدوائر الطبية هو الجديد الذي يسجله الفريق الطبي السعودي خلال كل عملية. فعمليات فصل التوائم السيامية التى تتم بنجاح فائق، أصبحت قصصاً تروى حول العالم. وكما أكد وزير الصحة، رئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أصبحت المملكة مرجعية للعالم في هذا النوع من العمليات الدقيقة، المحفوفة بالمخاطر، التي تحتاج خبرة ومهنية عالية. ولذلك أطبقت شهرة المملكة وفرقها الطبية المتخصصة في جراحات الساميين الآفاق، وصارت مراكزها الطبية مقصد الناس من مختلف الاقطار.. لا فرق ولا تمييز بينهم .. فقط تجمعهم الإنسانية وتحيطهم وتحتضنهم المملكة وقيادتها بالرعاية النابعة من تعاليم الإسلام وقيم مجتمعنا العربي المسلم. لقد بلغ عدد عمليات فصل التوائم السيامية التي تمت في المملكة 32 عملية، لأطفال من 17 دولة، يمثلون اربع قارات تمت خلال 24 عاما، انجزت بنجاح. وبدعم القيادة تقدم المملكة للعالم دروساً للعالم في سماح الإسلام وإنسانيته. خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حريص على متابعة خطوات هذه العمليات، وهو أول من يهنىء الفريق الطبي وأسر الأطفال المعالجين، وتوجيهاته مستمرة نحو اجراء مثل هذه العمليات، ذلك فضلاً عن أن تشجيعه للفريق الطبي يحفزهم للتميز.. والإبداع وإضافة الجديد في كل عملية مستفيدين بتجارب العمليات السابقة. في عملية فصل التوأم السيامي العراقي، الاخيرة كريس وكرستيان والتي استغرقت 6 ساعات تم الاستغناء عن جهاز التنفس الصناعي قبل دخولهم غرفة العناية المركزة لأول مرة، وهي الحالة الاولى تسجل عالمياً. والعملية التي أجريت يوم الخميس الماضي هي الحالة الرابعة لتوأم عراقي . ومن الملاحظات ذات الدلالة سرعة الفريق الطبي والجراحي في انهاء العملية قبل الموعد المتوقع لها وهو ما يؤكد خبرة الفريق في مثل هذه العمليات المعقده. وما تم تسجيله أيضاً أنه لأول مرة لم يأخذ التوأم الخاضعان للجراحة دما خلال العملية إلا توأم واحد وبمقدار 40مل . جريدة الرياض