GMT 0:00 2014 الأحد 13 أبريل GMT 1:03 2014 الأحد 13 أبريل :آخر تحديث كريستيان ساينس مونيتور - ترجمة: مصطفى منسي أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن تركيا قد ازدهرت في فترة حكم رئيس الوزراء المثير للجدل رجب طيب أردوغان، ولكن أجندة التحديث أسهمت في تغذية معارضي حكمه وكشفت عن أسلوبه الاستبدادي. واعتبرت الصحيفة أن ذروة هيبة أردوغان ظهرت في زيارته إلى القاهرة في سبتمبر 2011. كانت أوروبا آنذاك غارقة في أزمة اقتصادية بينما تهتز منطقة الشرق الأوسط بالانتفاضات الشعبية، في المقابل وقفت تركيا في المنتصف، حيث كانت تتمتع بالعقد الذهبي للنمو والاستقرار. وقالت ساينس مونيتور: إن هذا العام شهد إعادة انتخاب حزب السيد أردوغان بنسبة أقل بسيطا من %50، في الوقت نفسه سجل الاقتصاد التركي نموا في الناتج المحلي الإجمالي بلغ %8.5، وهو معدل النمو الثاني عالميا بعد الصين. لم يكد يناير 2012 يحل إلا وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما يصف أردوغان بأنه واحد من بين قادة العالم الخمس الأكثر موثوقية. وأضافت أن الزعيم التركي بدا وكأنه قد جمع الإسلام السياسي والديمقراطية في بلد يزخر بمزيج من الطوائف العرقية والدينية والاجتماعية المعقدة، وحقق في هذا الصعيد نتائج ممتازة. واسترجعت الصحيفة ما ذكره أردوغان خلال زيارة القاهرة من أن تركيا هي في جوهرها دولة الحريات والعلمانية، متسائلا لماذا يمكن للأوروبيين والأميركيين الحياة بصورة كريمة بينما يحرم المصريون والصوماليون من هذه الحياة. ورأت الصحيفة أنه بعد عامين ونصف العام تغير المزاج سريعا ضد أردوغان، حيث تم حجب مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا وتم فرض القوانين القمعية الجديدة وتعرضت الاحتجاجات المناهضة للحكومة لقمع شرس من الشرطة. وأشارت إلى أن ترديد الخطاب الناري ضد «الإرهابيين» و «الخونة» واستنكار المؤامرات من قبل الأعداء الغربيين يعيد إلى الأذهان بحسب المراقبين صورة الحكام المستبدين العرب الذين تم الاحتفال بالإطاحة بهم أكثر من صورة البطل الديمقراطي. وأكدت ساينس مونيتور أن الغرب فقد زعيما كان يعتقد أنه سيكون الجسر إلى منطقة الشرق الأوسط. ونقلت عن الكاتب الصحافي التركي والمؤيد السابق لسياسات أردوغان قوله «لقد كانت هناك فرصة أمام حزب العدالة والتنمية لإثبات أن الإسلام والديمقراطية متوافقان، كان من المناسب منحهم هذه الفرصة ولكنهم دمروها». ويرى بعض المراقبين بحسب الصحيفة أن الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة كانت نتيجة للتصادم مع الطبقة الأكثر حرية من الطبقة المتوسطة الناشئة عن إصلاح تركيا في وقت مبكر. يقول إحسان داغي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة «احتجاجات حديقة غيزي قام بها الناس الذين نشؤوا في ظل عقد من حكم العدالة والتنمية. الجيل الجديد لا يقبل وجود شخص أعلى يعتقد أن بإمكانه اتخاذ قرار بشأن كل شيء في تركيا. أردوغان لا يفهم الديناميات الاجتماعية التي أطلق لها هو نفسه العنان». ايلاف