أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام أهمية الكتابة باعتبارها من أصول التقدم والحضارة، فهي المرآة التي تعكس أحداث وتطورات المجتمعات، وهي المحفز على التقدم والتطور. جاء ذلك خلال تكريم سموه أمس الفائزين بجائزة الإمارات للرواية في دورتها الأولى، في حفل أقيم بفندق بارك روتانا في أبوظبي، بحضور نورة الكعبي الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية «تو فور ففتي فور»، وجمال الشحي الأمين العام للجائزة والأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي وجمع غفير من الأدباء والمثقفين. وتعد "جائزة الإمارات للرواية" من المبادرات التي تهدف إلى رفد الساحة الثقافية الإماراتية بأقلام أدبية واعدة تساهم في إضافات نوعية إلى الحراك الثقافي في الدولة، إضافة إلى تعزيز موقع الإمارات على خارطة الرواية العربية بشكل مبتكر من خلال نتاج أدبي رصين، ويتم تنظيم الجائزة من قبل «تو فور ففتي فور». تكريم الفائزين وكرم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الفائزات بالمراكز الثلاثة، وهن: خولة السويدي عن روايتها "عشب وسقف وقمر"، وجاءت في المركز الثاني لولوة المنصوري عن روايتها "خرجنا من ضلع جبل"، وجاءت ميثاء المهيري في المركز الثالث عن روايتها "من أي شيء خلقت"، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لهند سيف البار عن رواية "كونار"، إلى جانب تكريم الروائي والإعلامي الإماراتي علي أبو الريش عن فئة الكاتب الإماراتي المميز لعام 2013، وذلك تقديراً لنتاجه الفكري المميز، حيث كتب العديد من الروايات أهمها "الاعتراف" 1982 والتي اختارها اتحاد الكتاب العرب كإحدى أهم الروايات العربية في القرن العشرين إلى جانب أعماله الأخرى ومنها "السيف والزهرة" و"رماد الدم" و"نافذة الجنون" و"تل الصنم" و"ثنائية مجبل بن شهوان" و"سلائم" و"ثنائية الروح والحجر" و"التمثال". إنجازات إبداعية وهنأ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الفائزين على إنجازاتهم وإبداعاتهم الروائية، وحثهم على الاستمرار في مسيرتهم الأدبية كي يكونوا خير سفراء للرواية الإماراتية. ودعا سموه إلى دعم مكونات المشهد الثقافي في الدولة بشكل عام، وأثنى على الدور الذي تقوم به «تو فور 54» في تعزيز مكانة أبوظبي على خارطة الإبداع وصناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي على الساحة الإقليمية. شكر وامتنان من جهتها ثمنت نورة الكعبي الدعم الذي تقدمه قيادة الإمارات للمثقفين والمبدعين الإماراتيين، وقدمت الشكر والامتنان لراعي الجائزة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لاهتمامه بهذه الجائزة، التي تعد واحدة من عشرات المبادرات، التي يدعمها سموه لتعزيز المكونات الثقافية والاجتماعية والحضارية في الدولة. وقالت الكعبي إنه:"على الرغم من سعينا الدؤوب في دعم المحتوى العربي، خاصة الرقمي منه إلا أنه يجب علينا أيضا تشجيع هذا النوع من التأليف الأدبي وتطويره ودعم القائمين عليه كون الرواية الآن هي "ديون العرب المعاصرين" في إشارة منها إلى منافسة الرواية للشعر الذي عرف ولفترة طويلة بأنه "ديوان العرب". منافسة ثقافية وأكدت الكعبي أن المنافسة بين الدول والمجتمعات لا تقتصر على النواحي الصناعية والتقنية والرياضية بل تشمل أيضاً المنافسة الثقافية والأدبية، حيث تزخر بعض الحضارات والمجتمعات بأعمال خالدة لمبدعين استطاعت أن تنقلها عبر الأزمان. وقالت "نفخر بإنجازات المشاركين الذين أثبتوا جدارة متناهية في إبداعاتهم وتميزهم في المجتمع وتكريمهم اليوم برهان على أننا نسير وفق خطى ثابتة لتعزيز مكانة أبوظبي مركزاً إعلامياً وثقافياً تقدر حكومته الرشيدة الإبداع وتؤمن أن الثقافة هي حجر الأساس للحفاظ على الهوية والتراث وبناء الحضارة". وأوضحت " أن جائزة الإمارات للرواية تنسجم مع رؤية المنطقة الإعلامية و « تو فور 54 » في دعم المواهب العربية المبدعة "وشجعت الكتاب الإماراتيين على المشاركة في الدورة الثانية من الجائزة في العام 2014. نقطة انطلاق من جانبه قال جمال الشحي إن الجائزة جاءت لتسلط الضوء على نوع آخر من أنواع الإبداع في المحتوى، حيث إن الرواية غالباً ما تشكل نقطة الانطلاق في أعمال إبداعية أخرى، خاصة في السينما والتلفزيونية، وقد شهدت الدورة الأولى منافسة قوية من روائيين إماراتيين شباب تنبئ بمستقبل واعد يكون لهم تأثير بارز في رسم مستقبل الرواية العربية". وأكد الشحي سعي الأمانة العامة للجائزة لتطوير مهارات الروائيين الإماراتيين الشباب للارتقاء بالإبداع الأدبي الذي ينعكس على المحتوى بجميع أشكاله ويفتح لهذه المواهب آفاق الانتشار إلى المنطقة انطلاقاً من أبوظبي من خلال شراكة مع أكاديمية التدريب التابعة ل « تو فور 54 ». ونوه الشحي إلى أن الباب ما زال مفتوحاً لاستقبال طلبات الترشح للدورة الثانية حتى 9 أغسطس المقبل، ويتم قبول الأعمال المنشورة فقط خلال العام 2014 في فئة الرواية الطويلة، أما فئة الرواية القصيرة فسوف تنحصر في الأعمال الجديدة غير المنشورة. وأوضح الشحي أن الأعمال التي قدمت للجائزة خلال دورتها الأولى بلغت 20 رواية أجيزت منها 15 رواية سلمت للجنة التحكيم التي اختارت منها الروايات الأربع الفائزة. كانت جائزة الإمارات للرواية بالتعاون مع "تدريب" التابعة ل «تو فور 54 »، قد أعلنت مؤخراً عن برنامج تدريبي متخصص تم تصميمه للمشاركين في الجائزة تحت مسمى برنامج "الروائي"، حيث يتم تنظيم سلسلة من ورش العمل والندوات في الكتابة الإبداعية يقدمها خبراء في هذا المجال تهدف إلى صقل المهارات الأدبية للمشاركين في مختلف فئات الجائزة بالإضافة إلى إطلاق حملات محلية وخارجية ومشاركات في معارض الكتاب بالدولة للتعريف بالجائزة والتشجيع على الكتابة والقراءة في المنطقة. وتتوفر الروايات الفائزة في جميع مكتبات الدولة، كما تتاح نسخ إلكترونية منها على تطبيق "اي كتاب". لجنة التحكيم تضمنت لجنة تحكيم الدورة الأولى للجائزة نخبة من الشخصيات الإماراتية البارزة، هي الكاتب ماجد بوشليبي، والسعد المنهالي، ومحمد خميس، ومحمد المرزوقي، وفاطمة المزروعي، بينما أسهمت أصوات الجمهور بنسبة 50 في المئة في تحديد النتائج النهائية، لترتيب الفائزين من خلال تصويتهم عبر الصفحة الخاصة التي تم إطلاقها عبر موقع الجائزة الإلكتروني مدة شهرين. البيان الاماراتية