تحقيق: منى الحمودي تضع «نيكي» مساحيق التجميل على وجهها، وتزين عينيها، وهي تجلس على كرسي يحاكي مقعد القيادة في السيارة. في خضم «بحلقتها» في المرآة وحديثها وشرحها، يسمع في الخلفية صوت صرير خافت يبدأ بالارتفاع، حتى ينفجر صوت ارتطام وتحطم زجاج، وتنحني الفتاة إلى الأمام بقوة، كمن تعرضت لحادث اصطدام، لتظهر على الشاشة عبارة تحذر من وضع المساحيق أثناء قيادة السيارات. هذا الفيديو البالغ مدته 71 ثانية، حمّلته خبيرة التجميل البريطانية ذات السبعة عشرة ربيعاً، على موقع اليوتيوب، وحصد قرابة مليوني مشاهدة، مستغلة شهرتها وهي صاحبة 28 مليون مقطع تعليمي للمكياج، بهدف تحذير الفتيات من الانشغال عن قيادة السيارة بوضع المساحيق، لما لذلك السلوك من مخاطر قد تنتهي بكوارث. وهنا يعتبر عادياً مشاهدة فتاة تعدل مكياجها، أو شاباً يأكل أو يعدل غترته وعقاله أو يقرأ صحيفة أثناء القيادة، دون الاعتبار للطريق وما تحتويه من مفاجآت قد تنتهي بالقبر أو الحسرة. تفتقر الإحصاءات الرسمية إلى عدد الحوادث التي يكون وراءها انشغال السائقات بإصلاح مكياجهن أو انشغال السائقين بتعديل الغتر أو قراءة الصحف، لكن ذلك قد يتغير، عقب إقرار مجلس المرور الاتحادي الأخير مقترحاً بتعديل نص مخالفة الإهمال وعدم الانتباه بحيث تكون مفصلة، ويندرج تحتها سلوكيات خاطئة أثناء القيادة، مثل استخدام النساء أدوات المكياج، وارتداء الغترة والعقال وتناول الأطعمة والمشروبات وكتابة الرسائل النصية. هذا الإقرار لاقى استحساناً من سائقين ومشرعين، لكنه استقبل باستخفاف من آخرين اعتبروا أن المسألة لا تتعدى ثواني معدودات. وترفض سارة السعدي فكرة وضع المكياج أثناء السواقة لا لخطورتها، إنما خشية اهتزاز يدها و»تخريب» المكياج، ثم اضطرارها لإعادة العملية من بدايتها. تقول سارة السعدي: «أفضّل وضع المكياج في المنزل والتأخر عن العمل حتى أحصل على مكياج جميل ومرتب وآمن»، مضيفة أن «للمكياج خطورة تكمن في إمكانية أن تسبب الماسكرا بخدش العين، عند اهتزاز السيارة أو توقفها بشكل مفاجئ». ... المزيد الاتحاد الاماراتية